أمريكا في ورطة... مطلب إيراني يهدد بعرقلة مفاوضات النووي مجدداً... ما هو؟

أمريكا في ورطة... مطلب إيراني يهدد بعرقلة مفاوضات النووي مجدداً... ما هو؟


22/03/2022

على الرغم من التقارير الغربية من دخول مفاوضات "خطة العمل الشاملة المشتركة" حول البرنامج النووي الإيراني "مرحلة حاسمة"، وضعت إيران إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في ورطة، بعدما طالبت برفع العقوبات عن الحرس الثوري الإيراني.

ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن مصادر دبلوماسية لم تُسمّها قولها: إنّ الجهود المبذولة لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 تعتمد الآن على أكثر القضايا حساسية من الناحية السياسية في المفاوضات، وهي ما إذا كان سيتم رفع الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب الأمريكية.   

وضعت إيران إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في ورطة، بعدما طالبت برفع العقوبات عن الحرس الثوري الإيراني

وتحت عنوان "العقبة الأخيرة في صفقة إيران النووية"، ذكرت الصحيفة الأمريكية أنّ حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية، وفي مقدمتهم إسرائيل، يريدون إبقاء الحرس الثوري الإيراني على قائمة الإرهاب الأمريكية، وقالت: إنّ هذا الموضوع يثير معارضة الاتفاق النووي في واشنطن وبين حلفاء الشرق الأوسط مثل إسرائيل، حيث أصدرت الحكومة انتقادات علنية لاذعة لأيّ محاولة لرفع الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب.

وتخوض إيران مفاوضات مع بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا بشكل مباشر، ومع الولايات المتحدة بشكل غير مباشر، لاستئناف العمل بالاتفاق النووي المبرم عام 2015، والهادف لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي. وقد بدأت هذه المفاوضات في نيسان (أبريل) 2021 لإنقاذ الاتفاق المبرم بين إيران والقوى الكبرى، ثم استؤنفت في نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) بعد تعليقها عدّة أشهر. وانسحبت الولايات المتحدة في عهد دونالد ترامب أحادياً من الاتفاق في 2018 بعد (3) أعوام من إبرامه، معيدة فرض عقوبات قاسية على إيران التي ردّت بعد عام تقريباً بالتراجع تدريجياً عن غالبية التزاماتها بموجب الاتفاق.

وتُعدّ الجولة الـ8 من المفاوضات، التي بدأت في 27 كانون الأول (ديسمبر) في فيينا، واحدة من أطول جولات المفاوضات، حيث يستكمل المشاركون مسودة نص الاتفاقية، ويبتون في بعض القضايا الخلافية.  

 وبلغت المفاوضات الآن مرحلة يتعلق نجاحها أو فشلها فقط باتخاذ قرارات سياسية من جميع الأطراف. وتهدف المفاوضات إلى تطبيق "عودة متبادلة" من جانب واشنطن وطهران إلى الاتفاق الذي يُقدم تخفيفاً للعقوبات عن إيران مقابل قيود على برنامجها النووي.

أعلنت إيران أنّه سيتم في غضون الشهرين القادمين إزاحة الستار عن طائرات مسيّرة بعيدة المدى وصواريخ مضادة للدبابات

وتسعى طهران للحصول على ضمانات حقيقية من واشنطن للتأكد من عدم انسحابها من الاتفاق مرة أخرى، وأن تحترم تعهداتها، ومن بين هذه الضمانات رفع جميع العقوبات مرة واحدة عن إيران في إطار الاتفاق النووي، وعدم فرض عقوبات أمريكية جديدة طالما أنّ إيران تلتزم بشروط الاتفاقية.

ويخضع الحرس الثوري الإيراني منذ فترة طويلة لسلسلة عقوبات أمريكية بسبب برامجه للصواريخ الباليستية، وانتهاكات حقوق الإنسان، وتمّ إدراجه في قائمة عقوبات مكافحة الإرهاب في عام 2017.

وفي منتصف آذار (مارس) الجاري أعلن الحرس الثوري الإيراني تأسيس وحدة جديدة لحماية المنشآت النووية الإيرانية، في خطوة زادت التساؤلات المطروحة بالأساس حول أغراض البرنامج النووي الإيراني.

 وأمس الإثنين أعلنت إيران أنّه سيتم في غضون الشهرين القادمين إزاحة الستار عن طائرات مسيّرة بعيدة المدى وصواريخ مضادة للدبابات.

أكد سفير روسيا لطهران، ليفان دزاجاريان، أنّ بلاده ليس لها علاقة بتوقف مفاوضات خطة العمل الشاملة المشتركة حول النووي الإيراني في فيينا

 ونقلت وكالة "إيرنا" الإيرانية عن قائد القوة البرية بالجيش الإيراني "العميد كيومرث حيدري" قوله إنّ "الطائرات المسيّرة الجديدة ستكون قادرة على تنفيذ مهام خاصة في مختلف الظروف الجوية"، مضيفاً: "الجيش الإيراني سيدشن قريباً صواريخ مضادة للدبابات والمدرعات."

 نصيحة للأعداء

وجّه قائد القوة البرية بالجيش الإيراني ما أطلق عليه "نصيحة للأعداء" قائلاً: أنصحكم بالكفّ عن معاداتكم لإيران، وعلى العدو أن يدرك أنّه لو صدرت عنه أيّ خطوة حمقاء قد تمسّ أمن البلاد، فسوف يُشكّل ذلك بداية لإنهاء وجوده في أقرب وقت.

 وتموّل إيران والحرس الثوري الإيراني جماعات إرهابية في عدة دول عربية، منها جماعة الحوثي التي شنت عدداً من العمليات الإرهابية في اليمن والأراضي السعودية والإمارات.

 دق إسفين بين روسيا وإيران

من جهته، أكد سفير روسيا لطهران، ليفان دزاجاريان، أنّ بلاده ليس لها علاقة بتوقف مفاوضات خطة العمل الشاملة المشتركة حول النووي الإيراني في فيينا.

ونقلت وكالة "تاس" الروسية عن الدبلوماسي الروسي قوله إنّ المزاعم حول تسبب روسيا في تباطؤ المفاوضات "خاطئة"، مشدداً على أنّ القيادة الإيرانية تتفهم الغرض من مثل هذه المزاعم وهو "دق إسفين بين روسيا وإيران".

وقال الدبلوماسي الروسي إنّ "حكومة البلاد وفريق التفاوض يدركون جيداً أنّ كل هذه الادعاءات تهدف إلى دق إسفين بين روسيا وإيران، فهم جميعا يفهمون ذلك جيداً".

وعزا دزاجاريان توقف المفاوضات إلى حقيقة أنّ السبت الماضي كان أول أيام العام الجديد في إيران بمناسبة عيد النوروز، موضحاّ "لمدة أسبوع لا تعمل المؤسسات العامة هنا". وأضاف "مع ذلك، فإننا نأمل أن يتم استئناف المفاوضات بعد ذلك مباشرة".

وكان الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، قد أعلن في 11 شباط (فبراير) الماضي توقف المفاوضات بين إيران والقوى العالمية بشأن مصير اتفاقها النووي توقفت بسبب "عوامل خارجية"، في إشارة إلى سعي موسكو للحصول على ضمانات من الدول الغربية المفاوضة بأنّ العقوبات على موسكو على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا، لن تعيق العلاقات الاقتصادية بين روسيا وطهران، المطلب الذي رفضته الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية