إخوان باكستان وخدعة الوساطة السياسية بين الأحزاب

إخوان باكستان وخدعة الوساطة السياسية بين الأحزاب

إخوان باكستان وخدعة الوساطة السياسية بين الأحزاب


25/04/2023

تتبع الجماعة الإسلامية في باكستان استراتيجية جديدة، تقوم على العمل في خطين متوازيين؛ الأوّل هو العمل على تفجير الألغام، وتفخيخ المشهد السياسي، ومحاولة إزعاج حكومة شهباز شريف بشتى الطرق الممكنة، وتشويه صورة الأحزاب السياسية جميعاً دون استثناء، وعلى الجانب الآخر أعلنت الذراع الإخوانية عن استعدادها للتوسط بين القوى السياسية المتصارعة من أجل التوصل إلى اتفاق على شكل الانتخابات العامة، وشتى الملفات الشائكة.

أمير الجماعة الإسلامية سراج الحق عبّر عن خوفه من فرض الأحكام العرفية مثلما حدث العام 1977. وقال سراج الحق مخاطباً أنصاره في منصورة لاهور، وأمام وسائل الإعلام: إنّه إذا لم تجلس الأحزاب السياسية إلى طاولة المفاوضات، فقد تأتي الأحكام العرفية في عام 1977، وسوف يخسر الجميع بسبب ذلك. وأضاف: "هناك حالة من عدم اليقين والخوف في البلاد، ويجب أن تتفق الأحزاب السياسية على إجراء الانتخابات في اليوم نفسه في جميع أنحاء البلاد".

خشية العودة إلى الحكم العسكري

سراج الحق أعلن عن مخاوفه بشكل علني من عودة الحكم العسكري، إذا لم يتم التوافق حول أجندة سياسية تضمن إقامة الانتخابات في أقرب وقت، محاولاً فرض جماعته على الساحة السياسية من خلال القيام بدور الوسيط بين الأحزاب.

سراج الحق، أمير الجماعة الإسلامية، الذراع السياسية للإخوان في باكستان

وجاء في بيان صادر عن المتحدث باسم الجماعة الإسلامية قيصر شريف أنّ الجماعة على اتصال بأطراف سياسية متعددة من أجل الحدّ من التوتر السياسي الداخلي. ولفت إلى أنّ أمير الجماعة الإسلامية سراج الحق اتصل بزعيم حزب عوامي الوطني (ANP)، أمير حيدر خان هوتي، وناقش الطرفان مسألة إيجاد مخرج لإنهاء التوتر السياسي في البلاد. وأضاف أنّ هوتي أعرب عن تقديره لجهود الجماعة الإسلامية من أجل دفع جميع الأطراف إلى الجلوس على طاولة المفاوضات، وأكد تعاونه الكامل مع أمير الجماعة الإسلامية.

وتبدو المفارقة غريبة بعض الشيء، فقد عملت الجماعة الإسلامية طيلة الأعوام الماضية على تشويه صورة الأحزاب السياسية، ووصفتها بالمافيا المنظمة التي تعمل من أجل نهب ثروات البلاد، وهي الآن تضغط من أجل عقد لقاءات مع كل الأحزاب، لمساعدتها من أجل الضغط على الحكومة، لإجراء الانتخابات وفق شروط أعلنت عنها الجماعة.

مساعي الوساطة

 الجماعة الإسلامية الباكستانية أعلنت أنّ أميرها سراج الحق حقق تقدماً إيجابياً في جهوده للجمع بين السياسيين في البلاد، مؤكدة أنّها تلقت إشارات إيجابية حول استعداد الحكومة وحركة الإنصاف للجلوس على طاولة المفاوضات.

سراج الحق أعلن عن مخاوفه بشكل علني من عودة الحكم العسكري، إذا لم يتم التوافق حول أجندة سياسية تضمن إقامة الانتخابات في أقرب وقت

وبالفعل، التقى سراج الحق برئيس الوزراء شهباز شريف بصحبة وفد من (3) أعضاء، وحضر اللقاء الوزير الاتحادي للشؤون الاقتصادية سردار إياز صادق، والوزير الاتحادي خواجة سعد رفيق، وبحسب رئاسة الوزراء الباكستانية، فقد تمّت مناقشة الوضع السياسي الحالي للبلاد في هذا الاجتماع الاستشاري.

وبحسب المصادر، شدّد سراج الحق على أنّ الانتخابات هي موضوع البلاد الأكثر أهمية في الوقت الراهن، وأنّه يجب حل الوضع السياسي من خلال لقاء سياسي، وزعم أنّه تمّ التوصل إلى اتفاق مبدئي على الحل.

وبحسب مصادر حكومية، فإنّ حكومة شهباز شريف أعلنت عن استعدادها لإجراء مزيد من المناقشات مع الجماعة الإسلامية، بشأن إجراء الانتخابات في يوم واحد، مؤكدة أنّه سيتم اتخاذ قرار نهائي بعد التشاور مع الأطراف المتحالفة.

مصادر الجماعة الإسلامية قالت: إنّ زعيم الجماعة سراج الحق سيعقد اجتماعات أخرى مع قادة الأحزاب السياسية؛ حتى يمكن إجراء حوار حول الانتخابات على المستوى الوطني، يضمن إجراءها في اليوم نفسه.

الجماعة الإسلامية حاولت استغلال الموقف، وسارع أميرها سراج الحق إلى طلب لقاء زعيم حركة الإنصاف، ورئيس الوزراء السابق عمران خان، وبالفعل تمّ عقد اللقاء في مقر الأخير بحديقة الزمان، بحضور السيناتور شبلي فراز، وحافظ فرحات عباس.

الانتخابات أوّلاً

 يبدو أنّ مساعي سراج الحق وقفت أمام عقبة قوية. فبحسب المصادر المحلية، قال رئيس الوزراء السابق خلال الاجتماع: إنّه لن يشارك في أيّ نوع من المفاوضات مع الحكومة، وإذا كان هناك أيّ شيء واضح فيما يتعلق بالانتخابات، فيمكن للحكومة إرسال ممثليها للتباحث معه، مؤكداً عدم ثقته في شهباز شريف.

سراج الحق حاول لفت الانتباه إلى ضرورة عقد الانتخابات بعد مرور نحو (90) يوماً على قرار المحكمة العليا، وأكد أنّ الوضع الاقتصادي سوف يتدهور أكثر، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق على إجراء الانتخابات بصورة عاجلة، وفق ضمانات محددة.

سراج الحق قال مخاطباً مائدة الإفطار التي نظمتها الجماعة الإسلامية في لاهور: إنّ الشباب أصيب بخيبة أمل من السياسيين؛ بسبب الفوضى التي تضرب كلّ مؤسسات البلاد  نتيجة لسياسات الحكام. وعلى الرغم من أنّ الإقليم يشهد تظاهرات واحتجاجات متعددة، إلّا أنّ سراج الحق واصل تحريضه، في محاولة لاستخدام الشارع من أجل الضغط بهدف إجراء الانتخابات.

لعبة الكريكت

أمير الجماعة الإسلامية واصل العمل في سياق جهوده لتجميع الأحزاب السياسية للتفاوض بشأن الانتخابات الوطنية، وقال إنّه إذا كانت لعبة الكريكيت ستُلعب؛ فسيتعين على الجميع الاتفاق على التاريخ والأرض وطريقة المباراة.

قال رئيس الوزراء السابق عمران خان خلال الاجتماع: إنّه لن يشارك في أيّ نوع من المفاوضات مع الحكومة

وفي أثناء إجرائه مقابلات مع قنوات تلفزيونية مختلفة، قال زعيم الإخوان: إنّه على الحكومة وحركة الإنصاف أن تكونا مرنتين في موقفهما، والانسحاب من الخطوط الحمراء. مضيفاً: "بدأت الجهود للاتفاق على موعد، لأنّنا لا نريد لهذه الحرب أن تنتشر أكثر، وأن يبقى الناس عاجزين، الجماعة الإسلامية تفاوض بإرادة أيّ شخص، ولا نسعى لإيجاد حلفاء أو منافسين، كلهم ​​لهم الحق في الذهاب إلى الناس وفقاً لأفكارهم.

وزعم سراج الحق أنّ رئيس الوزراء شهباز شريف، ورئيس حركة الإنصاف عمران خان، اعترفا في اجتماعهما معه، بأنّ الوضع سيّئ، وإذا كان للوضع أن يسير في اتجاه أفضل، فالسبيل الوحيد هو الانتخابات.

مواضيع ذات صلة:

توحش "طالبان باكستان"... ما التداعيات الإقليمية والدولية المحتملة؟

الإخوان المسلمون واستراتيجية توظيف قضايا العمال في باكستان

أمير الإخوان هدّد بفتحه.. ما هو صندوق باندورا الذي ربما يشعل باكستان؟


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية