آخر ممارسات الحوثيين لتدمير التعليم العالي في اليمن

استحدثت ميليشيا الحوثي الارهابية خلال الفترة الماضية كيانات طلابية موالية لها داخل الجامعات اليمنية في مناطق سيطرتها، لتشديد عملية الرقابة على العمل الأكاديمي، وتمرير إجراءاتها.

وأغلقت ميليشيا الموالية لإيران بواسطة مجموعة من أعضاء ما يسمى ملتقى الطالب الجامعي كلية الهندسة بجامعة ذمار وسط اليمن، بعد الاعتداء على عميد الكلية، وفق ما نقلت موقع "عدن الغد".

وقالت مصادر محلية إنّ مجموعة من أعضاء الملتقى التابع للحوثيين قاموا بإغلاق كلية الهندسة بالقوة، وسط تخاذل الجهاز الأمني الذي رفض التعامل مع الطلاب، وحرم طلبة كلية الهندسة من الاختبارات النصفية في أقسام "المعماري، المدني، الميتكروناكس".

 ميليشيا الحوثي الإرهابية تغلق بواسطة مجموعة من أعضاء ما يسمى ملتقى الطالب الجامعي كلية الهندسة بجامعة ذمار، بعد الاعتداء على عميد الكلية

وبحسب المصادر فإن تلك المجموعة منعت الطلاب والطالبات من دخول للكلية واعتدوا على عميد الكلية.

هذا وشكا أكاديميون وموظفون وطلاب في جامعة ذمار عبر صحيفة "الشرق الأوسط" من أنّ جامعتهم لا تزال حتى اللحظة تعاني من عمليات ابتزاز وفساد وجرائم حوثية منظمة ناتجة عن استمرار صراع أجنحة الميليشيات في المحافظة، والذي قاد بعضهم إلى ارتكاب اقتحامات بحق أقسام وكليات عدة في الجامعة.

وأوضحوا أنّ تلك الجريمة هي حصيلة قيام الجماعة باستحداث كيانات ميليشياوية يصفها طلاب بـ"التجسسية"، داخل الجامعات الحكومية بمناطق سيطرتها، حيث أوكلت إليها مهام عدة منها مراقبة تحركات الأكاديميين والطلاب والموظفين وغيرهم، إلى جانب مساعدة الميليشيات في نشر أفكارها الطائفية والتحشيد والتعبئة إلى جبهات القتال.

الحوثيون يستحدثون كيانات ميليشياوية للتجسس على الطلاب داخل الجامعات الحكومية ومراقبة الأكاديميين والطلاب والموظفين ونشر أفكارها الطائفية والتحشيد 

ولا تعد هذه المرة الأولى التي يداهم فيها عناصر الميليشيات أقساماً وكليات دراسية في جامعة ذمار؛ إذ سبق للميليشيات أن ارتكبت العديد من تلك التعسفات، تمثل آخرها بقيام القيادي الحوثي المدعو محمد البخيتي المعين من قبل الميليشيات محافظاً في أواخر آب (أغسطس) العام الماضي، باقتحام مباني كليتي التربية والآداب في جامعة ذمار وإغلاقهما، واعتقال أفراد حراستها، بحجة أنها تابعة لوزارة التربية وليس للجامعة.

وبالانتقال إلى جديد انتهاكات الميليشيات بحق طلاب جامعة الحديدة، فقد صدر توجهيات جديدة بما يشبه مدونة سلوكية تفرضها مليشيا الحوثي الارهابية هذه المرة على الطلاب والطالبات في جامعة الحديدة الحكومية، ضم شروطا وقيودا جديدة في سياق محاولاتها تطبيق النموذج الإيراني في اليمن.

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي منشوراً صادراً عن قيادة الميليشيا بجامعة الحديدة تحت مسمى "الدليل الارشادي للضوابط العامة لسلوك الطالب الجامعي داخل الحرم الجامعي" والذي قدمت فيه القيادات الحوثية تعليمات واشتراطات للطلاب والطالبات من منتسبي الجامعة للالتزام بها، وفق موقع "الساحل الغربي".

وتضمنت التعليمات الحوثية في فئة اللبس والمظهر العام للطالب والطالبة، الزام الطالبات بارتداء الجلابيب "الخمار" عقب أيام من تخصيص عدة بوابات منفصلة لدخول الحرم الجامعي للاناث واخرى للذكور بذريعة "منع الاختلاط".

الميليشيات تصدر توجيهات جديدة تلزم الطلاب بجامعة الحديدة بلباس معين وتمنع الفتيات من استخدام المكياج كما تفصل بين الذكور والإناث 

وبحسب التعليمات الحوثية للطالبات فقد حظرت على الطالبة استخدام أدوات اسمتها "التبرج والزينة" لانتفاء المناسبة.

كما حظرت على الطلاب والطالبات الحضور بملابس غير لائقة كـ(اللباس الضيق الملاصق للجسد والخصر أو الملابس المزخرفة "الملونة" أو تحمل شعارات سياسية أو مناطقية أو طائفية.

في الفقرة الثانية من بند السلوك العام داخل الحرم الجامعي، حظرت الجماعة استخدام "كاميرات التصوير أو التلفون داخل الحرم الجامعي إلا بتصريح، ومنعت الطلاب من تنظيم أي رحلات طلابية خارج الجامعة إلا بعد موافقة الجامعة بالتنسيق مع عمادات الكليات، أو إقامة أي حفلات أو فعاليات إلا بعد مناقشتها مع إدارة الجامعة وأخذ الموافقة عليها".

وسبق وفرضت ميليشيات الحوثي قيوداً وشروطاً على محلات تفصيل وبيع العبايات النسائية، عقب منعها عرض وبيع الملابس الداخلية، إضافة إلى قيامها بحملات لتقطيع أحزمة بالطوهات طالبات ونساء في صنعاء، في إطار حملة ممنهجة ومستمرة لاستهداف وتقييد حريات اليمنيين وفرض طابع طائفي على المجتمع.

ومنذ الانقلاب على الشرعية في اليمن، تواصل الميليشيات الحوثية استهدافها المنظم بمختلف الطرق والأساليب للهوية اليمنية وللمؤسسات التعليمية؛ بغية حرف المجتمع اليمني عن مساره وامتداده العربي، خدمة لإيران ولصالح تحقيق أهدافها ومخططاتها التدميرية.