الأردن يشيع شهداء الأمن... وهذه تفاصيل حول الإرهابي قاتل العميد الدلابيح

شيع الأردن أمس (3) شهداء من عناصر الأمن قضوا خلال مداهمة استهدفت مشتبهاً به في مقتل نائب مدير شرطة محافظة معان (جنوب الأردن) خلال الأسبوع الماضي.

وأصدرت مديرية الأمن العام بياناً، نشرته وكالة الأنباء الرسمية (بترا) أمس، ذكرت فيه مقتل كلّ من: النقيب غيث قاسم الرحاحلة والملازم ثانٍ معتز موسى النجادا والعريف إبراهيم عاطف الشقارين، وإصابة (5) آخرين خلال مداهمة مشتبه به بمقتل العقيد عبد الرزاق الدلابيح.

(3) شهداء من عناصر الأمن قضوا خلال مداهمة استهدفت مشتبهاً به في مقتل نائب مدير شرطة محافظة معان الدلابيح

وأوضح البيان أنّ قوة أمنية خاصة قامت صباح أمس بتنفيذ مداهمة لخلية إرهابية في منطقة الحسينية في محافظة معان (218) كلم جنوب عمّان، بعد أن قادت التحقيقات التي قام بها الفريق التحقيقي المكلف بحادثة استشهاد العميد الدلابيح بحصر الاشتباه بمجموعة من الأشقاء من حملة الفكر التكفيري.

وأشار إلى "أنّ القوة الأمنية الخاصة حاصرت مكان وجود المشتبه بهم، وقام أحدهم وفور بدء المداهمة بإطلاق عيارات نارية كثيفة من سلاح أوتوماتيكي باتجاه القوة، وتم تطبيق قواعد الاشتباك معه، ممّا أسفر عن استشهاد (3) من ضباط وأفراد القوة وإصابة (5) آخرين، ومقتل الإرهابي مطلق النار".

وأكّدت المديرية "أنّ المداهمة أفضت إلى إلقاء القبض على (9) أشخاص آخرين مشتبه بتورطهم في القضية، منهم (4) أشقاء للإرهابي و(3) آخرين من أبناء أحدهم، ومعهم شخصان آخران كانا برفقتهم، وضُبط بحوزتهم مجموعة من الأسلحة النارية الأتوماتيكية وكمية كبيرة من الذخيرة".

ولفتت إلى أنّ التحقيقات في قضية استشهاد العميد الدلابيح كانت قد أكّدت من خلال المعلومات والأدلة التي تم جمعها من مسرح الجريمة حصر الاشتباه بتلك المجموعة التي يحمل معظم أفرادها الفكر التكفيري المتطرف.

المداهمة أفضت إلى إلقاء القبض على (9) أشخاص مشتبه بتورطهم في القضية، منهم (4) أشقاء للإرهابي و(3) آخرين من أبناء أحدهم، ومعهم شخصان آخران

وبيّنت مديرية الأمن العام أنّ التحقيقات مع المقبوض عليهم متواصلة، وسيتم الإعلان عن مجرياتها ونتائجها أولاً بأوّل إلى حين إحالة القضية للقضاء.

وأكدت مديرية الأمن في بيانها "أنّها قائمة على واجباتها ومواصلة جهودها في مسيرة الفداء والتضحية وخدمة الأردن العزيز والغالي وأبنائه وحفظ أمنهم، وأنّ دم الشهداء لن يزيدنا إلا صلابة وقوة لمواصلة واجبنا المقدّس والبرِّ بالقسم الذي قطعناه على أنفسنا".

وكان نائب مدير شرطة محافظة معان عبد الرزاق الدلابيح قد تعرّض يوم الجمعة الماضية لعملية اغتيال، خلال التعامل مع "أعمال شغب" شهدتها احتجاجات على ارتفاع أسعار المحروقات، وأصيب رجلا أمن، وفق ما أعلن الأمن العام.

وفور ذلك، صدر أمر ملكي علني ومباشر من العاهل الأردني لجميع أجهزة المنظومة الأمنية يقضي بالقبض على الفاعلين المجرمين. وقال الملك علناً: إنّ "بالنا لن يهدأ قبل القبض على المجرمين الذين قتلوا الشهيد الدلابيح".

وكان وجهاء وأبناء معان قد أصدروا الجمعة بياناً نعوا فيه العقيد الدلابيح مؤكدين "رفضهم واستنكارهم أيّ فعل خارج عن القانون".

وكانت مواقع إلكترونية محلية قد تناقلت أنّ الإرهابي عشريني، يحمل الفكر التكفيري، وأنّ لديه شقيقين انضمّا سابقاً إلى جماعات إرهابية خارج الأردن.

وشهدت محافظات في جنوب الأردن مؤخراً إضرابات سلمية في الغالب، احتجاجاً على ارتفاع أسعار المحروقات، بدأت بسائقي الشاحنات، وانضمّ إليهم سائقو سيارات أجرة وحافلات عمومية، وأغلقت الأسواق والمحلات التجارية الأربعاء الماضي في معان والكرك ومحافظة مأدبا تضامناً مع هذه الحركة.

من جانبها، قدّمت الحكومة بعض الحلول؛ من بينها زيادة أجور الشحن، وتوزيع مبالغ مالية دعماً للأسر الأكثر تضرراً، ولكن يبدو أنّها لم تكن مرضية بشكل كافٍ للمضربين.