الإخوان المسلمون: مواصلة السقوط في تونس واستبداد في الجزائر وصدام مع القصر في المغرب

الإخوان المسلمون: انزلاق نحو الهاوية في تونس واستبداد في الجزائر وصدام مع القصر في المغرب

الإخوان المسلمون: مواصلة السقوط في تونس واستبداد في الجزائر وصدام مع القصر في المغرب


22/03/2023

في تونس، تواصل حركة النهضة الإخوانية البحث عن موضع قدم في المشهد السياسي، حيث أعلنت الحركة عدم اعترافها بالبرلمان الجديد، المنبثق عن الانتخابات التشريعية الأخيرة.

وفي الجزائر، فضح اختيار الرئيس الجديد لحركة مجتمع السلم (حمس) استبداد مجموعة عبد الرزاق مقري الرئيس السابق، وهيمنتها على الذراع الإخوانية.

أما في المغرب، فهاجم الديوان الملكي المغربي بيان حزب العدالة والتنمية (المصباح)، الذراع السياسية للإخوان، بشأن العلاقات بين المغرب وإسرائيل، مؤكداً أنّه تضمن تجاوزات غير مسؤولة، ومغالطات خطيرة.

إخوان تونس ومواصلة السقوط

في تونس، تواصل حركة النهضة الإخوانية مقارعة طواحين الهواء، بعد أن أصبحت خارج المشهد السياسي تماماً. وفي هذا الصدد أعلنت الحركة عدم اعترافها بالبرلمان الجديد المنبثق عن الانتخابات التشريعية الأخيرة، والذي بدأ في عقد جلساته، ولأول مرة بدون الإخوان، منذ قيام ثورة كانون الثاني (يناير) 2011.

كتلة النهضة في البرلمان المنحل، قالت في بيان حمل توقيع رئيسها عماد الخميري: إنّها "لا تعترف بمجلس نيابي، فاقد للمشروعية، انبثق عن انتخابات قاطعها ما يزيد عن 90% من التونسيين". بحسب مزاعم البيان، الذي أكد تمسك الحركة بدستور 2014.

من جهة أخرى، قالت حركة النهضة التونسية الأربعاء الماضي: إنّ الحرس الوطني في ولاية بن عروس، جنوب العاصمة تونس، اعتقل مسؤول الإعلام في الحركة عبد الفتاح التاغوتي. وقالت الحركة: "تمّ ليلة البارحة اعتقال الأخ في حركة النهضة عبد الفتاح التاغوتي من قبل دورية تابعة للحرس الوطني، من ولاية بن عروس".

 تواصل حركة النهضة الإخوانية البحث عن موضع قدم في المشهد السياسي

وشجبت النهضة ما وصفته بـ "الاعتقال الظالم"، وعبّرت عن تضامنها الكامل مع التاغوتي، داعية إلى "إطلاق سراحه فوراً". وجدّدت الحركة تنديدها بما وصفته بـ "حملة الاعتقالات العشوائية، التي ما تزال تتوسّع".

رئيس جديد لحزب إخوان الجزائر

زكّى أعضاء مجلس الشورى، التابع لحركة مجتمع السلم (حمس)، الذراع السياسية لإخوان الجزائر، عبد العالي حساني شريف، رئيساً جديداً للحزب، خلفاً لعبد الرزاق مقري الذي انتهت ولايته الثانية.

حساني لقي دعماً كبيراً من أعضاء المكتب الوطني، المحسوبين على جناح عبد الرزاق مقري، بوصفه كاتم أسرار الأخير، بينما نجح الجناح الموالي لمقري في إقصاء المرشح الثاني، وزير الصناعة السابق عبد المجيد مناصرة، الذي سعى نحو تجديد دماء الحركة في مواجهة التيار التقليدي، وهو ما أزعج أنصار مقري الذين اصطفوا خلف حساني، ووجهوا اتهامات غير مسبوقة لمناصرة.

مناصرة: سبق أن عبّرت عن نيتي في الترشح لرئاسة الحركة، ولمّا لم تتوفر سبل تحقيق ذلك بالشكل الذي يلائم ما أنا مقتنع به، فضلت عدم تحويل النية إلى فعل أثناء انعقاد مجلس الشورى الوطني

عبد المجيد مناصرة فضح حالة الاستقطاب والإقصاء داخل حمس، في صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، متسائلاً: "كيف يقال إنّها محسومة ولم يلتئم انعقاد المؤتمر؟ فهل تحوّل المؤتمر السيد إلى مؤتمر واجهة، أو مؤتمر موجه؟ وكيف يقال إنّها محسومة، والشورى لم تتم بعد، هل تحولت الشورى إلى معلمة وديكور؟".

عبدالعالي حساني لقي دعماً كبيراً من أعضاء المكتب الوطني

ومع انتظام أعمال اليوم الأول للمؤتمر العام لحركة مجتمع السلم، انسحب عبد المجيد مناصرة صامتاً، وغادر قاعة المؤتمر العام دون أن يدلي بأيّ تصريح، بعدما تأكد أنّ الأمور استقرت نحو اختيار حساني، رجل مقري وظله المخلص، بعد الاجتماع السري لأعضاء مجلس الشورى الجدد، قبل أن يعلن انسحابه عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) قائلاً: "سبق أن عبّرت عن نيتي في الترشح لرئاسة الحركة، ولمّا لم تتوفر سبل تحقيق ذلك بالشكل الذي يلائم ما أنا مقتنع به، فضلت عدم تحويل النية إلى فعل أثناء انعقاد مجلس الشورى الوطني".

إخوان المغرب واحتواء المواجهة مع القصر

هاجم الديوان الملكي المغربي بيان حزب العدالة والتنمية (المصباح)، الذراع السياسية للإخوان، بشأن العلاقات بين المغرب وإسرائيل، مؤكداً أنّه تضمن تجاوزات غير مسؤولة، ومغالطات خطيرة.

الديوان الملكي المغربي قال: إنّ الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية أصدرت مؤخراً بياناً يتضمن بعض التجاوزات غير المسؤولة والمغالطات الخطيرة، فيما يتعلق بالعلاقات بين المملكة المغربية ودولة إسرائيل، وأكد بيان الديوان الملكي أنّ "موقف المغرب من القضية الفلسطينية لا رجعة فيه، وهي تُعدّ من أولويات السياسة الخارجية للملك، أمير المؤمنين رئيس لجنة القدس، الذي وضعها في مرتبة قضية الوحدة الترابية للمملكة".

الديوان الملكي المغربي: الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية أصدرت مؤخراً بياناً يتضمن بعض التجاوزات غير المسؤولة والمغالطات الخطيرة، فيما يتعلق بالعلاقات بين المملكة المغربية وإسرائيل

ولفت بيان القصر إلى أنّ السياسة الخارجية للمملكة هي من اختصاص الملك، بحكم الدستور، ويدبرها بناء على الثوابت الوطنية والمصالح العليا للبلاد، وفي مقدمتها قضية الوحدة الترابية.

ويبدو أنّ حزب العدالة والتنمية أسقط في يده، على إثر بيان الديوان الملكي الغاضب، حيث أصدر المصباح بياناً، حمل توقيع الأمين العام للحزب عبد الإله بن كيران، الذي حاول احتواء الموقف، وقال الحزب الإخواني إنّه تلقى "بكل ما يليق من تقدير، البلاغ الصادر من الديوان الملكي، باعتبار مكانة جلالة الملك، حفظه الله، وانطلاقاً ممّا يكنّه الحزب لجلالته من توقير واحترام". وأكد المصباح أنّه "لا يجد أيّ حرج في تقبل ما يصدر عن جلالته من الملاحظات والتنبيهات، انطلاقاً من المعطيات المتوفرة لديه، وباعتباره رئيس الدولة، وممثلها الأسمى، ورمز وحدة الأمّة، وضامن دوام الدولة واستمرارها".

هاجم الديوان الملكي المغربي بيان حزب العدالة والتنمية (المصباح)

الأمانة العامة حاولت نفي تدخلها في الاختصاصات الدستورية للملك، وأدواره الاستراتيجية، وأكدت أنّها تثمّن مجهوداته داخلياً وخارجياً للدفاع عن المصالح العليا للوطن. وزعمت أنّ ممارسات الحزب ومواقفه وبلاغاته مقيدة بما يخوله الدستور لأيّ حزب سياسي، من كون الأحزاب تؤسس وتُمارس أنشطتها بحرية في نطاق احترام الدستور والقانون، وفي إطار حرية الرأي والتعبير المكفولة بكل أشكالها بمقتضى الدستور. مدعية في الوقت نفسه أنّ بيانها الأخير لا يخرج عن مواقف الحزب الثابتة في دعم القضية الفلسطينية، ورفض التطبيع، وهو ما يعبّر عنه الحزب باستمرار وفي كل مناسبة عبر مؤسسات الحزب وهيئاته، وفي إطار الإجماع الوطني، وأنّه بلاغ يأتي في سياق تفاعل الحزب المباشر مع تصريحات وزير الشؤون الخارجية، باعتباره عضواً في الحكومة، يخضع كباقي زملائه في الحكومة للنقد والمراقبة.

الأمانة العامة للمصباح حاولت تجاوز الردّ الملكي الصارم، لتدين ما سمّته بـ "الحملة التي انخرطت فيها مجموعة من المواقع والأقلام، في استغلال مقيت لبلاغ الديوان الملكي، وفي مخالفة صريحة للقانون ولأخلاقيات العمل الصحفي؛ بهدف الإساءة لحزب سياسي وطني".

مواضيع ذات صلة:

الإخوان المسلمون: عكس التيار في تونس وانتهازية في المغرب واستقالة مدوية في موريتانيا

الإخوان المسلمون: حصار في تركيا ومسيرة للعنف في ماليزيا ومناوشات في المغرب

الإخوان المسلمون: تفجير المشهد في المغرب واحتجاجات في اليمن وسرقة الأراضي في غزة



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية