إجراءات لقمع احتجاجات العراق.. والمتظاهرون: إيران برا وبغداد حرة

إجراءات لقمع احتجاجات العراق.. والمتظاهرون: إيران برا وبغداد حرة


03/10/2019

فرض رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي، حظراً كاملاً على التجول في بغداد، وذلك في اليوم الثاني من الاشتباكات بين متظاهرين معارضين للحكومة وقوات الأمن.

الحكومة العراقية تفرض حظر تجول في بغداد بعد الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن

وبدأ تطبيق حظر التجول في الخامسة صباحاً بالتوقيت المحلي اليوم، ويستمر حتى إشعار آخر.

وفي وقت سابق، فرضت السلطات حظراً للتجول في ثلاث مدن أخرى، مع تصاعد المظاهرات للاحتجاج على سوء الخدمات العامة وتفشي الفساد وعدم توفر فرص عمل وضد النفوذ الإيراني.

وأدت الاضطرابات إلى مقتل سبعة أشخاص وإصابة المئات، وفق وكالة "رويترز" للأنباء.

كما استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع والذخيرة الحية في محاولة لتفريق المتظاهرين في عدد من الأحياء.

وحاول المتظاهرون الوصول إلى ميدان التحرير، وسط المدينة، الذي كانت الشرطة قد أغلقته، كما أغلقت جسراً قريباً يؤدي إلى المنطقة الخضراء؛ حيث توجد سفارات ومكاتب حكومية.

ودوّت هتافات ضد إيران بشوارع بغداد؛ حيث هتف المتظاهرون بـ "إيران برا برا..وبغداد حرة حرة"، كما هتفوا ضد المرجعيات الدينية والسلطات الإيرانية، ووجه المتظاهرون انتقادات واسعة للميليشيات المسلحة التي تتبع لإيران وللمسؤولين باعتبارهم أحد أركان الفساد وأحد الأسباب التي أدت إلى الحالة الاقتصادية التي تعم بالبلاد.

وربطت صحيفة "كيهان" المعارضة بين سقوط قتلى في صفوف المحتجين العراقيين ووجود قاسم سليماني المدرج دولياً على لوائح الإرهاب في العراق، كمحاولة لاحتواء الاحتجاجات وعدم تمددها في البلاد.

واتهمت الصحيفة الناطقة بالفارسية في تقرير لها أمس، عناصر مليشيا الحشد الشعبي الموالية لنظام طهران بالاشتراك مع قوات الأمن العراقية في تفريق المتظاهرين بواسطة قنابل الغاز المسيل للدموع والهراوات وسيارات مكافحة الشغب، فضلاً عن إطلاق الرصاص ببعض الشوارع.

وأشارت "كيهان"، التي تصدر من لندن، إلى أنّه مع امتداد المظاهرات إلى مناطق عراقية ذات كثافة سكانية شيعية بجنوب البلاد زار سليماني قائد فيلق القدس الذراع الخارجية لمليشيا الحرس الثوري الإيراني مدناً عراقية، خشية تفشي الاحتجاجات بها، حيث تحتفظ طهران بنفوذ لها عبر مليشياتها المسلحة.

قُطعت شبكة الإنترنت وحجبت مواقع واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع والذخيرة الحية

وانتشرت المواجهات في سبع محافظات أخرى، على الأقل في البلاد، وخرج ما يقارب ثلاثة آلاف محتج إلى شوارع مدينة البصرة جنوبي العراق أمس. ونقل وجود احتجاجات واشتباكات أيضاً في النجف والناصرية والواسط والديوانية وأماكن أخرى.

وقطعت شبكة الإنترنت وحجبت شبكات التواصل الاجتماعي في بعض المناطق.

وتعد المظاهرات، التي لا يبدو أنّ لها قيادة منظمة، الأكبر التي يشهدها العراق منذ تولّي عبد المهدي منصبه منذ عام.

وأنحت الحكومة باللائمة على من وصفتهم بأنهم "من مثيري الشغب" في الاضطرابات، بينما تعهدت بالتعامل مع مطالب المتظاهرين.

واستثنت السلطات من حظر التجول المسافرين من وإلى مطار بغداد والموظفين الحكوميين في المستشفيات وقطاعات المياه والكهرباء، وزوار المزارات الدينية.

بدوره، أعرب عبد المهدي عن أسفه لأحداث العنف وتعهد بالتحقيق للوقوف على أسباب الاحتجاجات.

وقال عبد المهدي بموقع فيسبوك: "يحزنني ويؤسفنا الإصابات التي وقعت بين المتظاهرين وقوات الأمن والتخريب والسلب والنهب للممتلكات العامة والخاصة".

وأضاف "نؤكد لشعب أمتنا أنّ أولويتنا كانت ولا زالت تقديم حلول جذرية للمشاكل المتراكمة منذ عقود"، متابعاً إنّه سيوفر المزيد من فرص العمل للخريجين.

عبد المهدي: يحزنني الإصابات التي وقعت بين المتظاهرين وقوات الأمن والتخريب والسلب والنهب

ووفقاً للبنك الدولي، فإنّ معدل البطالة وسط الشباب في العراق يبلغ حالياً نحو 25 في المئة.

من جهتها، دعت مبعوثة الأمم المتحدة الخاصة للعراق، جينين هينيس-بلاسخارت، السلطات إلى ضبط النفس. وقالت "من حق كل إنسان الإعراب عن رأيه بحرية، بما يتسق مع القانون".

وفي العام الماضي، هزت مدينة البصرة، جنوبي البلاد، مظاهرات دامت عدة أسابيع احتجاجاً على تلوث مياه الشرب وانقطاع التيار الكهربائي وانتشار البطالة والفساد. وفي تلك الاحتجاجات أُضرمت النيران في مقار حكومية في المدينة.

 

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية