أسعار النفط تعاود الارتفاع مجدداً... وهذه هي الأسباب

أسعار النفط تعاود الارتفاع مجدداً... وهذه هي الأسباب


21/03/2022

مع اقتراب الحرب الروسية الأوكرانية من إتمام شهرها الأول، وعدم إحراز أيّ تقدم يُذكر فيما يتعلق بمفاوضات التهدئة بين روسيا وأوكرانيا، عاودت أسعار النفط الارتفاع متجاوزة عتبة الـ(100) دولار.

وأفاد موقع قناة "سي إن بي سي" الأمريكية أنّ أسعار النفط قفزت اليوم الإثنين، مدفوعة بمخاوف وسط المستثمرين من نقص المعروض على خلفية العقوبات الأمريكية والغربية التي طالت قطاع النفط والغاز الروسي.

مع عدم إحراز أيّ تقدم يُذكر فيما يتعلق بالمفاوضات الروسية الأوكرانية، عاودت أسعار النفط الارتفاع متجاوزة عتبة الـ100دولار

ووفقاً للقناة الأمريكية، ارتفعت العقود الآجلة للنفط الخام أكثر من 3% صباح اليوم، خلال التعاملات الآسيوية، حيث بلغ سعر خام برنت القياسي الدولي (111.46) دولاراً، والعقود الآجلة الأمريكية (108.25) دولارات.

 وعلى مدار الأسابيع القليلة الماضية، شهدت سوق النفط تقلبات حادة في الأسعار، حيث ارتفعت إلى مستويات قياسية في آذار (مارس)، قبل أن تتراجع بأكثر من 20% الأسبوع الماضي لتصل إلى ما دون (100) دولار. ولامس خام برنت عتبة الـ(140) دولاراً في 7 آذار (مارس)، قبل أن ينخفض مرة أخرى دون عتبة الـ(100) دولار، وفي النصف الأخير من الأسبوع الماضي  قفزت أسعار النفط مجدداً فوق الـ(100) دولار.

 أسباب ارتفاع الأسعار

وعن أسباب ارتفاع الأسعار، حدد بنك ميزوهو الياباني عاملين رئيسيين يدفعان أسعار النفط إلى الأعلى، وهما: استمرار حالة عدم اليقين بين روسيا وأوكرانيا، فضلاً عن الآمال في أنّ تأثير فيروس كوفيد الصيني الأخير قد يكون أقلّ خطورة ممّا كان متوقعاً، وسط توقعات بتخفيف القيود.

والتقى المسؤولون الأوكرانيون والروس بشكل متقطع لإجراء محادثات سلام، والتي فشلت حتى الآن في إحراز تقدّم نحو تنازلات رئيسية.

 وخلال اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة الماضية، اتّهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوكرانيا بارتكاب "جرائم حرب"، قائلاً: إنّ موسكو تبذل "كل ما في وسعها" لتجنب سقوط قتلى من المدنيين في أوكرانيا.

دعا الرئيس الأوكراني إلى جولة أخرى من المحادثات مع موسكو، محذراً من أنّ فشل المحادثات "يعني حرباً عالمية ثالثة"

 ونقل موقع "تشانيل نيوز آسيا" عن الكرملين قوله، عن المكالمة بين بوتين وإيمانويل ماكرون: "تمّ لفت الانتباه إلى جرائم الحرب العديدة التي ترتكبها قوات الأمن الأوكرانية يومياً"، مشيراً إلى "الهجمات الصاروخية والمدفعية واسعة النطاق على إقليم "دونباس" في شرق أوكرانيا الناطق بالروسية الذي يسيطر عليه جزئياً انفصاليون موالون لروسيا. وأكد أنّ "القوات المسلحة الروسية تبذل قصارى جهدها للحفاظ على أرواح المدنيين، لا سيّما من خلال إقامة ممرات إنسانية لإجلائهم بأمان".

 حرب عالمية ثالثة

ورغم فشل المحادثات التي استمرت على مدار الأسابيع القليلة الماضية، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زلينسكي، في حوار مع "سي إن إن" أمس الأحد إلى جولة أخرى من المحادثات مع موسكو، محذراً من أنّ فشل المحادثات "يعني حرباً عالمية ثالثة".

وقال زلينسكي: "أنا مستعد للتفاوض معه، وكنت مستعداً خلال العامين الماضيين، وأعتقد أنّه بدون مفاوضات لا يمكننا إنهاء هذه الحرب"، مضيفاً: "أعتقد أنّه يتعين علينا استخدام أي صيغة وأي فرصة من أجل الحصول على إمكانية التفاوض وإمكانية التحدث مع بوتين، ولكن إذا فشلت هذه المحاولات، فإنّ ذلك يعني أنّ هذه حرب عالمية ثالثة".

 خفض الطلب على النفط

في غضون ذلك، استمر نقص المعروض في إثارة قلق الأسواق، ممّا دفع وكالة الطاقة الدولية الجمعة الماضية إلى الدعوة لاتخاذ تدابير "طارئة" لتقليل استخدام  النفط، وخفض الطلب على النفط.

 وقد أدت الحرب الروسية الأوكرانية إلى مخاوف من تعطل الإمدادات نتيجة للعقوبات الأمريكية على النفط والغاز الروسي، وقالت المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي أيضاً: إنّهما سيتوقفان عن استخدام الوقود الأحفوري الروسي بنهاية العام الجاري.

 ووفّرت روسيا 11% من استهلاك النفط العالمي و17% من استهلاك الغاز العالمي في عام 2021، وما يصل إلى 40% من استهلاك الغاز في أوروبا الغربية في الفترة نفسها، وفقاً لإحصاءات من بنك جولدمان ساكس.

 وحذّر بنك الكومنولث الأسترالي اليوم الإثنين من أنّ أسعار النفط قد انخفضت إلى ما دون الذروة الأخيرة، لأنّ الأسواق ما تزال تُسعّر النفط إلى حدٍّ كبير من خلال "تقييم احتمالية التوصل إلى حلٍّ دبلوماسي للصراع في أوكرانيا".

وقال عدد من المحللين في "إيه إن رد" للأبحاث: "إنّ عدم قدرة الصناعة الواضحة على سدّ أيّ فجوة محتملة قد أدى إلى ظهور دعوات لتقليص الاستهلاك".

وتتجه الأمور لمزيد من التصعيد، ولا سيّما في ضوء الاجتماع المرتقب لحكومات الاتحاد الأوروبي والرئيس الأمريكي بايدن هذا الاسبوع، حيث يدرس الاتحاد الأوروبي فرض حظر نفطي على روسيا، ممّا يثير مخاوف من إطالة أمد الأزمة، ويغلق الباب أمام احتمالات التوصل إلى تهدئة قريباً.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية