اتفاق النفط يظهر الانقسامات في طرابلس والمساعي الحقيقية للإخوان

اتفاق النفط يظهر الانقسامات في طرابلس والمساعي الحقيقية للإخوان


21/09/2020

أرسل، أمس، رئيس المجلس الاستشاري للدولة الليبية، خالد المشري، رجل تركيا في طرابلس، خطاباً لرئيس مجلس وزراء حكومة الوفاق وأعضاء المجلس، يكشف من خلاله رفضه للاتفاق المبرم مع المشير خلفية حفتر لفتح الموانئ النفطية، ويطالبهم بفتح تحقيق عاجل وإرسال نسخة من نتائج التحقيقات إليه.

وقال الإخواني المشري في رسالة وجهها إلى حكومة طرابلس: إنّ "الاتفاق محا اتفاق الصخيرات الموقع عام 2015"، واعتبره "اعتداء على اختصاصات السلطات الشرعية". وطالب بـ"فتح تحقيق عاجل"، ممّا اعتبره مراقبون انقساماً واضحاً في حكومة طرابلس الليبية، ومحاولة عدم حلحلة الأوضاع المتردية في البلاد.

وفي 18 أيلول (سبتمبر) الجاري، أعلن قائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر ونائب المجلس الرئاسي الليبي أحمد معيتيق اتفاقاً من أجل استئناف إنتاج النفط.

خالد المشري يرفض الاتفاق المبرم مع المشير خلفية حفتر لفتح الموانئ النفطية، ويطالب حكومة الوفاق بفتح تحقيق عاجل مع معيتيق

وقال معيتيق في بيان: إنّ الخطوة جاءت "استشعاراً من الجميع بما تمرّ به البلاد من ظروف، وما يتعرّض له المواطن من معاناة، ولتخفيف تلك المعاناة (...)"، التي تفاقمت أخيراً وشهدت البلاد احتجاجات على إثرها.

لكنّ خطوة الاتفاق واجهت معارضة شرسة من كثير من أقطاب حكومة طرابلس، بمن فيهم رئيس الحكومة فايز السراج، بالإضافة إلى الميليشيات، رغم أنّ ذلك يعقد محاولات إخراج البلاد من الأزمة الطاحنة التي تعيشها.

وتبرز أهمية معارضة المشري، واحتمال أن تعرقل الاتفاق الليبي بشأن النفط، في كونه أحد مراكز القوى في حكومة طرابلس، فهو رئيس ما يُسمّى "المجلس الأعلى للدولة"، الذي لا يمكن إصدار القرارات إلا بالرجوع إليه.

وقد استقال المشري شكلياً من حزب العدالة والبناء الإخواني، بعد أن شارك في تأسيسه، مع أنه ظلّ مرتبطاً فكرياً وتنظيمياً بالإخوان، ويُعدّ رجل تركيا الأوّل في طرابلس.

فلا يكاد المشري، السياسي البارز، يغيب عن أيّ خبر يربط أنقرة بطرابلس، وكثيراً ما تترك له حكومة السراج مهامّ اللقاءات الحساسة مع القادة الأتراك.

وكان حفتر ومعيتيق قد أعلنا يوم الجمعة الماضي اتفاقاً ينصّ على استئناف إنتاج النفط بعد نحو 250 يوماً من الإغلاق، ممّا كبّد البلاد خسائر فادحة.

وتملك ليبيا ثروة نفطية هائلة، وتحتلّ المرتبة الخامسة عربياً من حيث احتياطي النفط، ويمثل النفط نحو 95% من إجمالي الإيرادات في البلاد، وقد تخطّت إيراداته العام الماضي 22 مليار دولار.

وتستخدم حكومة طرابلس معظم هذه الإيرادات في دعم وتمويل الميليشيات الموالية لها.

وقد خسرت ليبيا إيرادات نفطية بنحو 9 مليارات و600 مليون دولار منذ 18 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، وفقاً لآخر بيانات المؤسّسة الوطنية للنفط في ليبيا.

الصفحة الرئيسية