الإخوان المسلمون: اختراق البلديات في تونس وارتباك في الجزائر ومؤامرات في السودان

الإخوان المسلمون: اختراق البلديات في تونس وارتباك في الجزائر ومؤامرات في السودان

الإخوان المسلمون: اختراق البلديات في تونس وارتباك في الجزائر ومؤامرات في السودان


09/02/2023

في تونس، اتّهم الرئيس قيس سعيّد بلدية رادس، بالعمل لصالح حركة النهضة الإخوانية، وذلك بعد أن قام زعيمها، راشد الغنوشي، بزيارتها مؤخراً.

وفي الجزائر، تعيش حركة مجتمع السلم (حمس) الذراع السياسية للإخوان المسلمين، حالة من الارتباك الشديد، في ظل عدم حسم خلافة عبد الرزاق مقري، الرئيس الحالي الذي شارفت ولايته الثانية على الانتهاء.

وفي السودان، يسعى فلول الإخوان إلى تقويض الاتفاق الإطاري؛ عبر خطة ترتكز على تكوين ميليشيات جهوية وقبلية، والمضاربة في أسعار العملة الصعبة، وتأجيج الإضرابات المطلبيّة، فضلاً عن إشعال الصراعات بين مختلف المكونات الاجتماعية.

إخوان تونس وتوظيف البلديات

في أعقاب الانتخابات البرلمانية، واصلت حركة النهضة حملاتها التحريضية ضدّ الرئيس التونسي، قيس سعيّد، بعد أن خرجت الحركة بشكل رسمي من المشهد السياسي التونسي، حيث طالبت في بيان رسمي، باستقالة الرئيس التونسي، وإفساح المجال لإجراء انتخابات رئاسية مبكّرة، زاعمة أنّ البرلمان الجديد لا يعبر عن إرادة الشعب التونسي.

من جهة أخرى، اتّهم الرئيس قيس سعيّد بلدية رادس، بالعمل لصالح حركة النهضة، وذلك بعد أن قام زعيم الحركة، راشد الغنوشي، بزيارتها مؤخراً، قبل أن توضح البلدية المذكورة أنّ الزيارة كانت بهدف القيام بإجراءات إدارية، ولا تحمل أيّ دلالات سياسية.

واصلت حركة النهضة حملاتها التحريضية ضدّ الرئيس التونسي، قيس سعيّد

الرئيس التونسي طالب بالحفاظ على "حياد الإدارة حياداً كاملا". وكشف عن "انحراف عدد من المسؤولين عن ضوابط الحياد، كما حصل بإحدى الضواحي الجنوبية، حيث تم تنظيم اجتماع لا علاقة له بالعمل البلدي".

وأكد سعيّد أنّ "التدبير الحر؛ الذي تنص عليه مجلة الجماعات المحلية، هو تدبير للشؤون المحلية، وليس تدبيراً لفائدة جهة سياسية بعينها". لافتاً في الوقت ذاته إلى أنّ "مقرات البلديات، ليست مقرات لمكاتب الأحزاب".

من جهتها، أصدرت بلدية رادس، بياناً رسمياً للرد على الرئاسة التونسية، زعمت فيه أنّ زيارة الغنوشي إلى مبنى البلدية، تأتي في إطار "إيداع نموذج إمضاء لفائدته الشخصية، وهي خدمة بلدية منظمة حسب القانون 103 لعام 1994، والمنشور 33 لعام 1995؛ المتعلق بالخدمات المتعلقة بالتعريف بالإمضاء والإشهاد، بالمطابقة للأصل، والمصادقة على الوثائق الإدارية". مؤكدة على انتهاجها الحياد التام، وأنّ "وجود أيّ شخصية سياسية أو عامة في البلدية، لا صلة له بالشأن السياسي، وإنّما يندرج في إطار العمل البلدي العادي".

أكدت تقارير أنّ حركة النهضة تسعى تجاه توظيف البلديات لخدمة أجندتها الحزبية في ظل وجود عدد كبير من البلديات التي تشغلها شخصيات محسوبة على الحركة

وفي السياق نفسه، أكدت تقارير أنّ حركة النهضة تسعى تجاه توظيف البلديات لخدمة أجندتها الحزبية، في ظل وجود عدد كبير من البلديات، التي تشغلها شخصيات محسوبة على الحركة.

جدير بالذكر أنّ الرئيس التونسي أقال قبل عدة أشهر رئيس بلدية بنزرت (شمال)، كمال بن عمارة، المحسوب على حركة النهضة، بعد خلافه مع والي المدينة، سمير عبد اللاوي، وذلك في إطار خطة سعيّد لتطهير الإدارة المحلية من هيمنة حركة النهضة.

 خلافة مقري تربك إخوان الجزائر

تعيش حركة مجتمع السلم (حمس)، الذراع السياسية للإخوان المسلمين في الجزائر، حالة من الارتباك الشديد، في ظل عدم حسم خلافة عبد الرزاق مقري، الرئيس الحالي الذي شارفت ولايته الثانية على الانتهاء.

ومن المقرر أن يختار المؤتمر العام المقرر في 16 آذار (مارس) المقبل، الرئيس الجديد للحركة، وسط محاولات من أنصار مقري لتعديل اللائحة الداخلية، والسماح له بالترشح لولاية ثالثة، بينما تتأهب بعض الشخصيات داخل الحزب للإعلان عن رغبتها في الترشح، حيث بدأت حملة انتخابية داخلية، للفوز بالمقعد مع احتدام معركة الكواليس، داخل الحزب الذي يحوز أكبر كتلة نيابية معارضة في البرلمان (69 نائباً).

عبد الرزاق مقري

وباستعراض الخريطة التنافسية، ينحصر الصراع بين كتلتين من القيادات، يقود الأولى رئيس الحركة الحالي عبد الرزاق مقري، الذي ربما يدفع بمرشح مقرب منه، في حال عدم تعديل اللائحة، هو الأمين الوطني للتنظيم في الحزب، عبد العالي حساني. وفي المقابل، تبرز الكتلة التي يتزعمها عبد المجيد المناصرة، وزير صناعة سابق، والذي ترأس الحركة، لفترة قصيرة، قبيل مؤتمر إعادة توحيدها في العام 2017، بعد انشقاقه مع مجموعة من القيادات، في العام 2008. والذي أعلن رسمياً، الأحد الماضي، عن عزمه الترشح لرئاسة الحركة، لافتاً إلى أنّ قراره يأتي "استجابة لمطلب عدد مقنع من قيادات وإطارات ومناضلي الحركة".

إخوان السودان وخطة تقويض الاتفاق الإطاري

تقوم استراتيجية فلول جماعة الإخوان في السودان، على طرق جميع الأبواب؛ بهدف إفشال الاتفاق السياسي، وعرقلة أداء الحكومة القادمة، عبر خطة ترتكز على تكوين ميليشيات جهوية وقبلية، والمضاربة في أسعار العملة الصعبة، وتأجيج الإضرابات المطلبية، فضلاً عن إشعال الصراعات بين مختلف المكونات الاجتماعية.

من جهته، أكد ياسر عرمان، المتحدث الرسمي باسم قوى الحرية والتغيير، ورئيس الحركة الشعبية (التيار الثوري الديمقراطي) في السودان، أنّ العملية السياسية وصلت إلى مرحلة اللاعودة، وأنّها قطعت الطريق على أحلام الإخوان في العودة إلى الحكم.

يسعى فلول الإخوان في السودان إلى تقويض الاتفاق الإطاري عبر خطة ترتكز على تكوين ميليشيات جهوية وقبلية والمضاربة في أسعار العملة الصعبة، وتأجيج الإضرابات المطلبيّة وإشعال الصراعات بين مختلف المكونات الاجتماعية

عرمان رحّب في حوار صحفي مع الاتحاد، بخطاب المكون العسكري مع مطالب المدنيين، ووصفه بالخطاب المتناغم. قائلاً: "يجب أن نمضي سوياً للأمام، بدعم شعبي واسع". ولفت إلى أنّ الإصلاح الأمني والعسكري، هو أهم القضايا المطروحة للنقاش؛ من أجل التوصل إلى اتفاق نهائي، بوصفه شرطاً ضرورياً لتحقيق العدالة في السودان. مضيفاً: "العملية السياسية وصلت مرحلة اللاعودة، وهي مرحلة مهمة جداً، بعد الاتفاق الإطاري قوة الدفع بدأت تتناقص، وبإعلان تدشين المرحلة النهائية للعملية السياسية، قمنا بشحن طاقتنا برصيد جديد؛ لإكمال الاتفاق بشكله النهائي، وأعتقد أنّنا وصلنا مرحلة اللاعودة، لن يكون هناك أيّ رجوع أو نكوص عما بدأنا به في الاتفاق الإطاري، وقد عبرت القوى المدنية والعسكرية بتناغم؛ عن ضرورة استعادة الحكم المدني واستدامته".

مواضيع ذات صلة:

الإخوان المسلمون: مثول أمام القضاء في تونس، وحبس صحافي في الجزائر، والمزيد من التشظي في المغرب

الإخوان المسلمون: قرارات قضائية في تونس ومزايدات في الجزائر وأزمة في المغرب

الإخوان المسلمون: مناوشات في تونس ودعم للفساد في الجزائر وتهريب أموال في ليبيا



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية