احتجاجات الأحواز تتواصل تنديداً بسياسات نظام الملالي.. ما الجديد؟

احتجاجات الأحواز تتواصل تنديداً بسياسات نظام الملالي.. ما الجديد؟


15/05/2022

شهدت عدة مدن في إقليم الأحواز مؤخراً موجة جديدة من الاحتجاجات العنيفة والمتصاعدة على خلفية تردي الأوضاع الاقتصادية والمجتمعية، خاصّة في ظل ضعف القدرة الشرائية للمواطنين؛ نتيجة القفزات المتكررة في الأسعار، وتراجع العملة المحلية أمام الدولار، بالإضافة إلى كون المنطقة تقع تحت وطأة التهميش وغياب التنمية من قبل نظام الملالي، كحال باقي المناطق التي تقطنها الأقليات القومية والدينية والإثنية.

وبحسب شهود عيان من مدينة الخفاجية، فإنّ آلاف المواطنين خرجوا في مظاهرات بوسط المدينة، وفي حي أبو ذر، وردّدوا هتافات ضد ما وصفوه بـ "الاحتلال الإيراني" لمناطقهم، وسياسات الولي الفقيه الاقتصادية التعسفية بحق الأحوازيين.

وذكرت مصادر محليّة أنّ "المتظاهرين خرجوا في مواكب سلمية احتجاجاً على غلاء الأسعار، ورفع الدعم الحكومي عن أنواع الخبز والطحين". لكن سرعان ما عمدت السلطات الإيرانية إلى استخدام الآلة القمعية للسيطرة على الوضع، فضلاً عن تعطيل الإنترنت للتعتيم على الأحداث، واستخدمت الرصاص الحي، وأطلقت النار على المتظاهرين، وخلفت ضحايا في صفوفهم.

استمرار الثورة رغم القمع الإيراني

وأفادت جماعات ناشطة داخل الأحواز، عبر نداءات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، أنّ المظاهرات تتواصل بمدن مختلفة، وأعلنت عن تجمعات مرتقبة في عدد من المدن الأحوازية بهدف توسيع رقعة الاحتجاج.

المتظاهرون خرجوا في مواكب سلمية احتجاجاً على غلاء الأسعار

المركز الإعلامي لجبهة الأحواز أوضح في تصريحات خاصّة لـ"حفريات" أنّ الاحتجاجات انتقلت إلى مدن أخرى في الإقليم، منها مدينة إيذج ومدينة مسجد سليمان. وثمّة أنباء عن احتجاجات مماثة مدنية في المحمرة، وباب هاني، تزامناً مع ما يجري في باقي مدن الإقليم.

ووفق المركز الإعلامي، فإنّ المحتجين رفعوا شعارات تبدي الانزعاج من النظام الإيراني، وردّدوا شعار "الموت للديكتاتور".

 

وجدان عبد الرحمن: الاحتجاجات لم تتوقف في إيران، فهي تقع كل يوم، سواء حدثت من جانب الطلاب والعمال وقطاع النفط، أو موظفي المحاكم  وغير ذلك

 

وتشهد إيران بشكل عام ارتفاعاً غير مسبوق في أسعار الخبز والمواد والسلع الأساسية، وباقي مشتقات القمح خلال الفترة الماضية، وذلك عقب إجراءات اتخذتها الحكومة خلال الشهر الجاري برفع الدعم الحكومي عن تلك السلع الأساسية، وتحديد حصة معينة لشراء الخبز وباقي مشتقات القمح.

ومنذ العام 2017، تشهد إيران احتجاجات واسعة جداً على ارتفاع الأسعار، أبرزها احتجاجات  تشرين الأول (أكتوبر) العام 2019، بسبب ارتفاع أسعار الوقود، التي راح ضحيتها أكثر من (1000) شخص، بالإضافة إلى آلاف الجرحى والمعتقلين، إذ كانت نقطة مركزية في تاريخ الانتفاضات خلال العقود الـ4 الماضية، وشكّلت عقبة كبيرة جداً بوجه النظام الإيراني الديكتاتوري.

إقصاء وتهميش للشعب الأحوازي

وجدان عبد الرحمن، الكاتب والمحلل المختص في الشأن الإيراني، يشير في تصريحات خصّ بها "حفريات" إلى أنّ الاحتجاجات لم تتوقف في إيران؛ إذ إنّها تقع كل يوم، سواء حدثت من جانب الطلاب والعمال وقطاع النفط، أو موظفي المحاكم وغير ذلك، لافتاً إلى أنّه فيما يتعلق بالاحتجاجات الأخيرة، التي انطلقت في المدن العربية جنوب إيران، فإنّ هذه المظاهرات لها خلفيات كثيرة، ترتبط بالحالة الديموغرافية للمنطقة، وتأثيرات أخرى؛ منها الجغرافيا السياسية، فهي منطقة عربية خالصة على الحدود الإيرانية.

تشهد إيران بشكل عام ارتفاعاً غير مسبوق في أسعار الخبز والمواد والسلع الأساسية

ويتابع عبد الرحمن بوله: إنّ المتغير الرئيسي الذي فرض نفسه مؤخراً كان مع تحرك النظام الإيراني لإنشاء عدد من شركات النفط في هذه المنطقة، دون أن يوظف أيّاً من سكانها، وقام باستقدام العمال والموظفين من المناطق الفارسية، ممّا دفع نحو الاحتجاجات، التي وصلت إلى بؤرة الانفجار في وجه النظام مؤخراً.

ويضيف المحلل السياسي في الشأن الإيراني أنّ هذه الاحتجاجات ترتكز على (3) عوامل رئيسية: أولها الفقر والحرمان، اللذان عانى منهما المواطن، وذلك إلى الحدّ الذي وصل حتى العجز عن شراء الخبز، حسب توصيفه.

ثانياً: وجود معارضة حقيقية في إيران، حتى أنّ جريدة الجمهورية الإسلامية، التابعة للتيار الإصلاحي، طالبت إبراهيم رئيسي بالتنحي عن السلطة.    

ثالثاً: العامل الخارجي، ويتمثل ذلك في كون إيران تحركت كثيراً ضد عدد من الدول، ولذلك ستجد أنّ الجميع يضغط على طهران أيضاً في السبيل نفسه.

فاروق الأحوازي: الاحتلال الإيراني يرسل تعزيزات أمنية مدعمة بالقوات الخاصّة من المدن الفارسية

 

من جانبه، أشار فاروق الأحوازي، عضو المكتب الإعلامي للجبهة الشعبية الديمقراطية الأحوازية، في تصريحات خاصّة لـ"حفريات" إلى أنّ "الاحتلال الإيراني" يرسل تعزيزات أمنية مدعمة بالقوات الخاصّة من المدن الفارسية، كمدينة شيراز، وكرمان، وأصفهان، إلى الأحواز المحتلة، لقمع المتظاهرين السلميين، للحدّ من انتشار التظاهرات إلى داخل العمق الإيراني، والمناطق غير الفارسية، مثل؛ كردستان، وبلوشستان، وأذربيجان الجنوبية.

وأردف قائلاً: "تمّ إرسال العديد من التقارير إلى الدول العربية، ومنظمات حقوق الإنسان، وقادة الفصائل من الشعوب غير الفارسية المحتلة من قبل إيران". وأضاف: "عدد الضحايا وصل حتى يوم الأحد 8 أيّار (مايو) الجاري إلى (30) شخصاً، بالإضافة إلى إصابة أكثر من (100) شخص، فضلاً عن اعتقالات واسعة في صفوف المتظاهرين.

الثوار في مواجهة عناصر الباسيج

وأشار بيان المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية إلى أنّه في مساء يوم الجمعة، 6 أيار (مايو) الجاري، نظّم المواطنون تجمعات متفرقة في أجزاء مختلفة من المدينة، ثم ساروا في اتجاه وسط المدينة. وفي مدينة إيذه نزل الناس إلى الشوارع مساء في الليلة نفسها، مرددين هتافات: "خامنئي قاتل، حكمه باطل"، وهتفوا بالموت لرئيسي، وصادر المتظاهرون في بلدة إيذه مستودعاً للطحين، كانت "مافيا خامنئي" قد خزنته.

وتابع البيان: "تحسباً من تصعيد المتظاهرين لنسق الاحتجاجات، نشر النظام قطعان الحرس الثوري (الباسيج)، وقوات الأمن والاستخبارات في الشوارع من جهة، وقام بقطع الإنترنت في معظم مدن خوزستان من جهة أخرى، ومع ذلك، تابع المتظاهرون مساء احتجاجاتهم على نطاق واسع".

نظّم المواطنون تجمعات متفرقة في أجزاء مختلفة من المدينة

صباح يوم السبت 7 أيّار (مايو) الجاري قام أصحاب الماشية في مدن مختلفة، بما في ذلك قزوين، وخراسان رضوي، وقم، وشيراز، ومشهد، وشاهرود، وكرمان، وأصفهان، ويزد، وأراك، بتنظيم احتجاجات أمام مبنى إدارة الزراعة في المحافظات للاعتراض على ارتفاع تكلفة المدخلات الحيوانية والأعلاف والمواد اللازمة للمواشي، وإهمال وكلاء النظام.

صلاح أبو شريف: ثمّة ثورة ومقاومة مستمرة وممتدة ضد الاحتلال الإيراني الغاشم منذ العام 1925، وتظهر في صورة انتفاضات متقطعة عبر فترات، ومن خلال هبات في عدة مناطق ولأسباب مختلفة ومتباينة

وكان مربو الماشية في شيراز قد كتبوا في لافتة: "قاليباف رئيسي، هذه هي الرسالة الأخيرة، مربو الماشية المفلسون، مستعدون للنهوض".

ويشير صلاح أبو شريف، أمين عام الجبهة الشعبية الديمقراطية الأحوازية، في تصريحات خاصة لــ "حفريات" إلى أنّ ثمّة ثورة ومقاومة مستمرة وممتدة ضد الاحتلال الإيراني الغاشم، منذ العام 1925، وتظهر في صورة انتفاضات متقطعة عبر فترات، ومن خلال هبات في عدة مناطق ولأسباب مختلفة ومتباينة، يعبّر من خلالها الشعب الأحوازي عن رفضه للاحتلال وممارساته الإجرامية، وما نشاهده اليوم في مدن الأحواز الغربية، وخاصة العاصمة، وكذلك مدن الأحواز الساحلية، هو استمرار لانتفاضة الأحواز العارمة، التي بدأت في عيد الفطر المبارك؛ للتعبير عن هوية الأحواز العربية، لطرح مطالب الحياة اليومية والعاجلة كتأمين الحدّ الأدنى من مقومات الحياة للمواطنين الأحوازيين.

مواضيع ذات صلة:

بالفيديو.. الأمن الإيراني يشن حملة اعتقالات عشوائية في الأحواز

إيران تحاكم القيادي الأحوازي الذي سلمته تركيا.. هذه التهم الموجهة إليه

انفجار في محطة وقود بمدينة الأحواز جنوب إيران



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية