"أرابيسك".. مشروع سوداني للأكل الحلال في اليابان.. بالصور

"أرابيسك".. مشروع سوداني للأكل الحلال في اليابان.. بالصور


28/07/2019

تمتاز اليابان بتنوع ثقافي كبير، فهناك حوالي 2.6 مليون أجنبي يعيشون فيها، 60% منهم من الصين وكوريا والفلبين.

تجمع بين بعض فئات السكان الثقافة والعادات والتقاليد وفي بعض الأحيان اللغة، فيما يعاني آخرون كالعرب والمسلمين من بعض التحديات التي تواجههم خلال حياتهم في اليابان.

اقرأ أيضاً: قصة الإسلام في اليابان

أحد التحديات التي تواجه العرب هي الحصول على الطعام، حيث تشكل مسألة توفير طعام حلال بشكل دائم مشكلة لهم.

وللمساعدة في حل هذه المشكلة، قامت مجموعة من السيدات السودانيات بمشاركة أخريات من جنسيات عربية متعددة بإطلاق مشروعهن الخاص "أرابيسك"، ليكون الأول من نوعه المختص في إعداد أطباق الطعام العربية الحلال في اليابان، وفق "العين" الإماراتية.

مأكولات "أرابيسك" في طوكيوومن جهتها، قالت "سارة" إحدى السيدات المشتركات في مشروع "أرابيسك": "لقد بدأت الفكرة بالصدفة عندما كنا نعد بعض الأطعمة العربية الحلال في العديد من المناسبات المختلفة التي تقام في طوكيو، وحينها لاحظت مدى الإقبال على المأكولات الحلال بسبب عدم توافرها بالشكل المناسب والمريح الذي يرضي الناس خلال حياتهم اليومية في اليابان".

يعاني بعض العرب والمسلمين من بعض التحديات التي تواجههم خلال حياتهم في اليابان بسبب اختلاف الثقافة 

وأضافت: "كذلك كانت لي صديقة تقوم بتقديم دروس في الطبخ بمنزلها عبر أحد المواقع اليابانية الشهيرة يدعى Tadaku وهو موقع يقوم من خلاله الأجانب المقيمون في اليابان بتقديم دروس طهي منزلية لتعليم أطباق بلادهم ومشاركة ثقافتهم.

ومن هنا كانت بدايتي، حيث اشتركت فيه، ثم قررت بعد ذلك البدء بنفسي في هذا العمل".

يوفر مشروع "أرابيسك" فرصة طلب علب الطعام الحلال بعد اختيار المحتوى من قائمة الطعام، لتقوم سارة بتوصيلها للزبائن، كما تقوم بإعداد أصناف المأكولات العربية المختلفة التي تناسب الحفلات والمناسبات الكبرى.

وأكدت سارة "نحن لا نقوم بإعداد المأكولات السودانية فقط، بل نضع في اعتبارنا اختيارات الزبائن وتنوع واختلاف أذواقهم، لذلك قمنا بتغيير قائمة المأكولات لتشمل بشكل أساسي المأكولات المشتركة بين الدول العربية التي لا يختلف عليها الناس، حتى نسهل الأمور علينا وعلى الزبائن أيضاً".

زيادة الطلب في رمضان

أوضحت أم أحمد وهي إحدى السيدات المشتركات في المشروع: "في رمضان بشكل خاص يزداد الطلب على المأكولات الحلال، حيث يطلب العديد من الأشخاص الذين يعدون مائدة إفطار لأصدقائهم ومعارفهم مأكولاتهم من أرابيسك".

اقرأ أيضاً: المجتمع الياباني: وفاء للعادات والتقاليد رغم إغواء الحداثة

وأضافت "نقوم بشراء المنتجات الحلال لإعداد المأكولات من بعض المتاجر التي توجد بالقرب من السكن مع الخضراوات اليابانية والمكونات الأخرى مثل البهارات التي تستخدم في المطبخ العربي، حتى يستطيع الزبائن الاستمتاع بالنكهة العربية الخالصة لطعام منزلي معد من أجلهم".

تحدي الإمكانيات

مع اقتراب موعد انطلاق أولمبياد طوكيو العام المقبل في 2020، يجد مشروع "أرابيسك" فرصته للوصول لعدد أكبر من الزبائن، لاسيما العرب والمسلمين القادمين من خارج اليابان.

اقرأ أيضاً: كيف ساهم طهي الطعام في تطور حضارتنا الإنسانية؟

وأشارت سارة "عندما بدأنا تلك الفكرة كنا نضع نصب أعيننا موضوع استضافة طوكيو للألعاب الأولمبية، ونود أن نصل لجميع الأشخاص ويعرفنا جميع الناس المهتمين بالمأكولات الحلال، وأن يصبح "أرابيسك" أحد الخيارات المفضلة للناس".

معاناة الوجبات المدرسية

تقوم المدارس اليابانية عادة بتقديم وجبات الغداء للتلاميذ، التي يتم إعدادها داخل المدرسة، وتتكون من الخضار والبروتين والأرز الأبيض وبعض الحساء.

أطلقت مجموعة من السيدات السودانيات مشروع "أرابيسك" ليكون الأول من نوعه المختص في إعداد أطباق الطعام العربية الحلال في اليابان

وتقوم المدارس بإرسال قائمة الطعام الخاصة بكل شهر لأولياء أمور التلاميذ بشكل دوري، وبتلك الطريقة يمكن التعرف على محتويات المأكولات التي يتناولها الأطفال في المدارس.

في ذلك الشأن، أشارت أم محمد لعدم توافر المأكولات الحلال في المدارس اليابانية الحكومية، وقالت: "أقوم بمراجعة قائمة الطعام بشكل دقيق، وفي حالة وجود أطعمة تحتوي على الخنزير أو مكونات لا يمكننا تناولها كمسلمين، أعد عوضاً عنها علبة طعام لطفلي بنفس المحتوى ونفس الشكل لكن حلال".

وأضافت: "عندما كان أطفالي في مرحلة رياض الأطفال كنت أعمل جاهدة من أجل إعداد علبة طعام تشبه تلك التي يتناولها زملاؤهم حتى لا يشعروا بأنهم مختلفون".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية