الأتراك يدخلون دائرة الهجرة غير الشرعية هرباً من أردوغان ونظامه

الأتراك يدخلون دائرة الهجرة غير الشرعية هرباً من أردوغان ونظامه

الأتراك يدخلون دائرة الهجرة غير الشرعية هرباً من أردوغان ونظامه


07/12/2022

يتزايد بشكل مطّرد عدد الأتراك الراغبين في الهجرة من بلادهم؛ بسبب الملاحقات الأمنية والتضييق على الحريات أو الأوضاع المعيشية الصعبة، أو الفقر والبطالة، أو حتى البحث عن حياة أفضل، بعد أن فقدت شرائح واسعة من المجتمع الأمل في المستقبل، لأنّها تشعر بأنّها مستبعدة من السلطة السياسية التي لا تعاني أيّ أزمات تكابدها شرائح المجتمع المختلفة من مثقفين وفنانين ومفكرين ومزارعين وعمال.

ووفقاً لشبكة "بي بي سي"، فإنّه عند استطلاع آراء المهاجرين الأتراك، فإنّ هناك شبه إجماع على انتقاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بصفته المسؤول عن تطلع الشباب للهجرة، لأنّه يضيّق مجال حرية التعبير، ويقمع المعارضة.

هذا، وبلغ عدد الأتراك الذين هاجروا إلى دول الاتحاد الأوروبي بشكل غير شرعي خلال الأشهر الـ (6) الأولى من العام الجاري (8600) شخص.

ووفقاً لبيانات فرونتكس، المؤسسة المسؤولة عن حماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، فإنّ العديد من الأتراك يفرّون من بلدهم هرباً من الملاحقات الأمنية المتزايدة منذ محاولة انقلاب عام 2016، حيث تعرّض الآلاف للفصل التعسفي من العمل والاعتقال بزعم مشاركتهم في المحاولة الانقلابية الفاشلة، حسبما أوردت وكالة الأنباء الألمانية.

يتزايد بشكل مطّرد عدد الأتراك الراغبين في الهجرة من بلادهم

وبلغ عدد المواطنين الأتراك الذين تم ضبطهم أثناء عبور الحدود المكسيكية بشكل غير قانوني حتى نهاية تشرين الأول (أكتوبر) الماضي (15) ألفاً.     

ويُعدّ المواطنون الأتراك هم ثالث أكبر مجموعة بين أولئك الذين تقدّموا بطلبات للحصول على اللجوء السياسي في ألمانيا، منذ كانون الثاني (يناير) حتى نهاية تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.

المهاجرون الأتراك يجمعون على أنّ أردوغان مسؤول عن هجرتهم، لأنّه يضيّق مجال حرية التعبير ويقمع المعارضة

وفي الفترة نفسها بلغ عدد المواطنين الأتراك الذين طلبوا اللجوء إلى جميع دول الاتحاد الأوروبي ما يقرب من (20) ألفاً، وهذا الرقم يساوي العام الماضي بأكمله.

في السياق ذاته، تشير البيانات الرسمية إلى أنّ أعمار معظم الذين يهاجرون من تركيا تتراوح بين الـ (25 والـ 29) عاماً، حسبما نقلت وكالة الأناضول الرسمية.

وأجّل معهد الإحصاء التركي نشر بياناته الخاصة بالهجرة لعام 2020، وهي البيانات التي كان من المفروض أن تنشر في أيلول (سبتمبر) 2021، لكنّها حتى اللحظة لم يتم الإعلان عنها بتوجيهات من السلطات.

ولكنّ البيانات الخاصة بعام 2019 تشير إلى أنّ أكثر من (330) ألف شخص غادروا البلاد للإقامة في الخارج، وهي زيادة تبلغ 2% عن العام الذي سبقه، ومن المتوقع أن تشير البيانات الجديدة إلى استمرار هذا النهج، وتضاعف الأعداد المتعلقة بالمهاجرين غير الشرعيين.

عدد الأتراك الذين هاجروا إلى دول الاتحاد الأوروبي بشكل غير شرعي يبلغ خلال الأشهر الـ 6 الأولى من العام الجاري 8600 شخص

وكانت صحيفة "دي فيلت" الألمانية قد ذكرت، استناداً إلى تقرير مصنف على أنّه سرّي للمفوضية الأوروبية، أنّ "عدد الذين هاجروا بشكل غير شرعي من تركيا إلى الاتحاد الأوروبي خلال عام 2019 بلغ (70) ألف شخص، من بينهم (67741) شخصاً وصلوا إلى اليونان، و(197) شخصاً إلى بلغاريا، و(1803) أشخاص إلى إيطاليا، و(261) شخصاً إلى قبرص".

هذا، وكانت اليونان قد استقبلت خلال العام الماضي العديد من القوارب التي يبحر بها المئات من المهاجرين الأتراك، واستضافتهم في مخيمات رغم العدائية التي تكنها لنظام العدالة والتنمية على خلفية التنقيب في البحر المتوسط، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الفرنسية.

وكانت اليونان قد زعمت أنّ النظام التركي يقوم بتسهيل عمليات الهجرة غير الشرعية، للأجانب ولمواطنيه، مقابل مردود مادي من المهاجرين، ومكتسبات اقتصادية وسياسية من الدول الأوروبية.

وقال وزير الشؤون البحرية والسياسة في اليونان يانيس بلاكيوتاكيس في مقابلة مع محطة (ريل إف إم) اليونانية قبل نحو شهرين: إنّ المهربين الأتراك المقربين من السلطات يقومون بتنظيم رحلات المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا، وخاصة إلى اليونان، لافتاً إلى أنّ نظام أردوغان لم يتخذ يوماً أيّ إجراء بحقّ المهربين الذين يرسلون المهاجرين غير الشرعيين في قوارب متهالكة، في انتهاك لاتفاق عام 2016 بين أنقرة والاتحاد الأوروبي.

المفوضية الأوروبية: عدد الذين هاجروا بشكل غير شرعي من تركيا إلى الاتحاد الأوروبي خلال عام 2019 بلغ 70 ألف شخص

وكانت البلاد قد أصيبت بصدمة عند اطلاعها على نتائج الاستطلاع الذي أجرته في آب (أغسطس) 2020 جامعة يديتبه في إسطنبول ومؤسسة ماك الاستشارية حول آراء الشباب في الهجرة.

فقد قال 76% من المشاركين في الاستطلاع إنّهم مستعدون للعيش في بلاد أخرى، إذا أتيحت لهم الفرصة لذلك، حتى لو كان ذلك بشكل مؤقت وغير قانوني.

ووفقاً للأكاديمي التركي الخبير في مجال دراسات الهجرة الأستاذ إبراهيم سيركجين، فإنّ موضوع هجرة الأتراك له جوانب اجتماعية وسياسية أيضاً.

وقال لـ "بي بي سي": هناك بما لا يدع مجالاً للشك موجة هجرة جديدة من تركيا، لافتاً إلى أنّ شرائح واسعة من المجتمع فقدت الأمل في المستقبل، لأنّها تشعر بأنّها مستبعدة من السلطة السياسية، وتشمل هذه الشرائح رجال الأعمال والفنانين والمثقفين والمفكرين."



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية