أردوغان يغلق البحر الأسود أمام السفن الحربية وعينه على العلاقات مع روسيا

أردوغان يغلق البحر الأسود أمام السفن الحربية وعينه على العلاقات مع روسيا


01/03/2022

بعد أيام من طلب أوكراني رسمي لتركيا بمنع عبور السفن الحربية الروسية عبر البحر الأسود، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مساء أمس أنّ بلاده سوف تنفذ اتفاقاً دولياً من شأنه أن "يحدّ" من عبور السفن الحربية الروسية من البحر الأبيض المتوسط إلى البحر الأسود.

ونقلت وكالة "رويترز" عن أردوغان قوله، عقب اجتماع لمجلس الوزراء: "لقد قرّرنا استخدام السلطة الممنوحة لبلدنا بموجب اتفاقية مونترو بطريقة تمنع حدوث أزمة في أوكرانيا"، إلا أنّه كرّر أنّ تركيا لا تستطيع التخلي عن علاقاتها مع روسيا أو أوكرانيا، وسط "غزو" موسكو لأوكرانيا.

أعلن أردوغان أنّ بلاده سوف تنفذ اتفاقاً دولياً من شأنه الحدّ من عبور السفن الحربية الروسية للبحر الأسود

الأحد الماضي وصفت تركيا للمرّة الأولى العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا بـ"الحرب"، في تحوّل فسّره محللون على أنّه تمهيد لإغلاق مضيق البوسفور والدردنيل.

هل يخشى أردوغان إثارة غضب بوتين؟

في تحليل لإعلان الرئيس التركي إغلاق مضيق البوسفور والدردنيل أمس أمام السفن الحربية، قالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية: إنّ الجانب التركي أغلق المضيق أمام السفن الحربية من كافة أنحاء العالم، بينما تكمن الأزمة حالياً في السفن الحربية الروسية التي تعبر إلى أوكرانيا.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أنّ هذا الموقف المحايد يعكس رغبة تركيا، التي تجمعها بروسيا علاقات تجارية ودفاعية وطيدة، في تجنب إثارة غضب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ونقلت صحيفة "زمان" التركية عن وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو قوله أمس: إنّ إغلاق مضيقي البسفور والدردنيل سيطال السفن الحربية التابعة لجميع الدول,

"فاينانشال تايمز" البريطانية: الموقف المحايد يعكس رغبة تركيا في تجنّب إثارة غضب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

وفي الوقت نفسه، انتقد أردوغان ما وصفه بالموقف "المتردّد" للولايات المتحدة الأمريكية والقوى الغربية تجاه غزو أوكرانيا، قائلاً: إنّ هذا النهج علامة على فشل النظام الدولي، مشيراً إلى أنّ تركيا لن تتنازل عن التزاماتها تجاه حلفائها، بما في ذلك حلف شمال الأطلسي، لكنّها لن تستطيع أيضاً التراجع عن "المصالح الوطنية" في منطقتها.

وقد ناشدت كييف أنقرة منع دخول أيّ سفن روسية أخرى إلى البحر الأسود، الذي شنّت منه موسكو توغلاً على الساحل الجنوبي لأوكرانيا. وتجدر الإشارة إلى أنّ (6) سفن حربية وغواصة روسية على الأقل عبرت مضيق تركيا هذا الشهر، وفقاً لوكالة "رويترز".

اتفاقية مونترو

في أوّل أيام الغزو الروسي الخميس الماضي، طلبت أوكرانيا من تركيا إغلاق مضيقي البوسفور والدردنيل، المعروفين أيضاً باسم المضيق التركي، بموجب اتفاقية مونترو، إلا أنّ أنقرة قالت إنّها لا تستطيع إغلاقه، قبل أن تتحوّل لهجتها إلى وصف ما يجري في أوكرانيا بالحرب.

 تمّ التوقيع في عام 1936 على اتفاقية مونترو بشأن نظام المضائق {المعروفة باسم اتفاقية مونترو} تمنح تركيا السيطرة على مضيقي البوسفور والدردنيل، وتنظّم عبور السفن الحربية البحرية. وقد وقّعت الاتفاقية في 20 تموز (يوليو) 1936 في قصر مونترو في سويسرا، وسمحت لتركيا بإعادة تسليح المضائق، ودخلت حيز التنفيذ في 9 تشرين الثاني (نوفمبر) 1936، وتمّ تسجيلها في مجموعة معاهدات عصبة الأمم في 11 كانون الأول (ديسمبر) 1936.

تضمن اتفاقية مونترو حرّية مرور السفن المدنية لاستخدام المضائق التركية، ما لم تكن من دولة تخوض تركيا حرباً معها، ممّا يمنحها سلطة إغلاق المضائق أمام جميع السفن التجارية، إذا اختارت ذلك.

ومع ذلك، فإنّ الاتفاق ليس بهذا الوضوح عندما يتعلق الأمر بالسفن الحربية، وهنا ينشأ الجدل، حيث ينصّ على أنّه إذا كانت تركيا في حالة حرب، فمن حق أنقرة أن تفعل كلّ ما هو ضروري، بما في ذلك إغلاق المضيق، وإذا كانت الدول الأخرى في حالة حرب وتركيا على الحياد، فإنّ المضائق تُغلق في وجه تلك الدول المتحاربة.

في زمن السلم، تكون القواعد أكثر تعقيداً بعض الشيء، حيث لا تسمح الاتفاقية بحاملات الطائرات، لكنّها لا تذكر السفن المصمّمة لأغراض أخرى، ولكن يمكنها أيضاً حمل الطائرات، في هذه الحالة أنقرة هي صاحبة القرار النهائي اعتماداً على الحرب وأوقات السلم.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية