الإخوان يجددون نشاطهم الإعلامي لهذه الأهداف.. هل ينجحون؟

الإخوان يجددون نشاطهم الإعلامي لهذه الأهداف.. هل ينجحون؟

الإخوان يجددون نشاطهم الإعلامي لهذه الأهداف.. هل ينجحون؟


26/10/2022

ضمن إستراتيجياتها لخلق مساحات جديدة من الفوضى واستخدام أدوات التحريض على العنف ضد المؤسسات المصرية، دشّنت جماعة الإخوان المُصنفة إرهابية في مصر وعدد من الدول، عدة منصات إعلامية خلال الأيام القليلة الماضية، أبرزها قناة "الشعوب" التي تبث من لندن وتموّلها مجموعة محمود حسين أو جبهة إسطنبول، ويديرها الإعلامي الهارب والمتهم بقضايا إرهاب في مصر معتز مطر، والتي بدأت أول برامجها مساء الإثنين الماضي، والثانية هي قناة "الحرية 11-11" التي انطلقت من فيتنام، وفق تقارير إعلامية، وبدأت أول برامجها مساء الثلاثاء الماضي، وهي القناة الممثلة لتيار التغيير أو جبهة "الكماليون"، التي تمثل الجناح المسلح داخل التنظيم، إلى جانب مجموعة من القنوات والمواقع عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وفي أولى حلقات برنامجه، اعترف الإعلامي الإخواني معتز مطر بأنّ القناة تعمل وفق خطة لإسقاط الأنظمة العربية، زاعماً أنّها "مطلب شعبي، وليست مخططاً إخوانياً"، على حدّ زعمه.

المخطط الإخواني تحدثت عنه أيضاً وثيقة "التيار الثالث" (الكماليون) في الفصل الثالث، تحت عنوان ما سمّته أهمية امتلاك أدوات القوة للتغيير وتحرير المجتمع، وضمن هذه الأدوات التي تحدثت عنها الوثقية الذراع الإعلامية القادرة على حشد الجماهير وتأليب الرأي العام ضد مؤسسات الدولة والتحريض على الفوضى والتظاهرات غير السلمية بما يخدم مصالح التنظيم.

عودة النشاط الإعلامي للإخوان يأتي في إطار خطة الجماعة لإحياء مخططاتها العدائية ضد الدولة المصرية والأنظمة العربية التي أسقطت التنظيم بوجه عام خلال الأعوام الماضية، على حدّ وصف مراقبين، وتعكس في الوقت ذاته التوافق بين كافة الجبهات المتصارعة داخل الإخوان على توحيد الهدف، والعمل وفق آليات وأهداف واحدة على اختلاف القيادات والممولين.

وفي سياق الحديث عن عودة النشاط الإعلامي لتنظيم الإخوان، يبرز عدد من المحاور ذات الأهمية لفهم التداعيات والسيناريوهات الخاصة به، أهمها خريطة انتشاره جغرافياً، ومصادر تمويله الجديدة، وخطته وأهدافه، وأيضاً مدى قدرته على تحقيق أيّ هدف للتنظيم خلال الفترة المقبلة، أم أنّه مجرد حلقة في دائرة الفشل الإخواني الذي صبغ كافة أنشطة الجماعة خلال العقد الماضي، وفي مقدمتها المنظومة الإعلامية.

الخريطة الجغرافية للنشاط الإعلامي

بعد إجبارها على وقف نشاطها الإعلامي في تركيا في آذار (مارس) الماضي، ركزت الجماعة بشكل كبير على توفير مناطق بديلة لتلك المنصات بعيداً عن الملاحقات الأمنية والضغوط السياسية، وتبدو لندن صاحبة نصيب الأسد من التواجد الإعلامي للإخوان خلال الفترة المقبلة، وبالفعل بدأ التنظيم بث قناة "الشعوب" من العاصمة البريطانية.

وتحدث الباحث المصري المختص بالإسلام السياسي والإرهاب عمرو فاروق عن تدشين عدة منصات تابعة للتنظيم من داخل لندن، أبرزها بحسب شبكة "سكاي نيوز"، قناة "الدعوة"، وقناة "ق"، التابعة لاتحاد علماء المسلمين، إحدى أذرع التنظيم.

أحمد سلطان: ترصد جماعة الإخوان ميزانيات ضخمة لتمويل النشاط الإعلامي، وتعتبر الجماعة الإعلام إحدى الأوراق القليلة التي ما يزال التنظيم قادراً على اللعب بها وتوظيفها لتحقيق مشروعه العدائي ضد الدولة المصرية

 

بحسب فاروق، يواكب ذلك تأسيس أيمن نور شركة إعلامية جديدة في لندن تحت اسم "الشرق للخدمات الإعلامية" بميزانية جديدة وتمويل من حزب الله، وتشرف عليها نهاية الطوبجي (إنجليزية من أصول فلسطينية ومقربة من حزب الله، ومعنية بمتابعة التمويلات اللازمة)، والتي ستصبح بديلاً عن شركة "إنسان ميديا" وقناة "الشرق" التي تبث من داخل تركيا، والحاصلة على الترخيص من جمهورية سيشل الأفريقية.

وتشير تقارير أخرى إلى لجوء الإخوان إلى بعض العواصم الأوروبية وكذلك الآسيوية لتأمين ملاذات آمنة للنشاط الإعلامي، منها على سبيل المثال فيتنام التي انطلقت منها قناة "الحرية 11-11" بعد أن فشل التنظيم في إطلاقها من إحدى الدول العربية.

ما الأهداف؟

تحتل دلالة التوقيت أهمية بالغة لفهم الأهداف التي تقف وراء إحياء النشاط الإعلامي لجماعة الإخوان، تزامناً مع تحركات التنظيم لإحياء النشاط المسلح، وفضلاً عن الأهداف المعلنة من جانب التنظيم وقياداته التي تؤكد على توظيف الأذرع الإعلامية للإخوان من أجل العودة إلى مربع الفوضى في الدول العربية، ويرى مراقبون أيضاً أنّ الجماعة تحاول من خلال تدشين منصات إعلامية جديدة تجاوز أزمة الصراع الداخلي المحتدم.

الباحث المصري المختص بالإسلام السياسي والإرهاب أحمد سلطان يقول لـ "حفريات": إنّ تنظيم الإخوان يحاول بدء مرحلة جديدة من الصراع مع الأنظمة السياسية العربية، من خلال توظيف كافة منصاته الإعلامية سواء الفضائيات أو المواقع الصحفية وكذلك الصفحات التي تتبع التنظيم عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي للعب دور متكامل في مخطط إثارة الفوضى ونشر الأخبار الكاذبة وكذلك تشويه كافة المنجزات والمشروعات القومية لتمهيد الأرض أمام مخططات إخوانية أكثر سوءاً يجري التحضير لها.

عمرو فاروق: تم تدشين عدة منصات تابعة للتنظيم من داخل لندن خلال الأشهر الماضية، منها قناة "الدعوة"، وقناة "ق" التابعة لاتحاد علماء المسلمين، إحدى أذرع التنظيم

 

وبحسب سلطان، سيشهد الإعلام الإخواني حالة من الانتعاشة خلال الفترة المقبلة، من خلال تدشين عدة منصات تتبع مختلف الجبهات في التنظيم، وجميعها يعمل على تحقيق الأهداف ذاتها، متوقعاً أن يزيد نشاط الكتائب الإلكترونية التابعة للإخوان أيضاً في نشر الأخبار الكاذبة والشائعات خلال الفترة المقبلة كأذرع مساعدة لتلك المنصات على تحقيق أهدافها.

وتركز محاور عمل الإعلام الإخواني، كما هو واضح من المضامين التي بدأت القنوات الفضائية التابعة للتنظيم بثها بالفعل، وكذلك صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، تركز بشكل كبير على الملف الاقتصادي باعتباره ورقة ضغط على الدولة المصرية، وكذلك تشويه كافة الإنجازات، وتزييف الحقائق حول المشروعات القومية الكبرى، ومحاولة التقليل من الجهود الحكومية في قطاع الخدمات والدعم الاقتصادي.

ما مصادر التمويل؟

تختلف مصادر التمويل الخاصة بالجبهات الـ (3) المتناحرة داخل الإخوان، وبحسب مراقبين تختلف جهات التمويل داخل كل جبهة قليلاً عن الأخرى، وتمول كل مجموعة عدداً من المنصات الخاصة بها، فمثلاً يتولى رجل الأعمال الإخواني مدحت الحداد تمويل قناة "الشعوب"، بينما يتولى التيار الثالث مهمة تمويل قناة "الحرية 11-11".

ووفق سلطان، ترصد جماعة "الإخوان" ميزانيات ضخمة أيضاً لتمويل النشاط الإعلامي بوجه عام من أجل الوصول إلى الأهداف التي يضعها التنظيم، وتعتبر الجماعة الإعلام إحدى الأوراق القليلة التي ما يزال التنظيم قادراً على اللعب بها وتوظيفها لتحقيق مشروعه العدائي ضد الدولة المصرية، لذلك يركز التنظيم بجبهاته الـ (3) على تمويل منظومة الإعلام الجديد، كما تدعم بعض أجهزة الدول المتحالفة مع التنظيم الدولي هذا النشاط بشكل كبير خلال الفترة المقبلة.

هل ستنجح منظومة الإعلام الإخواني الجديدة؟

برغم التمويلات الضخمة وحالة الازدهار، لا يتوقع سلطان أن تنجح منظومة الإعلام الإخواني الجديدة في تحقيق أيّ أهداف تُذكر للتنظيم، ويعتقد أنّها ستتلاشى سريعاً؛ لأنّها محكومة بالفشل وعدم المصداقية وفقدان أيّ قدرة على التأثير في الجمهور العربي، بعد أن اتضح عدم مصداقيتها في الأعوام الماضية.

ويقول سلطان: إنّ عودة النشاط الإعلامي، رغم أنّها مدفوعة بحزمة تمويلات ضخمة، ورغبة في الضغط على الدولة المصرية، ليس من جانب الإخوان فقط ولكن من جانب بعض الدول، لكنّ منظومة الإعلام الإخواني لا يتوقع لها أن تستمر أو أن يكون لها تأثير كبير، لكن ما سيحدث هو تكثيف للنشاط الإعلامي لمخاطبة قطاعات محددة من الجماعة أو من خارجها.

مواضيع ذات صلة:

الإخوان يدفعون المسار السياسي في ليبيا نحو الفوضى.. ماذا فعلوا؟

هل يقوم الإخوان بتزوير الأعمال الكاملة للقرضاوي؟

هل جماعة الإخوان قادرة على تنفيذ تهديداتها بـ"عودة الإرهاب"؟

الصفحة الرئيسية