الأكراد يرفضون الرواية الفرنسية... ما علاقة الاستخبارات التركية بهجوم باريس؟

الأتراك يرفضون الرواية الفرنسية... ما علاقة الاستخبارات التركية بهجوم باريس؟

الأكراد يرفضون الرواية الفرنسية... ما علاقة الاستخبارات التركية بهجوم باريس؟


25/12/2022

اتهم أكراد في فرنسا الاستخبارات التركية بالوقوف وراء الهجوم الذي أدى إلى مقتل (3) أكراد في باريس، ويرفضون الرواية الرسمية بأنّ الهجوم نفذه متطرف يميني، وأنّه لا علاقة له بالاغتيال السياسي.  

وقال المجلس الديمقراطي الكردي في فرنسا: إنّه من "غير المقبول" عدم وصف إطلاق النار الذي وقع الجمعة في باريس وأسفر عن مقتل (3) أشخاص وجرح (3) آخرين، بأنّه "هجوم إرهابي".

وصرح المتحدث باسم المجلس أجيت بولات في مؤتمر صحفي في مطعم يبعد (100) متر عن مكان الهجوم: "من غير المقبول عدم الحديث عن الطابع الإرهابي، ومحاولة الإيحاء بأنّه مجرد ناشط يميني متطرف جاء لارتكاب هذا الاعتداء على مقرنا".

أكراد في فرنسا يتهمون الاستخبارات التركية بالوقوف وراء الهجوم الذي أدى إلى مقتل (3)، ويرفضون الرواية الرسمية بأنّ الهجوم نفذه متطرف يميني

وأضاف أنّ "الوضع السياسي في تركيا فيما يتعلق بالحركة الكردية يدفعنا بشكل واضح إلى الاعتقاد بأنّ هذه اغتيالات سياسية"، قبل أن يضيف أنّ المجلس يعتقد أنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والدولة التركية يقفان وراء هذه الاغتيالات.  

ودعا أجيت بولات السلطات الفرنسية إلى "وقف هذه اللعبة الخبيثة"، مشيراً إلى أنّه عبّر للاستخبارات الفرنسية عن "مخاوف" تتعلق بأمن الناشطين الأكراد "قبل (20) يوماً فقط".

وكان منفذ الهجوم البالغ من العمر (69) عاماً قد صرح لشرطي عند توقيفه بأنّه فعل ذلك لأنّه "عنصري"، كما ذكر مصدر قريب من الملف السبت.

وأكد المصدر أنّ المشتبه به الذي تمّت السيطرة عليه قبل تدخل الشرطة، أوقف وبحوزته "حقيبة صغيرة" تحتوي على "مخزنين أو (3) ممتلئة بالخراطيش، وعلبة خرطوش من عيار (45) تحوي (25) خرطوشة على الأقل"، مؤكداً بذلك معلومات نشرتها الأسبوعية الفرنسية "لو جورنال دو ديمانش"، لكن يبدو أنّ هذه المعطيات لم تقنع الأكراد.

وأكدت السلطات الفرنسية أنّ التحقيق كشف حتى الآن أنّ مطلق النار تحرك بمفرده، وأراد "مهاجمة أجانب" على حدّ قول وزير الداخلية جيرالد دارمانان.

من جهته، قال الزعيم الكردي المعتقل صلاح الدين دميرطاش: إنّ الحكومة الفرنسية ملزمة بالكشف عن جميع جوانب هجوم باريس.

المجلس الديمقراطي الكردي: نعتقد أنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والدولة التركية يقفان وراء هذه الاغتيالات

وأوضح دميرطاش، في بيان نشره محاميه على تويتر، أنّ السلطات الفرنسية مسؤولة عن الكشف عن جميع جوانب الهجوم، مؤكداً أنّهم سيتابعون الموضوع.

وأضاف دميرطاش: "أدين الهجوم على المركز الثقافي الكردي "أحمد كايا" في باريس. أقدّم التعازي لأسر الذين فقدوا أرواحهم ولشعبنا، وأتمنى للمصابين الشفاء".

وتشعر المعارضة الكردية التي تتخذ من فرنسا وأوروبا منفى لها هرباً من الملاحقة التركية بخوف شديد من عمليات تنفذها الاستخبارات التركية لتصفيتها.

وقال دافيد إنديك محامي المجلس: إنّ "الجالية الفرنسية الكردية غاضبة وخائفة اليوم".

ويرى مراقبون أنّ مسارعة السلطات الفرنسية باتهام يميني متطرف، رغم الدلائل التي قدّمها المجلس الديمقراطي الكردي، تأتي لمنع أيّ توتر مع الجانب التركي مع تحسن العلاقات بين البلدين، وحاجة فرنسا والغرب لتركيا في خضم الأزمة مع روسيا بسبب اجتياحها لأوكرانيا.

مراقبون: مسارعة السلطات الفرنسية باتهام يميني متطرف، رغم الدلائل التي قدّمها المجلس الديمقراطي الكردي، تأتي لمنع أيّ توتر مع الجانب التركي

وقال مؤسس حزب فرنسا المتمردة اليساري الراديكالي جان لوك ميلانشون الذي كان حاضراً في المؤتمر الصحفي: إنّه لا يؤمن "بالمصادفة عندما يتعلق الأمر باغتيال أكراد في باريس" بعد نحو (10) أعوام على قتل (3) ناشطات كرديات في الدائرة العاشرة في باريس، في عملية يؤكد المجلس الديمقراطي الكردي أنّ للاستخبارات التركية يداً فيها.

وحول ضحايا الجمعة، قال المجلس: إنّ أحدهم فنان كردي لاجئ سياسي و"ملاحق في تركيا بسبب فنه"، والرجل الثاني "مواطن كردي عادي" يتردد على الجمعية "يومياً".

وأضاف أجيت بولات: إنّ المرأة التي قتلت كانت قد تقدمت بطلب للجوء سياسي "رفضته السلطات الفرنسية".

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية