إسرائيل ترفع وتيرة هجماتها ضد إيران في سورية

إسرائيل ترفع وتيرة هجماتها ضد إيران في سورية


07/05/2020

عاموس هرئيل

يبدو الهجوم، الذي نُسب لسلاح الجو الإسرائيلي، الاثنين الماضي، في منطقة حلب في شمال سورية، أنه مهم – بسبب حجمه، ومكانه البعيد والهدف المهاجم. حسب تقارير في وسائل الإعلام العربية فإن الموقع الذي تم قصفه يعود إلى مجموعة «سارس»، وهو المعهد العلمي السوري. فعليا، هذا هو جسم الصناعة الأمنية الرائد في الدولة والمسؤول عن تطوير الوسائل القتالية، بما فيها السلاح الكيميائي والبيولوجي.
في الماضي سبق الإبلاغ عن هجمات إسرائيلية لمنشآت «سارس». ووصفت مصادر استخبارية غربية هذه المؤسسة كجزء رئيس في الجهود الإيرانية لتسليح «حزب الله»، والتي ركزت على تحسين دقة الصواريخ الموجودة لدى «حزب الله».
تصل التقارير من سورية، مؤخراً، عدة مرات في الأسبوع. سلاح الجو الإسرائيلي، هكذا تنشر وسائل الإعلام هناك، يهاجم باستمرار أهدافا عسكرية متنوعة في مناطق واسعة في الدولة: مخازن سلاح، مواقع إنتاج وسائل قتالية، بطاريات صواريخ أرض – جو ومواقع مراقبة على طول الحدود مع إسرائيل.
في مرمى الهدف يوجد الآن جميع الشركاء في المحور الشيعي الذي تقوده إيران: الحرس الثوري الايراني، مليشيات شيعية أجنبية، «حزب الله»، ووحدات تابعة للجيش السوري.
خلافاً لعادتها في السنوات الأخيرة، يبدو أن إسرائيل خفضت قليلاً الضجة الإعلامية للهجوم المنسوب لها.
بدأت مهاجمة سلاح الجو في سورية في العام 2012، في مرحلة مبكرة للحرب الأهلية هناك، وازدادت في النصف الثاني من العقد السابق. في البداية وجهت الهجمات في الأساس ضد قوافل قامت بتهريب السلاح الإيراني عبر الاراضي السورية لـ «حزب الله» في لبنان. وبعد ذلك، في نهاية 2017 فما بعد تحول الجيش إلى التركيز على مهاجمة قواعد الحرس الثوري والمليشيات الشيعية كجزء من عملية إحباط للتمركز العسكري الإيراني في سورية.
في البداية جرت الهجمات تحت ضباب متعمد، في إطار ما وصف بسياسة التعتيم، في محاولة لردع النظام السوري عن تعزيز التحالف مع إيران و»حزب الله». ولكن في الوقت ذاته عدم التورط في الحرب الأهلية. بالتدريج، في السنتين الاخيرتين، بدأت إسرائيل في إطلاق إشارات ثقيلة عن خطواتها.
أملى فيروس كورونا، كما يبدو، تغييرا معينا في الاستراتيجية. خلال آذار لم يبلغ تقريبا عن هجمات. ولكن طوال شهر نيسان، مرة أو مرتين في الأسبوع، نشر في وسائل الاعلام السورية اخبار عن هجمات اخرى في شرق الدولة وفي الوسط وفي الجنوب.
هذه المرة تقلل إسرائيل من التطرق الى التقارير. في الأصل الاهتمام بما يحدث في سورية وفي إسرائيل وما ينشر في وسائل الإعلام العالمية منخفض تماما. سيطر وباء «كورونا» تقريبا بصورة كاملة على جدول الأعمال.
ولكن يبدو أنه من وجهة نظر إسرائيل، ربما يوجد في هذا افضلية. تجد الهجمات المحور الايراني ضعيفا نسبيا. كان التمركز في سورية ومساعدة «حزب الله»، «الطفل المدلل»، المشروع الرئيس للجنرال قاسم سليماني، قائد قوة القدس في الحرس الثوري. في السنوات الاخيرة وكلما ازداد نفوذ سليماني في ارجاء الشرق الاوسط ازدادت جهود تهريب السلاح إلى لبنان وانشاء القواعد في سورية. يبدو أن سليماني أصر على مواصلة ذلك رغم الهجمات الإسرائيلية.
في بداية كانون الثاني الماضي تم اغتيال سليماني بعد وقت قصير من هبوط طائرته في بغداد، ومن حل مكانه، الجنرال اسماعيل قآني، اكتشف أن الحذاء الذي ورثه أكبر من مقاسه. لا يحظى قآني بالمكانة الرفيعة التي راكمها سليماني لنفسه في السنوات الاخيرة. فهو يجد صعوبة في بث روح قتالية في الفرق، وكذلك الأخذ في الاعتبار الضغوط الأخيرة المستخدمة على ايران.
الظروف معروفة. لم تستيقظ إيران بعد من اغتيال سليماني وما حدث قبله وبعده: زيادة العقوبات الأميركية، تآكل ثقة الجمهور بالنظام بعد أن تبين أنه حاول إخفاء قضية إسقاط طائرة الركاب في سماء طهران بالخطأ، والضربة الشديدة بشكل خاص لفيروس كورونا، وانخفاض أسعار النفط في أعقاب الأزمة الدولية التي أحدثها الفيروس.
بدأت المساعدة الاقتصادية الإيرانية لـ «حزب الله» تتقلص إزاء هذه الصعوبات. في الوقت ذاته لبنان موجود في ازمة اقتصادية حدتها آخذة في التزايد، وهي تضع ايضا «حزب الله» في موقف ضعف. في الخلفية هناك ايضا العلاقات المتوترة بين الرئيس السوري، بشار الأسد، وضيوفه الايرانيين. يبدو أنه بالنسبة للأسد فإن وصية ادخال الضيوف ربما استنفدت. ساهمت ايران حقا بشكل كبير في بقاء النظام رغم الحرب الاهلية الدموية، ولكن، الآن، يتعرض النظام في سورية للضربات بسبب اصرار ايران على البقاء. الكثير من الهجمات، مما تم الابلاغ، يرافقها قصف لبطاريات مضادة للطائرات السورية.
لقد تولد الانطباع بأنه في ظل «كورونا» منحت حكومة نتنياهو شيكاً مفتوحاً لرئيس الاركان، افيف كوخافي، لمواصلة الهجمات، وكما يبدو حتى زيادتها. حسب التوزيع الجغرافي للتقارير عن الهجمات، هذه حرب تجري على كل الملعب – في الجبهة وعلى طول الحدود في هضبة الجولان حيث تقصف هناك مواقع نشرها «حزب الله» عبر شركائه المحليين، وكذلك قواعد في عمق الاراضي السورية البعيدة عن حدود إسرائيل.
تسير إسرائيل على الحد، وتنتظر لترى كيف سيرد المعسكر المعادي. هل سيعطي الأسد اشارات للنظام في طهران بأنه حان الوقت للتراجع أم أن الايرانيين أنفسهم سيبحثون عن مخرج مشرف ويقلصون تواجدهم في سورية بسبب زيادة الضغط العسكري. في المقابل، تطرح امكانية القيام برد عقابي ضد إسرائيل. حدثت عملية موضعية كهذه في منتصف نيسان.
بعد يومين على الهجوم المنسوب لإسرائيل ضد سيارة لـ «حزب الله» قرب الحدود السورية اللبنانية في الطرف السوري، تم قطع الجدار الحدودي بين إسرائيل ولبنان في ثلاث نقاط. لم يتم اجتياز الجدار، ولكن هذا يبدو إشارة واضحة من «حزب الله» لإسرائيل، التي بحسبها يوجد لـ «حزب الله» أيضا خطوط حمر.

عن صحيفة "الأيام "



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية