إغلاق باب الترشح للانتخابات الفلسطينية على تأزم لـ"فتح"

إغلاق باب الترشح للانتخابات الفلسطينية على تأزم لـ"فتح"


01/04/2021

اُغلق باب الترشح للانتخابات الفلسطينية على وضع لا تُحسد عليه السلطة الفلسطينية "فتح"، حيث تخوض الحركة الانتخابات بـ3 قوائم منبثقة من رحمها، الأولى تمثلها رسميّاً، وكانت آخر قائمة تقريباً تقدّم أوراقها إلى لجنة الانتخابات، بالإضافة إلى قائمتين تضمّان منشقين عنها أو معارضين؛ الأولى بقيادة محمد دحلان، والثانية التي تُعدّ قائمة "اللحظات الأخيرة" تكسب زخماً وقوة بتزّعم القيادي الفتحاوي المعتقل مروان البرغوثي لها روحياً، فهو ليس مرشحاً رسمياً في القائمة، وتحلّ زوجته فدوى البرغوثي في الترتيب الـ3 فيها.

اقرأ أيضاً: الذكرى الـ45 ليوم الأرض بين الصمود الفلسطيني والرغبة الملحّة في المصالحة الوطنية

وقد عمّقت القائمة الأخيرة، وهي قائمة "الحرّية"، أزمة فتح التي تعاني من خلافات داخلية منذ فترة، وسط اعتراضات على سياسة الحركة، خصوصاً بعدما انضمّ إليها البرغوثي، والذي من المرجح أنّه سيخوض الانتخابات الرئاسية في تموز (يوليو)، وهو ما يفسّر عدم تصدّره للقائمة.

وتمثل هذه القائمة تحالف المعارضين، فبعد القيادي المعارض ناصر القدوة، الذي لم تكن نيته بخوض الانتخابات بقائمة منفردة عن الحركة مفاجئة، ما أسفر عن فصله منها رسمياً، وجاء إعلان اللحظة الأخيرة بانحياز البرغوثي إليها، بعد فشل اتفاقه مع قيادات فتح، الذين لم يلتزموا بقائمة أرسلها من معتقله، لتزيد من فرص المعارضين أمام السلطة.

اقرأ أيضاً: إسرائيل تحوّل أقدم مطار فلسطيني إلى أضخم حيّ استيطاني

وعن الكواليس، أفاد موقع "إندبندنت عربية" أنه، وقبل يومين من إغلاق باب الترشح للانتخابات، تراجع البرغوثي عن اتفاق مع عضو اللجنة المركزية لحركة فتح حسين الشيخ، الذي زاره في سجن هداريم الإسرائيلي، وتوصّل معه إلى اتفاق على أهمية خوض "فتح" للانتخابات بقائمة واحدة.

المجموع الكلي لطلبات الترشح المستلمة بلغ 36 قائمة، قبلت اللجنة، إلى الآن، طلبات 13 منها، وسلّمتها إشعارات قبول، وتستمرّ دراسة باقي الطلبات خلال الأيام المقبلة

وجاء تراجع البرغوثي في ظلّ "عدم التزام الرئيس عباس، الذي يتزعم حركة فتح، بقائمة أسماء رفعها البرغوثي إلى قيادة الحركة".

ولم تمضِ ساعات على إعلان البرغوثي عزمه على التقدّم بقائمة منفصلة عن "فتح"، حتى بدأت مفاوضات للتحالف مع "الملتقى الوطني الديمقراطي" الذي يترأسه ناصر القدوة، والذي فُصل من الحركة بسبب عزمه خوض الانتخابات بعيداً عن الحركة، رافعاً شعار ضرورة تغيير النظام السياسي الفلسطيني.

ومن جانبه، قال المرشح على القائمة الجديدة هاني المصري: إنّ "هدف القدوة والأخ القائد البرغوثي هو إحداث التغيير الذي يحتاجه الشعب الفلسطيني"، بحسب ما أورده موقع "النهار".

اقرأ أيضاً: لماذا تخشى إسرائيل من تحقيق الجنائية الدولية في الأراضي الفلسطينية؟

وكانت الانقسامات الداخلية في فتح عاملاً رئيسياً في خسارتها أمام حماس في آخر انتخابات تشريعية في عام 2006، وأدّت تلك الهزيمة المفاجئة إلى صراع مرير على السلطة أفضى إلى اقتتال قسّم الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث سيطرت حماس على قطاع غزة، بينما سيطرت فتح على قاعدة سلطتها الضفة الغربية، بحسب المصدر ذاته.

ويختلف المراقبون حول فرص حماس في الاستفادة من ذلك التفتيت في أصوات فتح، ففيما يرى البعض أنّ الموقف يصبّ مباشرة في صالح الحركة المنافسة، يقلل آخرون من تأثير ذلك إيجابياً على حماس، وسط اعتراضات وملاحظات عدة للناخب الفلسطيني على الحركة، وهؤلاء يتوقعون أنّ ما تبشر به تلك الأحداث، هو أنّ البرلمان الفلسطيني القادم لن يشهد قوة واحدة مسيطرة.

وقد أعلنت لجنة الانتخابات المركزية اليوم انتهاء فترة الترشح لانتخابات المجلس التشريعي، والتي استمرّت من صباح يوم 20 حتى مساء يوم 31 آذار (مارس)، وذلك عبر موقعها الرسمي على الإنترنت.

اقرأ أيضاً: الإمارات سند فلسطين التاريخي

وأوضحت اللجنة، في بيان صحفي، أنّ المجموع الكلي لطلبات الترشح المستلمة بلغ 36 قائمة، قبلت اللجنة، إلى الآن، طلبات 13 منها، وسلّمتها إشعارات قبول، وتستمرّ دراسة باقي الطلبات خلال الأيام المقبلة.

وأشارت لجنة الانتخابات إلى أنها ستُعلن الكشف الأوّلي بأسماء القوائم والمرشحين يوم 6 نيسان (إبريل) المقبل، ليتاح للمواطنين الاطلاع عليها، وتقديم الاعتراضات أمام اللجنة على أسماء القوائم والمرشحين.

يُشار إلى أنّ الاقتراع في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني سينطلق في 22 أيار (مايو) المقبل.

في غضون ذلك، قال أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح" جبريل الرجوب، الذي جاء إلى مقرّ لجنة الانتخابات المركزية لتسجيل القائمة الرسمية للحركة: إنّ "العملية الديمقراطية ستجري في كلّ الأراضي الفلسطينية، بما فيها القدس".

وأعلن، بحسب ما نقله موقع "العين"، أنّ حركة فتح "تسعى للفوز بالانتخابات بروح الديمقراطية... نحن سنحترم نتيجة الانتخابات، وندعو المجتمع الدولي إلى احترام النتائج والاعتراف بها".

 

قال المرشح على القائمة الجديدة هاني المصري: إنّ هدف القدوة والأخ القائد البرغوثي هو إحداث التغيير الذي يحتاجه الشعب الفلسطيني

 

وأشار الرجوب إلى أنه "سيلي الانتخابات حكومة وحدة وطنية فلسطينية من أجل إنهاء الانقسام الفلسطيني".

وتعليقاً على المنشقين عن الحركة قال الرجوب: إنّ "وجود المرتدّين هنا أو هناك أمر طبيعي"، بحسب قوله.

استبشار أوروبي دون مراقبة

في غضون ذلك، أعلنت المتحدثة باسم الممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، نبيلة مصرالي، عن تعذّر إرسال بعثة أوروبية إلى فلسطين لمراقبة الانتخابات البرلمانية المقبلة.

وقالت مصرالي: إنّ "إسرائيل لم تُعط للأوروبيين إذناً بالعبور إلى أراضي السلطة لنشر أعضاء البعثة، كما كان مقرراً منذ 8 شباط (فبراير) الماضي، ورغم طلباتنا واتصالاتنا المتكررة لم نتلقَّ أيّ جواب"، بحسب ما أورده موقع "روسيا اليوم".

واعتبرت المتحدثة أنّ "عدم إرسال بعثة مراقبة بناء على الطلب الرسمي المقدّم لبروكسل من قبل السلطات الفلسطينية سيؤثر على تقييم الاستحقاق".

اقرأ أيضاً: واشنطن تجدد موقفها من القضية الفلسطينية: هذا هو الحل

ويفكّر الاتحاد، وفق مصرالي، بحلول بديلة، وهو يدعم عمل اللجنة المركزية للانتخابات الفلسطينية ويموّل عملها، ويرى أنّ عدم تجاوب إسرائيل يرتبط بقيود السفر المفروضة ضمن التدابير الوقائية لمحاربة "كوفيد- 19".

وسبق أن رحّب الاتحاد الأوروبي بإعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس بداية العام الجاري عن تنظيم انتخابات تشريعية في 22 أيار (مايو) المقبل، ورئاسية في 31 تموز (يوليو)، والمجلس الوطني في 31 آب (أغسطس) العام الحالي.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية