الإخوان في باكستان.. انتهازية المواقف وتبدل الأدوار

الإخوان في باكستان.. انتهازية المواقف وتبدل الأدوار

الإخوان في باكستان.. انتهازية المواقف وتبدل الأدوار


23/11/2022

في تطور لافت في المواقف السياسية، قام سراج الحق أمير الجماعة الإسلامية، الذراع السياسية للإخوان في باكستان، بزيارة رئيس الوزراء السابق وزعيم حركة الإنصاف عمران خان.

وصل وفد من الجماعة الإسلامية بقيادة سراج الحق إلى حديقة زمان في لاهور، للقاء عمران خان، في التاسع من تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، إثر إصابة الأخير جراء تعرضه لمحاولة اغتيال. في 3 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، في وزير أباد خلال المسيرة الطويلة التي نظمها حزب حركة الإنصاف.

وفي أعقاب الاجتماع مع عمران خان، قال سراج الحق لوسائل الإعلام، إنّنا جئنا اليوم لزيارة عمران خان، ونصلي من أجل شفاء رئيس حركة الإنصاف، لافتاً إلى قيام الطرفين بمناقشة عدد من القضايا الداخلية والوضع السياسي في اللقاء، حيث قال: "أينما يجلس السياسيون، تتم مناقشة أمور السياسة دائماً".

جدير بالذكر أنّ سراج الحق طالما هاجم عمران خان أثناء رئاسته للوزراء، ووصف حكمه بـ"نظام المافيا"، واتهمه بـ"الخروج عن تعاليم الإسلام، والذهاب بالبلاد إلى هاوية اقتصادية سحيقة".

الانتخابات هاجس الإخوان

زعيم الإخوان انتهز الفرصة ليؤكد أنّ موقف الجماعة الإسلامية من الإصلاحات الانتخابية واضح، مطالباً جميع الأحزاب السياسية بمناقشة الإصلاحات الانتخابية. وقال إنّ الإصلاحات الانتخابية ضرورية قبل الانتخابات، فبدون الإصلاحات الانتخابية تصبح الانتخابات مثيرة للجدل، وطالب سراج الحق خلال حديثه مع وسائل الإعلام، بضرورة تبني مبدأ التمثيل النسبي في البلاد.

زار سراج الحق أمير الجماعة الإسلامية، الذراع السياسية للإخوان في باكستان، رئيس الوزراء السابق وزعيم حركة الإنصاف عمران خان

سراج الحق قال إنّ النظام الانتخاباتي الحالي يجعل البلاد رهينة لمن يملك وينفق المال، مطالباً المؤسسة العسكرية بالحياد، وذلك عن طريق صنع آلية شفافة، قائلاً إنّ مفوضية الانتخابات ضعيفة والجميع يستخدمها. وأضاف: "ستكون هناك احتجاجات، ولن يقبل أحد الانتخابات دون إصلاحات انتخابية، نحن الطرف المتضرر في هذا الأمر، سأتحدث إلى كل الأطراف، كل الأحزاب المنضمة إلى الحكومة، فالخسارة للشعب فقط، حتى بعد الصراع السياسي، الانتخابات هي السبيل الوحيد".

وبحسب موقع "جيو نيوز" الناطق باللغة المحلية، فقد ناقش الطرفان في الاجتماع، طبيعة النظام السياسي، بما في ذلك القيام بتعديلات دستورية، تضمن قدرة الحكومة على تفعيل عملها، كما ناقشا وضع المؤسسة العسكرية، وقال عمران خان إنّ خيار النظام الرئاسي أصبح مطروحاً، وكذا ضمان نزاهة لجنة الانتخابات؛ لإجراء انتخابات نظيفة وشفافة.

وصل وفد من الجماعة الإسلامية بقيادة سراج الحق إلى حديقة زمان في لاهور، للقاء عمران خان، في التاسع من تشرين الثاني الجاري

خان انتقد كذلك حكومة البنجاب، وأقر بفشلها في تتبع ومنع الهجوم الذي تعرّض له، لافتاً إلى أنّ الطائرات المسيرة فشلت في تأمين المسيرة ومراقبتها، ما تسبب في تعرضه وآخرين لخطر الموت.

ويعكس اللقاء مدى انتهازية الإخوان في باكستان، واندفاعهم نحو التحالف مع أعداء الأمس، في سبيل تحقيق مكاسب انتخابية، حيث يضمن لهم التحالف مع حركة الإنصاف، إلى حد كبير، تعديل القانون الانتخابي، بما يسمح للجماعة بالحصول على مقاعد تنتشلها من هامش المشهد السياسي في البلاد.

اتهامات دائمة بلا أدلة

وكعادته، شنّ سراج الحق منذ أيام، هجوماً حاداً على الحكومة، واتهمها بإيواء العناصر الفاسدة، قائلاً: "إّنه وفقاً لتقرير البنك الدولي، فإنّ باكستان عليها ديون تبلغ 62 تريليون دولار، وكل طفل يولد في البلاد مدين بـ228 ألفاً". منتقداً ما أسماه الفوائد الربوية، لافتاً إلى أنّ الجماعة الإسلامية عندما كانت تحكم إقليم خيبر بختونخوا، قامت بحظر كل أشكال الفوائد البنكية.

أمير الجماعة الإسلامية حاول خلق حالة جدلية، دون أن يعي طبيعة النظام المصرفي في بلاده والعالم، ومدى تغير سعر صرف النقد، تبعاً للمقتضيات الاقتصادية

جدير بالذكر أنّ إقليم خيبر بختونخوا، هو أحد أبرز معاقل الجماعة الإسلامية في شمال غرب باكستان، وقد تردت الحالة الاقتصادية في الإقليم الذي يمثل فيه البشتون الأغلبية، إبان حكم الجماعة، ووصلت ديون الإقليم إلى نحو800 مليار روبية.

غطاء ديني

أمير الجماعة الإسلامية استخدم الغطاء الديني كعادته، وقال إنّه على الرغم من كون باكستان دولة إسلامية، إلّا أنّها تأسّست على نظام الربا منذ 75 عاماً، وقال إنّ المحكمة الشرعية الاتحادية (FSC) قررت تحريم الفائدة على القروض الداخلية والخارجية، وأمرت المحكمة الشرعية بجعل النظام المصرفي متوافقاً مع الشريعة الإسلامية، اعتباراً من الأول من حزيران (يونيو) 2022، لكنّ الحكومة ترفض الانصياع للحكم.

شنّ سراج الحق هجوماً حاداً على الحكومة، واتهمها بإيواء العناصر الفاسدة

جدير بالذكر أنّ المحكمة الشرعية الاتحادية، هي هيئة قضائية تنظر في مدى توافق القوانين مع الشريعة الإسلامية، وترسل توصياتها للحكومة، أمّا الحكم الذي أشار إليه سراج الحق، فكان عبارة عن دعوة إلى الحكومة المركزية، وحكومات المقاطعات، لتعميم القروض غير الربوية، وإلغاء جميع الفوائد من النظام المصرفي في باكستان، بحلول كانون الثاني (ديسمبر) 2027، وردّ وزير المالية الباكستاني، مفتاح إسماعيل، على المحكمة. بأنّ الحكومة والبنك المركزي سوف يدرسان بعناية هذه الدعوة.

أمير الجماعة الإسلامية حاول خلق حالة جدلية، دون أن يعي طبيعة النظام المصرفي في بلاده والعالم، ومدى تغير سعر صرف النقد، تبعاً للمقتضيات الاقتصادية، والتفاوت بين العملات، ومضى في مهاتراته مطالباً في خطاب دعائي بحتمية إلغاء نظام الربا في باكستان بشكل فوري، وطالب الحكومة بتقديم خطة لإلغاء نظام الربا، وبدء العمل بالنظام المصرفي الإسلامي. وقال إنّه يتعين على الحكومة أن تأمر بالتنازل عن الفائدة على القروض، وحظر سندات الفائدة في البلاد.

وزعم أمير الجماعة الإسلامية أنّ الدول الأخرى تتجه نحو نظام بدون فوائد، وأنّ الحكومة الباكستانية رفعت سعر الفائدة، ومضى في رؤيته مطالباً بتطبيق نظام الخراج والصدقات والزكاة، كنظام اقتصادي في باكستان. مضيفاً: "لا يمكن القضاء على الفساد من قبل الفاسدين، والربا لا يمكن القضاء عليه في البلاد من قبل المرابين".

مواضيع ذات صلة:

كيف جرى التنسيق بين إخوان باكستان وشهباز شريف لإسقاط الحكومة؟ ما دور واشنطن؟

رئيس وزراء باكستان الجديد شهباز شريف يثمن دور الخليج... ماذا قال؟



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية