إرث نور الشريف للبيع .. من يتاجر بتاريخ الإبداع؟

إرث نور الشريف للبيع .. من يتاجر بتاريخ الإبداع؟


07/09/2022

إرث فني ضخم للفنان نور الشريف يُعرض للبيع مع مقتنياته ومؤلفاته التي لا تُقدّر بثمن، والتي شكّلت جانباً كبيراً، ليس فقط من وجدان المصريين؛ بل من وجدان العالم العربي بالكامل، تُعرض على الرصيف في خطوة أثارت موجة من الغضب والجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نحو (7) أعوام من الشريف، متهمين أسرة الفنان الراحل بـ "الإهمال".

وقد تفجّر الجدل عندما كتب الناقد الفني عصام زكريا مقالاً سرد فيه من خلال تجربته الشخصية أنّه قام بالحصول على بعض مقتنيات نور الشريف من قبل بائعي الأنتيكات، وكانت عبارة عن مجموعة من الصور الخاصة من عيد ميلاد ابنته سارة الذي حضرته مجموعة كبيرة من نجوم الفن، وعلى رأسهم سامية جمال ومريم فخر الدين ومها صبري والمخرج أحمد يحيى.

 سوق الأنتيكات

صرّح زكريا لموقع "مصراوي" أنّ مقتنيات مكتبة الفنان الراحل نور الشريف تباع داخل وخارج مصر، بعد طرحها في سوق الأنتيكات، مشيراً إلى أنّ "مقتنيات نور الشريف نزلت سوق الأنتيكات، من حوالي عام، وتضم عشرات الألبومات والسيناريوهات، وكتبه المجلدة بعناية وتحمل اسمه على الكعب، وبعضها يحمل توقيعه وكلمات بخط يده".

 وأوضح: "وتضمّ المقتنيات المطروحة في سوق الأنتيكات الجوائز التي حصل عليها نور الشريف، والإهداءات المختلفة من مؤسسات ثقافية، وعدداً كبيراً من بوسترات الأفلام التي قام بإنتاجها"، موضحاً أنّ المقتنيات التي تخص الفنان نور الشريف، التي طُرحت للبيع، ضمت الآلاف من مقتنيات مكتبته وبيته، بما في ذلك ألبومات الصور العائلية والجوائز والدروع والنياشين التي حصل عليها وكتبه وأوراقه وبوسترات أفلامه.

 وقد قدّم الشريف (180) فيلماً سينمائياً، والعديد من المسرحيات والمسلسلات التلفزيونية، وولد في 28 نيسان (أبريل) عام 1946، ورحل في 11 آب (أغسطس) 2015 بعد صراع طويل مع المرض، عن عمر يناهز (69) عاماً.

 إهمال الأسرة

ألقى زكريا باللوم فيما يتعلق ببيع مقتنيات نور الشريف وبيعها على الأرصفة على ما أطلق عليه "إهمال" أسرته، وفقاً لصحيفة "صدى البلد".

 واتّهم زكريا، في مقاله، أسرة الفنان الراحل نور الشريف بأنّهم السبب وراء ضياع مقتنيات واحد من أهم نجوم مصر والوطن العربي، مشيراً إلى أنّ هناك أحد الأشخاص المهتمين بالفن المصري تواصل مع ابنته سارة لإنقاذ هذا التراث الفني النادر، قبل أن يكتشف أنّ أسرته هي التي طلبت من أحد العاملين التخلص من هذه الأشياء، وهو ما نفته تماماً الفنانة بوسي، أرملة الفنان نور الشريف، في تصريحات صحافية مؤخراً.

 

إرث فني ضخم للفنان نور الشريف يُعرض للبيع، مع مقتنياته التي لا تُقدّر بثمن، والتي شكّلت جانباً كبيراً من وجدان العرب

 

 وفي تصريحات لجريدة "الشرق الأوسط"، رفضت بوسي "اتهامات التقصير"، التي وُجهت لها ولأسرتها، على خلفية بيع بعض مقتنيات زوجها على قارعة الطريق مؤخراً، موضحة: "نحن لا نقبل التفريط في كلّ ما يخص نور، لا أنا ولا ابنتاه، وقد أهديت مكتبة الإسكندرية جميع المقتنيات المتعلقة به لضمان الحفاظ عليها من جهة، ولتكون متاحة لكلّ محبي نور وهم كثر، من جهة أخرى".

 مكتبة الإسكندرية

نفت مكتبة الإسكندرية بدورها علاقتها بما تم تداوله مؤخراً في مواقع التواصل الاجتماعي، حول وجود بعض مقتنيات الفنان الراحل نور الشريف تباع في الأسواق والمزادات.

 ونقلت "المصري اليوم" عن المكتبة قولها: إنّها تسلمت إهداءً من أسرة الفنان الراحل في أيار (مايو) 2016، حصلت بموجبه على نحو (6022) كتاباً، بالإضافة إلى (167) ورقة، وهي عبارة عن بعض الأوراق والعقود الخاصة بشركته الإنتاجية، وكذلك (9) كراسات بخط يده مدوّن بها بعض الخواطر والملاحظات، ويمكن للزائر تفقد الكتب بقاعة اطلاع المجموعات الخاصة والكتب النادرة بمستوى B2، حيث إنّها مفهرسة ومدرجة على قاعدة بيانات المكتبة ويمكن للزائرين والباحثين الاطلاع عليها في أيّ وقت.

 

تفجّر الجدل عندما كتب عصام زكريا مقالاً قال فيه: إنّه حصل على بعض مقتنيات الشريف من قبل بائعي الأنتيكات

 

 وأمس، تراجع الناقد الفني عصام زكريا عن اتهامه لأسرة نور الشريف بإهمال مقتنياته، موضحاً أنّ ما حدث أنّه بالفعل تم تسليم مقتنيات الراحل لمكتبة الإسكندرية، لكنّ هناك أجزاء أخرى من المقتنيات كانت موجودة في شقة أخرى، وخرجت بطريقة أخرى.

 ونقلت عنه "صدى البلد" قوله في تصريحات تلفزيونية: "إنّ أسرة الفنان الكبير ليست مسؤولة عن خروج تلك المقتنيات من الشقة الأخرى. ما حدث كان بغير علم الأسرة، وهو موجود منذ عدة أشهر، وليس هذه الأيام فقط، هناك ألبومات أفلام  وبوسترات، وهذه ليست بها مشكلة، لكنّ الأزمة الأهم أنّ هناك ألبومات خاصة بالعائلة جرى بيعها فضلاً عن كتب، بما يؤكد وجود مكتبة أخرى بخلاف التي تمّ تسليمها لمكتبة الإسكندرية، وجوائز حصل عليها الفنان ".

 السوشيال ميديا

شهدت الساعات الماضية حالة من الجدل بعد انتشار منشورات عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، تشير إلى أنّ عدداً من عشاق الأنتيكات في "سوق الروبابيكيا" فوجئوا منذ عدة أسابيع، بمقتنيات ثمينة للفنان نور الشريف تضم ألبومات الصور العائلية والجوائز والدروع والنياشين التي حصل عليها وكتبه وأوراقه وبوسترات أفلامه، فقد غرّدت همس قائلة: "نور الشريف على الرصيف في سوق الروبابيكيا، أسرته باعت مقتنياته لبتوع الروبابيكيا، إيه الجحود والجهل والغباء ده!! فين وزارة الثقافة؟ فين دور الدولة في الحفاظ على تراثنا وتاريخنا؟".

رفضت بوسي "اتهامات التقصير"، التي وُجهت لها ولأسرتها، على خلفية بيع بعض مقتنيات زوجها على قارعة الطريق مؤخراً

 إلى ذلك، ذكّر مستخدم آخر لتويتر بدور الفنان نور الشريف، الذي جسّد دور رسام الكاريكاتير الفلسطيني "ناجي العلي" في فيلم يحمل اسمه، في نشر الوعي بقضايا الأمّة، قائلاً: "استمعوا جيداً لكلام الفنان نور الشريف قبل (12) عاماً على الأقل، وكيف حلل مشهد العولمة ومحو ذاكرة الناس ووطنيتهم بما يقدّم من مواد فنية وإعلامية لإفقاد الناس هويتهم ووطنيتهم".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية