" أطباء بلا حدود" تحذر: هذا ما يتعرض له الأطفال داخل مخيم "الهول" في سوريا

"سجن في الهواء الطلق" حياة مأساوية يعيشها الأطفال داخل مخيم "الهول" في سوريا

" أطباء بلا حدود" تحذر: هذا ما يتعرض له الأطفال داخل مخيم "الهول" في سوريا


08/11/2022

أوضاع كارثية أشبه بسجن جماعي دون الحصول على المساعدات الأساسية، هذا ما أكده تقرير صادر عن منظمة "أطباء بلا حدود"، نُشر أمس، حول مخيم الهول في شمال شرق سوريا، حيث يعيش نحو (50) ألف شخص من الأنصار السابقين لداعش وأفراد أسرهم في ظروف بشعة.

وقد حذّرت منظمة "أطباء بلا حدود" في التقرير من حياة "مأساوية" يعيشها أطفال مخيم الهول في شمال شرق سوريا، من جراء نقص الخدمات والرعاية الصحية وازدياد العنف، ودعت المنظمة التحالف الدولي بقيادة واشنطن والدول التي يُحتجز مواطنوها في المخيم، الذي تديره الإدارة الذاتية الكردية، إلى إيجاد حلول بديلة "في وقت لم يتم إحراز تقدم كافٍ لإغلاقه".

ونقل التقرير عن أحد سكان المخيم قوله: "نحن بين نارين؛ قوات الأمن والمتطرفين، إنّه نوع من السجن، لا حرية هنا...". ويخشى الكثيرون من أن تستمر الظروف الأمنية والمعيشية في التدهور، وأن يظلوا عالقين في مخيم الهول إلى الأبد.

مدير عمليات أطباء بلا حدود: سمعنا عن أطفال يموتون جراء التأخر في تلقيهم الرعاية الصحية، وفتيان يفرَّقون بالقوة عن أمهاتهم بمجرد بلوغهم (11) عاماً، من دون أن يُعرف عنهم أيّ شيء

ووثقت المنظمة في تقرير بعنوان "بين نارين" معاناة سكان المخيم، و64% منهم أطفال، وقال مدير العمليات في المنظمة مارتن فلوكسترا: "رأينا وسمعنا الكثير من القصص المأساوية عن أطفال يموتون جراء التأخر في تلقيهم الرعاية الصحية الضرورية، وفتيان يفرَّقون بالقوة عن أمهاتهم بمجرد بلوغهم (11) عاماً، من دون أن يُعرف عنهم أيّ شيء".

المخيم يؤوي أكثر من (50) ألف شخص، نحو نصفهم من العراقيين، وبينهم (11) ألف أجنبي من نحو (60) دولة يقبعون في قسم خاص بهم، ولا يتمتع سكان المخيم بحرية الحركة خاصة القاطنين في القسم الخاص بالأجانب.

وأضاف فلوكسترا: "الهول في الحقيقة سجن مفتوح، وغالبية قاطنيه من الأطفال، الكثير منهم ولدوا فيه، وحرموا من طفولتهم، وحُكم عليهم أن يعيشوا حياة معرضة للعنف والاستغلال، ومن دون تعليم، وفي ظل رعاية صحية محدودة".

ونقل التقرير أنّ طفلاً في الخامسة من العمر توفي على الطريق إلى المستشفى "فاقداً للوعي ووحيداً" بعدما تأخر إذن نقله لساعات.

المخيم يؤوي أكثر من (50) ألف شخص، نحو نصفهم من العراقيين، وبينهم (11) ألف أجنبي من نحو (60) دولة يقبعون في قسم خاص بهم

وأشارت" أطباء بلا حدود" إلى أسباب عدة تقف خلف العنف، من بينها الابتزاز مقابل المال، واتهامات "بسوء السمعة"، والتعامل مع القوات الأمنية، فضلاً عن الأسباب الدينية.

وتوفي (79) طفلاً في عام 2021، وفق "أطباء بلا حدود"، التي لفتت إلى أنّ الأطفال يشكلون 35% من إجمالي وفيات المخيم، ومنهم من قتل في حوادث عنف، بينها تبادل لإطلاق النار.

بدورها، أكدت وزارة الخارجية الأمريكية الإثنين زيارة عدد من المسؤولين الأمريكيين إلى مخيم الهول في سوريا المخصص لاحتجاز عائلات تنظيم "داعش"، وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس في إفادة صحفية: إنّ مسؤولين أمريكيين زاروا المخيم الواقع شمالي سوريا، ودعا "كل الدول للعمل على استرداد مواطنيها".

ويشهد المخيم حوادث أمنية تتضمن هجمات ضد حراس وعاملين في المجال الإنساني وجرائم قتل. وقد قُتل أكثر من (100) شخص في المخيم بين كانون الثاني (يناير) 2021 وحزيران (يونيو) 2022، وفق الأمم المتحدة.

ورغم نداءات الإدارة الذاتية، لم تستعد غالبية الدول مواطنيها، وقد تسلمت دول قليلة عدداً من مواطنيها، منها بأعداد كبيرة مثل أوزبكستان، واكتفت أخرى، خصوصاً الأوروبية، باستعادة عدد محدود من النساء والأطفال.

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية