أزمة جديدة تهز إخوان المغرب... خلافات وانشقاقات تعصف بحزب العدالة والتنمية.. ما القصة؟

أزمة جديدة تهز إخوان المغرب... خلافات وانشقاقات تعصف بحزب العدالة والتنمية

أزمة جديدة تهز إخوان المغرب... خلافات وانشقاقات تعصف بحزب العدالة والتنمية.. ما القصة؟


29/10/2022

حالة من التوتر والغضب تسود حزب العدالة والتنمية المغربي الذي يعاني من التشظي والخلافات الداخلية منذ سقوطه المدوي في آخر انتخابات تشريعية أخرجته من الحكم بهزيمة مذلة، بعد تكليف النائب الأول للأمين العام لحزب العدالة والتنمية جامع المعتصم بمهمة لدى غريمهم رئيس الحكومة عزيز أخنوش (الذي أخرجهم من الحكم بفوز ساحق).

تكهنات الانقسام والتشظي عززتها تهديدات عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الإخواني، بالاستقالة من الأمانة العامة للحزب، إذا استمر أعضاؤه في انتقاد اشتغال نائبه جامع المعتصم في ديوان رئيس الحكومة عزيز أخنوش.

وقال بنكيران في كلمة بثها عبر شريط فيديو على حسابه بفيسبوك مساء أول من أمس: إنّه يتحمل مسؤولية أيّ خطأ وقع في هذه القضية، لكنّه يرفض استمرار الحملة داخل الحزب قائلاً: "إذا استمرت هذه الحملة داخل الحزب، فإنّني سأغادر".

تكليف النائب الأول للأمين العام لحزب العدالة والتنمية بمهمة لدى غريمهم رئيس الحكومة

وقد أبدى غضبه من الانتقادات التي وجهها عدد من أعضاء الحزب لاشتغال نائب الأمين العام في ديوان رئيس الحكومة، مشدّداً على أنّ رئيس الحكومة هو من طلب من المعتصم الاشتغال معه بحكم اطلاعه على الملفات، لكونه شغل منصب مدير ديوان رئيس الحكومة السابق سعد الدين العثماني، وقبل ذلك كان رئيس ديوان بنكيران أيام رئاسته للحكومة.

وأكد عبد الإله بنكيران أيضاً في بيان أنّ نائبه جامع المعتصم يشتغل مكلفاً بمهمة بديوان رئيس الحكومة عزيز أخنوش. وقال: إنّ ذلك "لم يمنعه من أن يقوم بدوره نائباً لي، كما لم يمنعه من المساهمة في معارضة الحزب للحكومة بكل وضوح وصراحة".

وقد انتقد رئيس الحكومة أخنوش لأنّه لم يخرج ليوضح أنّه هو من طلب بقاء المعتصم معه، مبرزاً أنّ المصلحة رجحت لديه ألّا يحرم رئيس الحكومة من "شخص خبير بملفات رئاسة الحكومة على مدى الأعوام الـ (10) الماضية، ويتمتع بكفاءة عالية". وأنّه رغم وجود الحزب في المعارضة، فإنّ ذلك لا يعني معارضة الدولة، مشيراً إلى أنّه يريد أن تنجح الحكومة، لأنّ في نجاحها نجاح الجميع، حسب تعبيره.

وكان تكليف النائب الأول للأمين العام لحزب العدالة والتنمية جامع المعتصم بمهمة لدى غريمهم رئيس الحكومة عزيز أخنوش، قد فجر موجة غضب لم تفلح تصريحات عبد الإله بنكيران في تهدئتها ولا بإقناعهم بأسباب التحاق المعتصم الذي يفترض أنّه في المعارضة، بمهمة لدى الحكومة.

وأكدت مصادر من الحزب لوسائل إعلام مغربية أنّ قرار التحاق النائب الأول للأمين العام بمهمة لدى الحكومة، لم يتم مناقشته على مستوى الأمانة العامة للحزب، وأنّ أعضاء الحزب علموا بالأمر من الصحافة.

تكليف النائب الأول للأمين العام لحزب العدالة والتنمية بمهمة لدى رئيس الحكومة فجّر موجة غضب داخل الحزب

ونقل موقع "هسبريس" المغربي عن عبد العزيز أفتاتي عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية سابقاً قوله في تعليقه على تبريرات بنكيران: إنّ "المكلف بمهمة أو المستشار لرئيس الحكومة سيان من الناحية السياسية".

ورأى أنّ التحاق النائب الأول لرئيس حزب المصباح أو "البيجيدي"، التسمية الأكثر تداولاً لحزب العدالة والتنمية، بمهمة لدى رئيس الحكومة "مضر بالحزب ويشوش على مواقف جامع المعتصم"، مضيفاً: "أدعو الأخ جامع المعتصم إلى تقديم استقالته، وإذا لم يفعل ولم يتدخل الحزب، فإنّني أجد نفسي خارجه"، مشدداً على أنّ "المطلوب من حزب العدالة والتنمية هو معارضة رئيس الحكومة ومشروعه".

وتابع أنّه تفاجأ بتبريرات الأمين العام للحزب لالتحاق نائبه الأول بمهمة لدى عزيز أخنوش، وأنّه لم يصدق بداية الخبر.

وكتب عبد الصمد الإدريسي، عضو الأمانة العامة السابق، تدوينة على حسابه في "فيسبوك" قال فيها: "ما حدث أمس (الواقعة والتبرير) وحده يحتاج إلى عقد مجلس وطني"، معرباً عن أسفه لما وصل إليه الحزب. مضيفاً: "مؤسف ما وقع، والتبرير مؤسف أكثر، ومؤسف صمت أعضاء القيادة، ليس هناك أسوأ من الصمت في معرض الحاجة إلى البيان".

وكان حزب العدالة والتنمية قد فشل في تحريك الجبهة الاجتماعية وتأليب الشارع على الحكومة بحضور جماهيري باهت قاده ذراعه النقابي العمالي، ممّا شكل ضربة قاصمة أخرى لمحاولات إعادة التموقع.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية