آلات الموت الإيرانية تشعل اليمن وتهدد دول الجوار... ما الجديد؟

آلات الموت الإيرانية تشعل اليمن وتهدد دول الجوار... ما الجديد؟


11/02/2021

صعّدت طهران من عمليات تهريب السلاح لميليشيا الحوثي الإرهابية، متحدية المجتمع الدولي والحظر المفروض على اليمن منذ 2015.

وتؤجج إيران العنف في اليمن بتوفير الأموال والأسلحة والخبرات العسكرية لميليشيا الحوثي، ضمن سياسة إيرانية منظمة وسرّية تستهدف إطالة أمد الحرب وإعاقة أي حلول سياسية في البلاد.  

وتصاعد هذا النشاط منذ مطلع العام الماضي، خصوصاً عند انتهاء الحظر على بيع وشراء الأسلحة المفروض على إيران منذ 10 أعوام، بموجب الاتفاق النووي، وذلك بتكريس كل الجهود لنقل أكبر شحنات من الأسلحة إلى اليمن، التي تساعد على تغذية حرب ميليشيا الحوثي.

وتدفقت الأسلحة الإيرانية بكثافة عبر سواحل اليمن الشرقية والغربية، خصوصاً الشريط الساحلي قبالة جزيرة "كمران" و"ميناء الحديدة" وحتى "اللحية" شمالاً، بإشراف خبراء إيرانيين ومن حزب الله اللبناني، وفق ما نقلت "سكاي نيوز" عن مصادر لها.

وأوضحت المصادر أنّ وكلاء يمنيين مرتبطين بالحرس الثوري الإيراني يهرّبون باستمرار الأسلحة عبر مافيا داخلية وفي القرن الأفريقي، مستغلين الأجزاء الساحلية الواقعة تحت سيطرة ميليشيا الحوثي الإرهابية، وما تزال هناك ثغرات أمنية في سواحل لحج جنوباً حتى مناطق الساحل الغربي المحررة، رغم الجهد الكبير للقوات اليمنية المشتركة في مكافحة التهريب هناك.

 

تهريب الأسلحة الإيرانية إلى اليمن تصاعد منذ مطلع العام الماضي، بعد انتهاء الحظر على بيع وشراء الأسلحة

 

وتنشط أيضاً شبكات التهريب الحوثية في بحر العرب بشكل كبير، وتمرّر شحناتها تحت غطاء الصيد، وتستخدم سفناً صغيرة وقوارب مدنية لنقل شحنات من سفن كبيرة تفرغ حمولتها في البحر وتتوجه نحو سواحل شبوة والمهرة، كمسرح تدير فيه تنظيمات إرهابية عملية التهريب بالتنسيق مع ميليشيا الحوثي وإيران.

وقد شكّل تهريب مندوب الحرس الثوري الإيراني حسن إيرلو إلى صنعاء، بعد تصريحات للرئيس الإيراني حسن روحاني، ومسؤولين في البرلمان الإيراني عند انتهاء حظر السلاح على إيران، شكّل دليلاً جديداً على مواصلة طهران تحدي مجلس الأمن واستمرار الاختراق المنظم للحظر الدولي.

 

الأسلحة الإيرانية تدفقت بكثافة عبر سواحل اليمن، خصوصاً عبر جزيرة كمران والحديدة، وبإشراف خبراء إيرانيين ولبنانيين

 

وتشير الاعتراضات البحرية المحدودة المتاخمة لليمن والقريبة منها، منذ مطلع العام الماضي، إلى مدى استمرار تدفق الأسلحة الإيرانية التي تساعد على تغذية الصراع.

واعترضت قوات التحالف العربي والقوات البحرية متعددة الجنسيات حتى منتصف العام الجاري أكثر من 16 شحنة تهريب للأسلحة الإيرانية، كان أهمها 4 شحنات قبالة سواحل شرقي اليمن، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السعودية (واس).

وفي الساحل الغربي لليمن ضبطت وفكّكت القوات اليمنية أعضاء شبكة تهريب معقدة ترتبط بالحرس الثوري الإيراني.

وتمكنت قوات التحالف العربي بقيادة السعودية، خلال الشهر الماضي، من اعتراض زورقين مفخخين عن بُعد، جنوب البحر الأحمر، كانا يخططان لهجمات إرهابية.

وفي السياق، خلص تقرير مؤخراً لمجلس الأمن بشأن القرار 2231 إلى أنّ الأسلحة والمواد ذات الصلة التي تمّت مصادرتها قبالة الساحل اليمني من قبل البحرية الأمريكية والتحالف العربي بين تشرين الثاني (نوفمبر) 2019 إلى شباط (فبراير) 2020 كانت من أصل إيراني.

 

وكلاء يمنيون مرتبطون بالحرس الثوري يهرّبون الأسلحة عبر مافيا داخلية وفي القرن الأفريقي مستغلين سيطرة ميليشيا الحوثي على السواحل

 

وطبقاً للخارجية الأمريكية، فإنّ قواتها البحرية أبلغت عن العديد من عمليات اختراق حظر الأسلحة قبالة السواحل اليمنية في تشرين الثاني (نوفمبر) 2019 حتى حزيران (يونيو) 2020.

واتهمت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني بالوقوف وراء تهريب أسلحة إلى الحوثيين في اليمن، وفق ما نقلت وكالة "رويترز" مطلع العام الماضي.

ومطلع  كانون الأول (ديسمبر) الماضي قال مسؤولون أمريكيون: إنّ البحرية الأمريكية ضبطت "شحنة كبيرة" من أجزاء صواريخ، يعتقد أنها إيرانية، كانت في طريقها إلى الحوثيين في اليمن، شمالي بحر العرب.

وقال المتحدث باسم القيادة الوسطى الأمريكية كابتن "ويليام أوربان"، في بيان صحفي، أوردته شبكة "سي إن إن": إنّ فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني يقف على الأرجح وراء تهريب الأسلحة إلى الحوثيين، دون أيّ اعتبار لقرارات مجلس الأمن الدولي.

 

قوات التحالف العربي والقوات البحرية متعددة الجنسيات تعترض حتى منتصف العام الجاري أكثر من 16 شحنة تهريب للأسلحة الإيرانية

 

وأضاف: من بين الأسلحة المصادرة أجزاء من صاروخ كروز (351) متوافقة مع تكوين المحرك والذيل للمواد المستخرجة من الصواريخ المستخدمة في الهجوم الذي تبناه الحوثيون على مصافي أرامكو في المملكة العربية السعودية.

وفي أول تعليق حكومي يمني على بيان أوربان، قال وزير الإعلام معمر الإرياني في تغريدة على حسابه بتويتر بداية شباط (فبراير) الماضي: نرحّب بإيجاز المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية حول اعتراض سفينة وضبط أسلحة إيرانية الصنع، كانت في طريقها إلى ميليشيات الحوثي.

 

وزارة الدفاع الأمريكية تتهم فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني بالوقوف وراء تهريب أسلحة إلى الحوثيين

 

وتابع: "نتائج التحقيق هذه سلطت الضوء على السلوك العدواني لنظام طهران، واستمراره في إذكاء فتيل الحرب في اليمن وزعزعة أمن واستقرار المنطقة".

هذا، وكانت الحكومة اليمنية قد أعلنت ضبط سفينة إيرانية، في المياه الإقليمية اليمنية قبالة سواحل محافظة المهرة، تمارس أعمالاً غير مشروعة تحت غطاء الصيد، وهي واحدة من 40 سفينة إيرانية رصدت في الأعوام  الـ4 الأخيرة، وتتخذ الصيد ذريعة لتهريب الأسلحة والخبراء.

ويشكّل وضع الأمم المتحدة وبعض الدول معايير عالية تجاه إدانة التسليح الإيراني للحوثيين محفزاً يشجع طهران على مواصلة عمليات التهريب.

ورغم نتائج لجنة خبراء الأمم المتحدة بشأن انتهاك إيران الحظر الدولي من خلال تزويد الحوثيين بأسلحة متطوّرة ومكونات عالية التقنية لأنظمتهم المحلّية، ما يزال التراخي الأممي يفتح الكثير من الثغرات لتسلل الأسلحة الإيرانية إلى الداخل اليمني.

 

خبراء الأمم المتحدة يُحذّرون من "مجموعة متزايدة من الأدلة" على أنّ إيران ترسل أسلحة إلى ميليشيا الحوثيين في اليمن

 

وقد حذّر خبراء الأمم المتحدة من "مجموعة متزايدة من الأدلة" على أنّ إيران ترسل أسلحة إلى ميليشيا الحوثيين في اليمن، في تقرير يحذّر من تدهور الأوضاع في البلاد و"عواقب وخيمة" على السكان المدنيين.

ويقول التقرير الذي قدّمته لجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة إلى مجلس الأمن في كانون الثاني (يناير) الماضي: "هناك مجموعة متزايدة من الأدلة التي تظهر أنّ الأفراد أو الكيانات داخل إيران متورطة في إرسال أسلحة وقطع أسلحة للحوثيين "في انتهاك لقرارات الأمم المتحدة"، وفق ما أوردت "رويترز".

وتشمل الأدلة صواريخ موجّهة مضادة للدبابات وبنادق قنص وقاذفات، جميعها تحمل علامات تتفق مع تلك المصنوعة في إيران.

 

وزير الخارجية اليمني: إنّ ميليشيا الحوثي انقلبت على مخرجات الحوار الوطني باليمن في 2012 بتشجيع إيران

 

ويتهم التقرير تحويل السلطات نحو 423 مليون دولار من الأموال العامة إلى تجار الأسلحة، غير أنّ البنك المركزي اليمني ينفي هذه المزاعم.

ويرسم تقرير الأمم المتحدة صورة قاتمة بأنّ "الوضع في اليمن مستمر في التدهور، وأنّ العواقب وخيمة على المدنيين".

وخلص التقرير إلى أنّ الحوثيين يواصلون مهاجمة أهداف مدنية في السعودية، باستخدام الصواريخ وغيرها من الأسلحة.

وفي السياق، قال وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك أمس: إنّ ميليشيا الحوثي انقلبت على مخرجات الحوار الوطني باليمن في 2012 بتشجيع إيران.

وكشف عوض بن مبارك، في مقابلة مع فضائية ten المصرية، أنّ اليمن رصد سفناً إيرانية كانت تصل محمّلة بالكامل بالسلاح لدعم الحوثيين، مضيفاً: "لدينا أدلة كثيرة على الدعم الإيراني لميليشيا الحوثي".

وطالب وزير الخارجية اليمني إيران باحترام دول الجوار وعدم التدخل في شؤونها، وأن تركز على قضاياها الداخلية، مستنكراً التصريحات الإيرانية الرسمية التي تجاهر بالسيطرة على العاصمة اليمنية صنعاء.

 

وزير الخارجية اليمني: رصدنا سفناً إيرانية كانت تصل محملة بالكامل بالسلاح لدعم الحوثيين

 

وعن تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية، قال بن مبارك: إنّ التصنيف الأمريكي للحوثيين جماعة إرهابية لم يكن متعلقاً باليمن، لكن كان يحقق أهدافاً معينة لإدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

وأضاف وزير الخارجية اليمني: إنّ الإدارة الأمريكية الجديدة تقول إنها ستلغي تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية، حتى لا تكون هناك تأثيرات على الوضع الإنساني، مؤكداً أنّ قرار تصنيف الحوثيين يشكّل ورقة ضغط سياسي بيد المجتمع الدولي على الانقلابيين، لافتاً إلى أنه يأمل في استخدام قرار تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية بما يحقق مصلحة الشعب اليمني.

وأضاف: إنّ الإدارة الأمريكية الجديدة وضعت قضية اليمن ضمن أولوياتها، مستطرداً: "لكن رسائل الإدارة الأمريكية الجديدة سوف تُقرأ بشكل خاطئ من جانب الحوثيين والإيرانيين وستزيد معاناة اليمن".

وعلّق عوض بن مبارك على كارثة سفينة صافر بقوله: "كارثة خزان صافر سوف تعاني منها المنطقة لأجيال قادمة".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية