#آيا_صوفيا يتصدر تويتر.. هل يتوقف أردوغان عن تسييس الدين؟

#آيا_صوفيا يتصدر تويتر.. هل يتوقف أردوغان عن تسييس الدين؟


11/06/2020

منذ وصول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للسلطة وهو يسعى جاهداً لتسييس الدين، ولا يكف عن "استعراضاته الإعلامية" لكسب الشعبية، سيما في الفترة الأخيرة، حيث هوت أسهمه داخلياً، بفعل سياساته القمعية والأزمة الاقتصادية التي تشهدها بلاده، وخارجياً جراء تدخلاته في المنطقة ودعمه التنظيمات المتطرفة.

اقرأ أيضاً: الطريق إلى سرت ليس مفتوحاً لأردوغان

آخر أوراق أردوغان، لكسب تعاطف الإسلاميين واستعادة شعبيته وتوسيع قاعدته الانتخابية، حديثه مجدداً عن تحويل متحف آيا صوفيا إلى مسجد، بعد أن ظهر في أواخر الشهر الماضي وهو يرتل القرآن الكريم في المتحف، وأثار آنذاك الجدل بتصريحاته حول سورة الفتح؛ حيث زعم أنّها نزلت في فتح إسطنبول لا مكة المكرمة، وذلك في خطاب له بمناسبة الذكرى 567 لفتح إسطنبول (القسطنطينية).

 تجدد الحديث عن تحويل المتحف إلى مسجد

ومع تجدد الحديث عن تحويل المتحف إلى مسجد، تصدر هاشتاغ #آيا_صوفيا، باللغتين؛ العربية والإنجليزية الترند عبر موقع تويتر، حيث أشاد الكثير من الجيش الإلكتروني التابع لحزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم بقرار أردوغان، في حين استنكر ناشطون استغلال الرئيس التركي للدين في محاولة منه لاستعادة شعبيته التي هبطت بشكل لافت في الآونة الأخيرة.

هاشتاغ آيا صوفيا يتصدّر الترند عبر تويتر، بدفع من الجيش الإلكتروني التابع لحزب العدالة والتنمية

هذا ورفض البرلمان التركي، الذي يسيطر عليه حزب العدالة والتنمية الحاكم، أول من أمس مقترح تحويل متحف آيا صوفيا إلى مسجد.

وفي السياق، تقدّم حزب الخير بطلب تحويل المتحف إلى مسجد وفتحه للصلاة، في حين تحفّظ نواب حزبي الشعب الجمهوري والشعوب الديمقراطي "الكردي".

بدوره، انتقد رئيس الوزراء السابق لتركيا وزعيم حزب المستقبل المعارض، أحمد داود أوغلو، حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان الإثنين الماضي على خلفية إحياء السجالات القديمة حول إعادة تحويل متحف آيا صوفيا إلى مسجد.

ونقل موقع "24" الإخباري عن أحمد داود أوغلو قوله: "توقف عن التعامل مع رموزنا المقدسة كبطاقة للخروج من السجن كلما واجهتك مشكلة"، متابعاً حديثه "آيا صوفيا ليست أداة بين يديك ولا ورقة مساومة."

وقال زعيم حزب المستقبل: إنّ كل حكومة حاولت على مدى عقود استغلال مساحة مقدسة أو قيمة مشتركة عندما فقدت اتصالها مع الناس.

وقال داود أوغلو، الذي أسّس حزب المستقبل في كانون الأول (ديسمبر) الماضي عقب خلافات مع حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم: "قد ترى الأمر كورقة مساومة، لكن آيا صوفيا هي رمز فتح (إسطنبول) لنا أولاً وقبل كل شيء".

وقال أردوغان، في اجتماع لمجلس الوزراء يوم الجمعة الماضي: إنّه ما يزال بإمكان السائحين أن يزوروا آيا صوفيا، مثلها مثل المساجد الأخرى في المدينة القديمة في إسطنبول، وأمر الوزراء بإعداد مقترحات، حسبما ذكرت صحيفة "حرييت".

أوغلو لأردوغان: توقف عن التعامل مع رموزنا المقدّسة كبطاقة للخروج من السجن، آيا صوفيا ليست ورقة مساومة

من جانبه، قال زعيم حزب الحركة القومية المتطرف والشريك في التحالف الحكومي مع أردوغان، دولت بهجلي، الإثنين الماضي: "الحمقى الذين يسعون لإحياء (الإمبراطورية البيزنطية) لن يصلوا إلى أي مكان."

وأضاف بهجلي: "إنّ أصوات الصلاة سترتفع من آيا صوفيا، إن شاء الله، لا أجراس الكنيسة".

وتظهر الجيوش الإلكترونية وحسابات وهمية أردوغان بأنّه "حامي الدين"، في حين يرى البعض أنّ خطوة الرئيس التركي ما هي إلا "استعراض إعلامي"، ومحاولة للزجّ بالدين من أجل مكاسب سياسية.

وكان الصحافي المتخصص في الشأن التركي، يوسف الشريف، قد نشر مقطع فيديو يظهر أردوغان قبل عامين وهو يرفض تحويل آيا صوفيا إلى مسجد.

اقرأ أيضاً: بعد إحيائه "حراس الليل".. هل يحاول أردوغان بناء "الباسيج" الخاص به؟

وعلّق الصحافي قائلاً: "تصريح قبل عامين للرئيس أردوغان يرفض فيه مطالب تحويل آيا صوفيا إلى مسجد والصلاة فيه، ويعتبر هذا الأمر فخاً سياسياً، ويقول إنّ مسجد السلطان أحمد المقابل لآيا صوفيا لا يمتلئ بالمصلين! أمّا اليوم، ولأسباب انتخابية، فإنّ أردوغان يعد ناخبيه بتحويل آيا صوفيا إلى مسجد!

منهج الإخوان نفسه، الغاية تبرّر الوسيلة، شيء معروف، وهذا كله كلام ما لم نرَ شيئاً على أرض الواقع من الأتراك".

 

 

من جهته، قال كريستيان براكل، رئيس فرع مؤسسة "هاينريش بول" في تركيا، بحسب صحيفة "العرب" اللندنية، إنّ أردوغان يقدّم نفسه في بعض الأحيان "كمنقذ للمسلمين الذين يعانون من الاضطهاد والإساءة، وهو ما يكون أكثر سهولة عندما يتعلّق الأمر بالقدس، كون هذا الموضوع يخصّ مدينة تحظى بمكانة خاصة في قلوب الكثير من المسلمين".

ويصف أردوغان بأنّه "رئيس بقوة ثلاثة خطابات يومياً، وخطابين في عطلات نهاية الأسبوع".

دار الإفتاء المصرية: الرئيس التركي يحاول استخدام ورقة المساجد لتحقيق المكاسب السياسية

ودخلت دار الإفتاء المصرية على خط مواجهة تحويل متحف آيا صوفيا إلى مسجد حيث قالت إنّ الخطوة جاءت لتهدئة "طائفة متدينة" من الشعب التركي.

وقالت الإفتاء المصرية، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء المصرية الرسمية، أنّ أردوغان يحاول الظهور بمظهر خليفة المسلمين.

ولفتت إلى أنّ الرئيس التركي يحاول استخدام ورقة المساجد بهدف تحقيق المكاسب السياسية "لإنقاذ شعبيته المترنحة نتيجة وباء كورونا والانهيار الاقتصادي لبلاده".

واعتبر مؤشر الفتوى تجديد الحديث الآن عن موضوع تحويل متحف "آيا صوفيا" إلى مسجد، وما رافقه من نشر مقطع فيديو لأردوغان وهو يتلو القرآن الكريم في رمضان الماضي فيه، أنّها "موضوعات استهلاكية لكسب الفئات المتدينة".

وكنيسة آيا صوفيا تم تشييدها عند مدخل مضيق البوسفور في القرن السادس الميلادي، وتعدّ صرحاً هندسياً وجمالياً باهراً، وتحولت إلى مسجد في القرن الخامس عشر بعد سقوط القسطنطينية بيد العثمانيين في منتصف القرن الخامس عشر، وإبّان عهد مؤسس تركيا الحديثة مصطفى أتاتورك تعرض الموقع للإهمال، وبعد ذلك تمّ تحويله إلى متحف بموجب مرسوم صادر عن مجلس الوزراء في ظل الجمهورية التركية الحديثة.

وبالتالي، فإنّ إعادة الحديث، مؤخراً، عن تحويل آيا صوفيا إلى مسجد، ما هي إلا وسيلة لشحذ عاطفة الجماعات الإسلامية، وهو نهج لطالما انتهجه حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم في تركيا ورئيسه أردوغان.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية