الأكراد تحت النيران... هجمات إيرانية ـ تركية عنيفة شمالي العراق

الأكراد تحت النيران... هجمات إيرانية ـ تركية عنيفة شمالي العراق

الأكراد تحت النيران... هجمات إيرانية ـ تركية عنيفة شمالي العراق


21/11/2022

بعد أن عاش خلال العقدين الأخيرين ظروفاً آمنة، مقارنة ببقية محافظات العراق، يدخل اليوم إقليم كردستان العراق الذي يضم المحافظات الرئيسية الـ (3): أربيل ودهوك والسليمانية، بين نيران التهديدات وأعمال القصف شبه اليومي من الجارتين تركيا وإيران.

فقد اشتد القصف على مواقع يتمركز فيها معارضون أكراد في المنطقة الجبلية من إقليم كردستان العراق؛ حيث نفذت تركيا وإيران هجمات عنيفة بالصواريخ والطائرات المسيّرة والمقاتلة شمالي العراق خلال الأيام الـ (4) الماضية، ضمن عمليات أمنية تثير القلق من إمكانية ارتفاع مستويات التصعيد والمواجهة المسلحة.

بعد تركيا... إيران تقصف

إيران التي تتهم أحزاب المعارضة الكردية بالمسؤولية عن تأجيج الاحتجاجات الأخيرة ضد النظام، والتي تجتاح مناطق عدة، شنّت ليل الأحد الإثنين ضربات جديدة استهدفت مجموعات من المعارضة الكردية الإيرانية المتمركزة في كردستان العراق المجاور، وذلك بعد أقلّ من أسبوع على ضربات مماثلة، حسبما أعلن مسؤولون محلّيون.

وأكدت أجهزة مكافحة الإرهاب في كردستان أنّ "الحرس الثوري استهدف مجدّداً أحزاباً كردية إيرانية"، من دون أن تُعطي أيّ حصيلة لهذه الضربات التي شُنّت عند حوالي منتصف الليل.

إيران تتهم أحزاب المعارضة الكردية بالمسؤولية عن تأجيج الاحتجاجات الأخيرة ضد النظام، والتي تجتاح مناطق عدة

وأكّد الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني (أقدم حزب كردي في إيران تأسس عام 1945) على تويتر الإثنين أنّه استُهدِف في موقعَين قرب أربيل بـ "قصف صاروخي وطائرات انتحارية بلا طيار"، وقال: إنّ "تلك الهجمات العشوائية تأتي في وقت يعجز فيه النظام الإيراني عن وقف التظاهرات الجارية في كردستان غرب إيران".

من جهتها، أفادت وكالة الأنباء العراقية الرسمية بـ "تعرّض مقارّ (3) أحزاب إيرانية مُعارضة داخل كردستان لقصف بالصواريخ والطائرات المسيّرة الإيرانية"، وأفادت وسائل إعلام عراقية بسقوط ضحايا جراء القصف، مشيرة إلى أنّ طائرة مسيّرة إيرانية قصفت مخيماً للاجئين الأكراد الإيرانيين في أربيل.

القصف على مواقع يتمركز فيها معارضون أكراد في المنطقة الجبلية من إقليم كردستان العراق

وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال"، فقد نفذت إيران عملية أمنية واسعة في المنطقة الكردية في البلاد بطائرات هليكوبتر وعربات مدرعة، وأطلقت الذخيرة الحية وداهمت المنازل بحثاً عن المعارضين.

قصف تركي عنيف

قبل ذلك أغارت المقاتلات التركية بعشرات الغارات على شمالي العراق وسوريا الأحد، وصفها مسؤولون أتراك بـ "حملة لمكافحة الإرهاب والقضاء على المتشددين" الذين اتُهموا بتدبير هجوم بالقنابل المميتة الأسبوع الماضي في إسطنبول، وفقاً لتقرير لصحفية "نيويورك تايمز".

وأعلنت وزارة الدفاع التركية أمس أنّ سلاح الجو نفذ غارات على مواقع للمسلحين الأكراد في شمال سوريا والعراق، ممّا أسفر عن تدمير (89) هدفاً، رداً على التفجير الذي شهدته إسطنبول قبل أسبوع وأودى بحياة (6) أشخاص وعشرات المصابين.

وقالت في بيان: إنّ الضربات استهدفت قواعد لحزب العمال الكردستاني المحظور ومسلحي وحدات حماية الشعب الكردية السورية التي تعتبرها أنقرة جناحاً لحزب العمال الكردستاني.

وأكدت صحيفة "نيويورك تايمز" مقتل (14) مدنياً ومقاتلاً واحداً في الهجمات التركية، وتعهدت قوات سوريا الديمقراطية بالرد على تركيا، لكنّها لم تذكر متى أو كيف، بالمقابل قالت تركيا إنّها قتلت (20) من مقاتلي الحزب في هجماتها.

تركيا تتهم الأكراد بتدبير هجوم بالقنابل المميتة الأسبوع الماضي في إسطنبول

من جانبه، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان: إنّ من بين القتلى مدنياً واحداً و(14) مقاتلاً من قوات سوريا الديمقراطية، و(12) جندياً من الجيش النظامي السوري.

فرهاد شامي: الضربات التركية دمرت بنى تحتية من بينها صوامع غلال ومحطة كهرباء ومستشفى

وقال متحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية: إنّ الضربات التركية دمرت بنى تحتية من بينها صوامع غلال ومحطة كهرباء ومستشفى. وكتب فرهاد شامي مسؤول المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية على تويتر أنّ (11) مدنياً ومقاتلاً من قوات سوريا الديمقراطية و(2) من الحراس قُتلوا، وفقاً لوكالة "رويترز".

ويتواجد أكراد تركيا في مخيم للاجئين في منطقة مخمور، بين أربيل والموصل، تحت إدارة الأمم المتحدة، وتعتقد تركيا أنّ مقاتلي الحزب ينطلقون من هناك".

عضو في حزب "الاتحاد الوطني" الكردستاني: يبدو أنّ ثمة اتفاقاً بين تركيا وإيران على تضييق الخناق على الجماعات المعارضة لهما الموجودة في كردستان العراق

يُذكر أنّ العلاقات بين سلطات الإقليم ومقاتلي حزب العمال شهدت توتراً منذ أيار (مايو) من عام 2021، إلى درجة الاصطدام أحياناً، وقتل العديد من بيشمركة كردستان (قوى الأمن) في هجمات وكمائن لمسلحي حزب العمال.

وأدى قصف، اتُهمت تركيا بالمسؤولية عنه، استهدف مجمعاً سياحياً في دهوك في تموز  (يوليو) الماضي إلى مقتل وإصابة العشرات من المدنيين، ممّا أثار إدانات عراقية واسعة.

مطالبة كردية بمنع العدوان التركي والإيراني

وحيال الصمت الذي تلوذ به الحكومة الاتحادية في بغداد، دعا النائب الثاني لرئيس البرلمان الاتحادي عن "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، شاخوان عبد الله، الحكومة الاتحادية لمنع العدوان، لافتاً في تصريحات لوسائل إعلام كردية: "يجب على الحكومة العراقية استخدام سلطاتها لمنع العدوان الإيراني والتركي على الأراضي العراقية وإقليم كردستان".

وشدّد على ضرورة تخويل إقليم كردستان لتنبيه المجتمع الدولي بشأن انتهاكات السيادة على أراضي الإقليم، معتبراً أنّ ذلك يتوافق مع الدستور.

 النائب الثاني لرئيس البرلمان الاتحادي عن "الحزب الديمقراطي الكردستاني" شاخوان عبد الله

وقال عضو في حزب "الاتحاد الوطني" الكردستاني لصحيفة "الشرق الأوسط": "لا يلوح في الأفق أيّ إجراء حيال التحركات الإيرانية والتركية، ولم يقم الإقليم سواء في السليمانية أو في أربيل باستعدادات لإمكانية قيام إيران باجتياح أراضيه بذريعة محاربة الأحزاب الكردية المعارضة لطهران".

ويضيف العضو الذي يفضل عدم الإشارة إلى اسمه أنّ "الإقليم يعول على ما يمكن أن تقوم به الحكومة الاتحادية في بغداد، وأيضاً على ما تقوم به واشنطن لردع إيران وتركيا، لكنّ المشكلة أنّ بغداد صامته، وواشنطن لا يهمها كما يبدو إلا قضية النفط وضمان تدفقه".

وتابع أنّ "الإقليم ليس في وسعه القيام بأيّ شيء يردع الاعتداءات الخارجية، ويبدو أنّ ثمة اتفاقاً بين تركيا وإيران على تضييق الخناق على الجماعات المعارضة لهما الموجودة في كردستان العراق".

وتقول "نيويورك تايمز": إنّ الحكومة المركزية العراقية "تريد أن تنزع الجماعات الإيرانية سلاحها".

وأسفرت هجمات بالصواريخ والطائرات بدون طيار على قواعد المعارضين الكرد في نهاية أيلول (سبتمبر) عن مقتل (18) شخصاً على الأقل، بينهم امرأتان وطفل، وفقاً لجماعات المعارضة ومسؤولي المستشفيات.

مواضيع ذات صلة:

- لماذا لا يمكن الوثوق بإيران؟

بعدما اضطهدت الأرمن والأكراد.. تركيا تهجّر السوريين قسرياً



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية