أن يأكل حسن نصر الله نفسه

أن يأكل حسن نصر الله نفسه


22/07/2020

هي رسالة يكتبها “جنوبي” لبناني، يخاطب بها “حسن نصر الله”، وفي رسالته يكرر في مخاطبة زعيم حزب الله بـ “يا سيد”، والرسالة بالغة التهذيب، لابد وأنها تحكي مالم تحكه الرسائل الهجائية التي تلقاها حسن نصر الله، وقد أغرق بلده باحتمالات تتدرج من الجوع إلى المقتلة.. يبدأ رسالته بـ “لا يحتاج حتى المواطن البسيط إلى كثير متابعة حتى يعرف بأن كل المؤشرات والمعطيات حولنا تنبيء أننا ذاهبون إلى مرحلة ساخنة جدا والى مواجهة مباشرة وحرب مفتوحة قد تكون أكبر وأفظع من كل سابقاتها” نعم الحال كذلك، ولكن كيف؟.

“الاجواء المشحونة بين ايران والولايات المتحدة وصلت الى نقطة اللا عودة مع الاستهدافات والتفجيرات التي تطال مواقع حساسة داخل الجمهورية الاسلامية وليس مفاعل نطنز والاضرار الضخمة التي لحقت به إلا واحدا منها، فضلا عن الغارات التي لم تتوقف بالداخل السوري والتي وصلت بالامس لاستهداف قواعد على الحدود مع لبنان”.

 إذن؟

 واستباقا لأي عبارة جديدة على غرار “لو كنت اعلم” والتي يمكن أن نسمعها مرة أخرى منك (والكلام موجه إلى حسن نصر الله)  أو ممن سوف يخلفك اذا ما قُدّرت لك الشهادة التي تتمناها هذه المرة والتحقت بقافلة النور كما الحاج قاسم سليماني، فإني ومن موقعي كمواطن جنوبي أود أن أعلمك بعدة أمور.

مالاأمور التي سيعلم المرسِل المرسَل اليه بها؟

إعلم يا سيد أن كثيرين من أهل الجنوب لن يتمكنوا من ترك ساحات الحرب وسوف ينتظرون سقوط الصواريخ على رؤوسهم ورؤوس ابنائهم، ليس بسبب عشقهم للأرض ولا بسبب ارتفاع ادرينالين الصمود، بل لأن معظم الناس لا يمتلكون ثمن بنزين لسياراتهم، واذا امتلكوها فإن الخجل من بقية الافرقاء اللبنانيين سوف يمنعهم من قصد مناطقهم للاحتماء فيها، بسبب البؤس التي لحقها جراء سياسات حزبك وخياراتك التي فرضتها عليهم.

إعلم يا سيد، أن حالك وحال حزبك و “مقاومتك” هي أشبه ما تكون هذه الايام بما وصلت اليه المقاومة الفلسطينية ومنظمة التحرير سنة 1982 يوم كانت ممسكة هي الاخرى بقرار لبنان وتحديدا بالجنوب، وصدقني يا سيد، أن كثيرين وإن كانوا لن يرشوا الرز هذه المرة على دبابات العدو، إلا أنهم يقينا سيفرحون أيما فرح اذا ما شاهدوك ومقاتليك تصعدون في بواخر الترحيل وإن كنت لا أدري وجهتكم حينها، لأنهم باتوا يعتبرونك عدوهم الاول بالأخص بعد مواقفك وانحيازك إلى السلطة الفاسدة ووقوفك سدا امام طموح اللبنانيين بالتغيير.

 إعلم يا سيد، أن الناس تعي تماما بأن البيت الذي سيدمر أو الجسر والطريق، فإن هذه المرة لن يستطيع اسماعيل قاآني أن يمدك بالمليارات حتى تعيد بناءها افضل مما كانت، لأنه هو الآخر سوف يكون مشغولا عنك وعنا بما ستؤول اليه بلاده .

إعلم يا سيد، أن القائد العاقل لا يصول بيد جذاء وان ما يسميه العدو ب “الجبهة الداخلية ” ( ولا نحكي هنا عن الملاجىء أو وسائل حماية المدنيين وحفظهم بل نتحدث عن رغيف الخبز) هي بالمقلب الآخر عنكم، لأنكم بكل أسف قد أدرتم لها ظهركم وطعنتموها بإخلافكم لوعودكم فانها بدورها سوف تدير ظهرها لكم.

 إعلم يا سيد أن القائد العاقل الشجاع ليس هو فقط من يخوض غمار الحرب، فإذا كان الاقدام يحتاج الى جرعة شجاعة صغيرة فإن التراجع في لحظات ما، قد تحتاج الى شجاعة أعظم بكثير، والى مستوى عقلائي رفيع.

 إعلم يا سيد ان من ينصحك الآن بالذهاب نحو الحرب إنما يريد هلاكك وهلاك من معك، واذ إن من يريد حياتك وحياة من معك إنما يدعوك للتراجع خطوة الى الوراء.

إعلم يا سيد، أن سحب الذرائع الآن من امام عدوك وعدونا، هو عين الحكمة، والقبول بشروط المجتمع الدولي وانت قوي خير لك ولنا، فالاعلان الآن من موقعك المتقدم عن استعدادك للذهاب بخطوات اصلاحية تبدأ بتشكيل حكومة مستقلة عن جد، ورئيس حكومة حقيقي يبدأ بخطوات اصلاحية ملموسة تفتح له الطريق كما رئيس الحكومة العراقي مصطفى الكاظمي الى دول العالم والدول العربية خصوصا وتبنيك العلني لمبدأ حياد لبنان كمقدمة للوصول الى استراتيجية دفاعية هذه الخطوات هي الان بمثابة السلاح الامضى الذي يخشاه عدو لبنان … اللهم اني بلغت .

عن " صحيفة مينا"

الصفحة الرئيسية