الإرهاب ينافس تجارة الأعضاء في سيناء

الإرهاب ينافس تجارة الأعضاء في سيناء


15/02/2018

تعدّ شبه جزيرة سيناء؛ حيث بدأ الجيش المصري مؤخراً عملية لمكافحة الإرهاب، مستودعاً لتهريب المخدرات والأسلحة والبشر، يثري تجار قبائل البدو، فضلاً عن ابتزاز المهاجرين الذين قد يفقدون أعضاءهم الحيوية إذا امتنعوا عن السداد.

يؤكد العقيد إميليو سانشيز دي روخاس، في المجلد الأخير من (بانوراما جيوسياسية للنزاعات في 2017) أنّ "سيناء أضحت مسرحاً بديلاً لهزائم تنظيم داعش في العراق وسوريا وغياب الفاعلية في ليبيا".

وفي أحدث إسهاماته ضمن بانوراما النزاعات حول العالم، التي أصدرها مؤخراً المعهد الإسباني للدراسات الإستراتيجية، عنون سانشيز دي روخا ما كتبه بـ "سيناء: قنبلة موقوتة على وشك الانفجار؟".

وأشار إلى أنّ الجيش المصري جاهز لخوض نزاع قد يطول لأعوام، رغم تأكيده لوكالة الأنباء الإسبانية (إفي) أنّه "لن يمتد لخمسة أعوام بسبب التكاليف".

وأضاف دي روخاس أيضاً أنّ حصار الجهاديين بعمليات عسكرية "لا يتعامل مع جذور المشكلة".

هناك انتفاضة من القبائل ضد الميليشيات الإسلامية في سيناء رغم الطبيعة القتالية للتحالفات

ومن بين هذه الجذور، وفق دي روخاس،  "هجر الدولة، والقيود على التواجد العسكري نتيجة لاتفاقات كامب ديفيد"، فضلاً عن "سوء الاتصالات" في أرض قاسية وغير آمنة.

يخوض الجيش المصري، خلال رئاسة عبد الفتاح السيسي، حرباً في شمال سيناء ضد فرع تنظيم داعش الإرهابي منذ نهاية 2014، رغم فرضه كذلك حالة تعتيم إعلامي كامل.

يخوض الجيش المصري حرباً في شمال سيناء ضد فرع تنظيم داعش الإرهابي منذ نهاية 2014

 

ويرى واضع التقرير أنّ "التوسع الجغرافي للأصوليين الإسلاميين، وتزايد النشاط بعد إعلان حالة الطوارئ، أدّى إلى تبنّي الحكومة إستراتيجية تقويض الحريات السياسية وزيادة القمع، والتي تبين عدم فاعليتها".

وذّكر بأنّ "آلية الفعل-رد الفعل لطالما كانت حاضرة في سيناء منذ 2004".

وأعرب عن اعتقاده بأنّ "سقوط مبارك في 2011 وإزاحة مرسي في 2013 يمثلان نقطتي تحول في تطور العنف"، لافتاً إلى أنّ الأمور "وصلت لذروتها في 2015 عقب إعلان تنظيم "ولاية سيناء" مبايعته لداعش".

تظهر الهزائم المتلاحقة في سوريا والعراق، بحسب العسكري الإسباني، الحاجة لإيجاد "أماكن بديلة مثل؛ ليبيا واليمن وشبه جزيرة سيناء".

عيادات متنقلة تابعة لأحد المستشفيات الخاصة في القاهرة تأتي إلى سيناء لإجراء الفحوصات لاختيار المناسبين ثم تنفيذ عمليات بيع الأعضاء

وأوضح دي روخاس أنّ "هناك انتفاضة من القبائل ضد الميليشيات الإسلامية في سيناء"، رغم الطبيعة القتالية للتحالفات، وفقاً لخبراء مثل؛ سانشيز دي روخاس الذي يضمّن في مراجعته التأثيرات الخارجية؛ لا سيما من قطر وتركيا.

يخلق كل ذلك مسرحاً من الجرائم المتداخلة، ففضلاً عن تهريب الأسلحة والمخدرات، ينضم الاستغلال الأبشع للبشر وابتزاز الأشخاص من جنوب الصحراء الأفريقية المجبرين على دفع ثمن يتم التفاوض عليه مع ذويهم، وحال تخلفوا عن السداد فيمكن أن يتعرضوا لعمليات بتر أو اقتطاع أعضائهم.

واستشهد دي روخاس على رأيه بإدانة رئيس منظمة "الجيل الجديد" الحقوقية حمدي العزازي، لبشاعة وفظاعة تجارة الأعضاء التي تفضي حتماً إلى الموت.

ووفقا لتصريح العزازي لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، فإنّ "عيادات متنقلة تابعة لأحد المستشفيات الخاصة في القاهرة تأتي إلى منطقة في وسط سيناء لإجراء الفحوصات الجسدية لاختيار المناسبين، ثم تنفيذ العمليات".

ألفونسو باولوث – عن صحيفة "بانجوارديا" الإسبانية

الصفحة الرئيسية