إغلاق مقار العصائب في العراق.. هل الخزعلي خائف أم مفلس؟

إغلاق مقار العصائب في العراق.. هل الخزعلي خائف أم مفلس؟


10/06/2020

"خوفا من تعرضها إلى الإحراق"، أعلن زعيم ميليشيا "عصائب أهل الحق" العراقية، قيس الخزعلي، إغلاق جميع مقار منظمته المثيرة للجدل والتي يخاف الخزعلي من "تعرضها للتجريم".

وبحسب بيان الخزعلي، فإنه يخشى من "اقتتال داخلي يؤدي إلى تجريم" العصائب وباقي الميليشيات الأخرى.

ويأتي بيان الخزعلي في وقت تزداد المشاعر الرافضة لوجود الميليشيات في العراق، وبعد تعهد رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي بـ"حصر السلاح بيد الدولة"، و "محاربة الخارجين عن القانون".

 

 

وقال الكاظمي في مناسبات متعددة إنه "سيفرض سلطة القانون ويحاسب قتلة المتظاهرين"، وهو تصريح فسره كثيرون بأنه يعني توجها حكوميا لتقليل نفوذ الميليشيات.

وقال الصحفي العراقي سلام محمد لموقع "الحرة" إن "إغلاق مقار العصائب يعني أن الخزعلي لديه مخاوف جدية بشأن احتمالية تعرض عناصره للملاحقة"، مضيفا أن "إغلاق المقار يعني تحول العصائب إلى العمل السري بشكل ما".

ويعرب محمد عن تخوفه من "توتر مضاف إلى المشهد، خاصة بعد الأحداث التي شهدتها محافظة بابل".

وشهدت محافظة بابل العراقية انتقادات واسعة، وتظاهرات أمام أحد مقار عصائب أهل الحق، بعد مقتل متظاهرين على يد مسلحين مجهولين يعتقد المتظاهرون أنهم ينتمون إلى ميليشيا العصائب.

وهددت العشائر في بابل باتخاذ "خطوات لحماية أبنائها من سطوة المسلحين"، وهو مايعني بحسب الصحفي سلام محمد "سلاح العشائر في مواجهة سلاح العصائب، وهذا قد يخيف الخزعلي جدا".

وطلب الخزعلي في بيانه من عناصر الميليشيا "الإبقاء على تواجدهم الميداني"، مما يعني أن نشاطات الميليشيا سيئة السمعة قد تستمر.

وقال الخزعلي إن "فيروس كورونا" هو أحد الأسباب التي دفعته لقرار الإغلاق، لكن محمد يستبعد هذا، مؤكدا أن "الأسباب الأخرى التي تضمنها بيان العصائب أكثر دقة، وخاصة المخاوف من تجريم العصائب".

وحذر بيان الخزعلي من "اقتتال داخلي" يقود إلى تجريم العصائب، لكن هذا غير دقيق بحسب الناشط في التظاهرات العراقية فراس سليم، الذي يقول إن "بقاء عناصر الميليشيا يعني استمرارهم بأداء الأعمال التي كانوا يقومون بها، وهذا يعني أن الخزعلي لا يكترث كثيرا لموضوع الاقتتال الداخلي، لكنه قلق من تجريم الميليشيا وإغلاق المقار سيسمح للعناصر بالعمل بسرية بدون أن تكون هناك أدلة على نشاطاتهم".

ويعتقد الشيخ أسعد الناصري، القيادي السابق في التيار الصدري والناشط في التظاهرات في محافظة الناصرية، أن "العصائب تمر بأزمة مالية بسبب العقوبات التي فرضت على قادتها وبسبب انهيار الوضع الاقتصادي الإيراني".

ودأب الناصري على انتقاد الميليشيات، التي يقول إنها متحكمة بالقرار الأمني ولها نفوذ كبير وسط الأجهزة الأمنية.

 

 

وفرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على زعيم العصائب قيس الخزعلي وشقيقه ليث في السادس من ديسمبر الماضي.

ويقول الشيخ الناصري إن "السبب الثاني قد يكون المخاوف من ضربات أميركية تستهدف المقرات قد تكون نتيجة لمخرجات المفاوضات بتحجيم الميليشيات".

ويتحضر العراق والولايات المتحدة لإجراء مفاوضات لتحديد وضع القوات الأميركية في البلاد، وقد استبقت الميليشيات عقد المفاوضات بإعلان رفضها لعدد من المفاوضين العراقيين الذين وصفتهم بـ"العملاء".

وهذا هو الإعلان الأول من نوعه بالنسبة لمقار ميليشيا العصائب التي لم تغلق حتى خلال فترة الاقتتال الطائفي في العراق، والاقتتال مع ميليشيا جيش المهدي التابعة لمقتدى الصدر قبل أكثر من عقد من السنوات.

وتعرض عدد من مقار ميليشيا العصائب إلى الحرق بشكل متكرر، وخاصة في المحافظات الجنوبية مثل الناصرية وميسان، بعد اتهام المتظاهرين للميليشيا باستهدافهم وقتل عدد منهم بداية التظاهرات التي شهدها العراق.

وقتل قيادي في العصائب مع شقيقه على يد محتجين يعتقد أنهم تابعون للتيار الصدري في ميسان، وتعهد الخزعلي وقتها بـ"الثأر له".

عن "الحرة"



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية