إيران تعزز دور سرايا طلائع الخراساني في سوريا... ما أهدافها؟

 إيران تعزز دور سرايا طلائع الخراساني في سوريا... ما أهدافها؟

إيران تعزز دور سرايا طلائع الخراساني في سوريا... ما أهدافها؟


17/11/2022

عزز "الحرس الثوري" الإيراني دور ميليشيات "سرايا طلائع الخراساني" في محافظة الحسكة بسوريا، لتصبح أداة تستخدمها عند الحاجة ضد قواعد التحالف الدولي. 

ووفقاً لما نقلته صحيفة "النهار العربي" عن مواقع محلية، فقد اتخذ قرار توسيع دورها في الصيف الماضي، وأنشأت أول مقرّ لها في مدينة الحسكة، تمهيداً على ما يبدو لمخطط طويل الأمد يستهدف جعل هذه الميليشيات بمثابة رأس حربة في مواجهة القوات الأمريكية في سوريا، لا سيّما بعد النكسات العديدة التي تعرضت لها في العراق، وأدت إلى اعتقال بعض أبرز قادتها، وافتضاح مشاركتها في قتل المتظاهرين.

إيران أنشأت أول مقرّ للطلائع في الحسكة، تمهيداً لمخطط طويل الأمد يستهدف جعل هذه الميليشيات بمثابة رأس حربة في مواجهة القوات الأمريكية في سوريا

وقد نجحت إيران في افتتاح المقر الأول لـ "سرايا الخراساني" في الحسكة، بعدما تمكنت من استقطاب عدد من قادة الدفاع الوطني إلى صفوف ميليشياتها، وأبرزهم عبد القادر حمو الذي لعب دوراً رئيسياً في إدخال "سرايا الخراساني" إلى الحسكة.

ومؤخراً، بدأت "سرايا الخراساني" بالتجهيز لافتتاح عدد من المقارّ في الحسكة لفتح باب التطوع في صفوفها، وتسعى لاستقطاب مئات الشبّان من مناطق شمال شرقي سوريا وضمهم إلى صفوفها، بحسب ما ذكر موقع "نداء الفرات".  

وأضافت المصادر أنّ اجتماعات مكثّفة تجري حاليّاً في مدينتَيْ دمشق والحسكة لتجهيز المقار الجديدة، والتنسيق لنقل الأسلحة والمعدّات اللوجستية عبر مطار القامشلي في الأيام المقبلة، وذلك بتنسيق مع القيادي في ميليشيات "حزب الله" "الحاج مهدي"، والمشرف على مراكز الحزب في الشرق السوريّ.

تعمل ميليشيات "الخراساني" على تجنيد الشباب السوريين المقيمين في البلاد والعائدين من لبنان، بعد تقديم وعود لهم بعدم تعرض المخابرات السورية لهم عند عودتهم

وتختصّ "سرايا الخراساني" بالطائرات المسيّرة، وقد استخدمتها في العراق لاستهداف القواعد الأمريكية المنتشرة هناك، وكذلك المنطقة الخضراء وسط بغداد، وقد وجّهت إليها اتهامات عديدة بالمسؤولية عن الهجمات التي طاولت هذه الأهداف في الأعوام الماضية.

وتنسّق "السرايا" بشكل حثيث مع مجموعات "حزب الله" اللبناني في سوريا، وذكرت تقارير إعلامية في وقت سابق أنّ الحزب يتولى مهمة تدريب عناصر "سرايا الخراساني" على استخدام الطائرات المسيّرة في مطار الديماس بريف دمشق.

ويعتقد مراقبون للوضع في شرق سوريا أن توسيع نفوذ "سرايا الخراساني" إلى شرق سوريا قد يكون الهدف منه بناء مراكز لتجميع الطائرات المسيّرة التي تمكّن إيران من تهديد مصالح قوات التحالف الدولي، لا سيّما في ظل خوض الميليشيات الإيرانية أكثر من جولة مواجهة وتبادل القصف مع القوات الأمريكية المتواجدة في قاعدتي حقل العمر والتنف.

وتعمل ميليشيات "الخراساني" على تجنيد الشباب السوريين المقيمين في سوريا والعائدين من لبنان، وذلك بعد التنسيق معهم وتقديم وعود لهم بعدم تعرض المخابرات السورية لهم عند عودتهم، ثم بعد ذلك يتم تدريبهم بإشراف مدربين عسكريين إيرانيين، أبرزهم: الحاج جهاد غافر البهام، والحاج أرهان جبريل، والحاج إسلام شاهين.

تختصّ "سرايا الخراساني" بالطائرات المسيّرة، وقد استخدمتها في العراق لاستهداف القواعد الأمريكية المنتشرة هناك، وكذلك المنطقة الخضراء

وتجري الميليشيات تدريبات لعناصرها في معسكرات كثيرة، أهمها: معسكر يعفور التابع للفرقة الرابعة غرب دمشق، ومعسكر مدرسة ميسلون التابع للمخابرات العسكرية بالريف ذاته، ومعسكر السيدة زينب جنوب دمشق، ومعسكر نجها التابع لمخابرات أمن الدولة، إلى جانب معسكر شهيد المحراب ومعسكر الزهراء بمدينة حلب، والتي تخصص مع بقية المعسكرات المذكورة للدورات التدريبية العسكرية والدورات العقائدية على حد سواء، وفق التقرير السابق.

وتُعتبر "سرايا الخراساني" الذراع العسكرية لحزب "الطليعة" الإسلامي في العراق الذي يمتلك عدداً من النواب في البرلمان العراقي. وتعود نشأتها إلى عقود طويلة منذ عام 1986 حيث كانت تنشط تحت اسم "سرايا الكرّار" وتتبع للمجلس الأعلى الإسلامي بقيادة محمد باقر الحكيم، ثم انتقلت للعمل تحت مسمى "سرايا الطليعة" منذ العام 2004.

وقد أخذ الجنرال الإيراني حميد تقوي على عاتقه مهمة إعادة هيكلة هذه المجموعات عام 2013، وباتت تُعرف حالياً بـ "سرايا الخراساني"، وذلك استجابة لأوامر المرشد الإيراني علي خامنئي القاضية بدعم جبهتي سوريا والعراق ضد تنظيم "داعش"، وقد قُتل حميد تقوي عام 2015 بعملية أعلن "داعش" مسؤوليته عنها.

ويبلغ عدد مقاتلي "سرايا الخراساني" في سوريا ما يقرب من (1500) عنصر. وتنتشر في مناطق عدة من دمشق وضواحيها، مثل ضاحية حرستا ودوما وباب توما، إلى جانب مقار كبيرة في السيدة زينب، وفي أحياء الجزماتي والراشدين وبستان القصر والراشدين بمدينة حلب.

وتُتهم "سرايا الخراساني"، مع ميليشيات عراقية أخرى، بقتل نحو (100) متظاهر بنيران قناصة اعتلوا أسطح البنايات المجاورة لساحة التحرير وسط بغداد في مطلع تشرين الأول (أكتوبر) 2019، في محاولة لقمع الحراك الشعبي بتوجيهات من قائد فيلق القدس الراحل قاسم سليماني.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية