الإطار التنسيقي يتخذ إجراءات تصعيدية... هل يشعل الشارع العراقي؟

الإطار التنسيقي يتخذ إجراءات تصعيدية... هل يشعل الشارع العراقي؟


01/08/2022

تحتدم الأزمة السياسية في العراق مع استمرار اعتصام مؤيدي التيار الصدري لليوم الثاني على التوالي داخل مبنى البرلمان، وقد ظهرت إجراءات تصعيدية من الإطار التنسيقي الذي يضم قوى حليفة لإيران.

وأصدر الإطار التنسيقي أمس بياناً، نقله موقع شفق نيوز، دعا فيه مناصريه إلى التجمع في محيط المنطقة الخضراء بالعاصمة بغداد في الساعة الـ5 عصراً بالتوقيت المحلي اليوم، في وقت يتجمهر فيه في المكان ذاته مناصرو التيار الصدري.

وقال: إنّ التطورات في العراق قد تصل إلى حدّ الانقلاب، داعياً القوى العراقية بما فيها التيار الصدري إلى الحوار.

واتهم التيار الصدري بالتصعيد والانقلاب على العملية السياسية، مشيراً إلى أنّ أيّ مشاريع لتعديل الدستور في العراق تتم عبر الأطر الدستورية.

في موازاة ذلك، دعا مؤيدو الإطار التنسيقي إلى قطع طريق مطار بغداد، والتظاهر أمام منزل رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.

ووفق ما نقلت العربية، فقد شهدت مناطق العاصمة وشوارعها انتشاراً أمنياً مكثفاً لقوات الجيش العراقي، مشيرة إلىّ أن بعض قيادات الإطار التنسيقي تقوم بتغيير أماكن تواجدها في بغداد، بحسب بعض المصادر.

الإطار التنسيقي يدعو مناصريه إلى التجمع في محيط المنطقة الخضراء بالعاصمة بغداد بأماكن تجمهر مناصري التيار الصدري

بالمقابل، وصف زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر ما يحدث في البلاد بـ"الفرصة العظيمة لتغيير النظام السياسي والدستور"، داعياً العشائر والقوات الأمنية والحشد الشعبي لمناصرة "الثائرين للإصلاح"، في وقت يواصل فيه أنصاره اعتصامهم داخل مبنى البرلمان وخارجه، في خطوة قد تطيل أمد الجمود السياسي أو تدفع البلاد إلى أعمال عنف جديدة.

وقال الصدر في تغريدة له أمس: "أدعو الجميع لمناصرة الثائرين للإصلاح، بمن فيهم عشائرنا الأبية وقواتنا الأمنية البطلة وأفراد الحشد الشعبي المجاهد الذين يرفضون الخضوع والخنوع وكلّ فئات الشعب لمناصرة الإصلاح، رجالاً ونساء وشيباً وشباباً وأطفالاً"، مردفاً: "لا تحت لوائي أو قيادتي، بل تحت لواء العراق وقرار الشعب، وإن ادعى البعض أنّ الثورة الحالية صدرية".

 

الإطار يدعو مؤيديه إلى قطع طريق مطار بغداد، والتظاهر أمام منزل رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي

وأكد الصدر أنّ التظاهرات "فرصة أخرى لتبديد الظلام والظلامة والفساد والتفرد بالسلطة والولاء للخارج والمحاصصة والطائفية التي جثمت على صدر العراق منذ احتلاله إلى يومنا هذا"، معرباً عن أمله أن "لا تتكرر مأساة تفويت الفرصة الذهبية الأولى عام 2016".

واعتبر التظاهرات الحالية "ثورة عفوية سلمية، حررت المنطقة (الخضراء) كمرحلة أولى"، مبيناً أنّها "الفرصة الذهبية لكل من اكتوى من الشعب بنار الظلم والإرهاب والفساد والاحتلال والتبعية".

ويرى مراقبون، نقل عنهم موقع ميديل إيست أون لاين، أنّ دعوة الصدر إلى مناصرة المعتصمين داخل مبنى البرلمان وخارجه تحمل رسالة خاصة إلى القوات الأمنية والحشد الشعبي الذين سبق أن هاجمهم خصمه زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي خلال التسريبات الصوتية بقوله إنّه "لا يثق بالجيش والشرطة" لحمايته، ووصف الحشد الشعبي "أمّة الجبناء."

 

رئيس إقليم كردستان  يدعو الأطراف السياسية في العراق إلى القدوم إلى أربيل، والبدء بحوار مفتوح جامع للتوصل إلى تفاهم واتفاق

وبشكل متتابع تبنّى زعماء الإطار (رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم، ورئيس تحالف الفتح هادي العامري، ورئيس تحالف النصر حيدر العبادي، وتحالف عزم) دعوة زعيم التيار الصدري إلى القبول بحوار مباشر مع "الإطار التنسيقي" للتوصل إلى حلّ للأزمة.

ودعا رئيس إقليم كردستان نيجيرفان برزاني الأطراف السياسية في العراق إلى القدوم إلى أربيل عاصمتهم الثانية، والبدء بحوار مفتوح جامع للتوصل إلى تفاهم واتفاق قائمين على المصالح العليا للبلد، وفق ما نقلت قناة روداوو الكردية.

الصدر: التظاهرات فرصة أخرى لتبديد الظلام والظلامة والفساد والتفرد بالسلطة والولاء للخارج والمحاصصة والطائفية

ويتواصل "الاعتصام المفتوح" لأنصار التيار الصدري اليوم بداخل مبنى البرلمان، لليوم الثالث على التوالي، بعد سيطرة المتظاهرين على مقر السلطة التشريعية.

ونقلت وكالة شفق نيوز عن قيادي في التيار الصدري، طلب عدم الكشف عن هويته،  قوله: إنّه تم تشكيل لجنة تنسيقية للاعتصام داخل مجلس النواب، مشيراً إلى أنّ اللجنة ستصدر بيانها الأول بشأن تنظيم عمل الاعتصام ومطالب المعتصمين خلال الساعات المقبلة.

واعتبر أنّ التظاهرات والاعتصامات الشعبية تضم جميع أطياف الشعب العراقي ولا تقتصر على الصدريين فقط، موضحاً أنّ أول مطالب المعتصمين تتضمن اختيار شخصية مستقلة قادرة على إدارة الحكومة الجديدة، وعدم مشاركة الأحزاب السياسية في الحكومة.

 

قوات الجيش والأمن تعلن أنّها في خدمة الشعب، وواجبها حماية المتظاهرين والممتلكات العامة والخاصة، دون التدخل في الشأن السياسي

وشدد القيادي أنّه سيتم محاسبة الشخصيات السياسية المتهمة بالفساد وفق القانون العادل والنزيه، مؤكداً أنّه "لا يوجد أيّ حوار مباشر أو غير مباشر بين المعتصمين أو الأحزاب السياسية".

في غضون ذلك، أكدت وزارة الدفاع العراقية أنّ قوات الجيش في خدمة الشعب، وواجب القوات الأمنية حماية المتظاهرين والممتلكات العامة والخاصة.

وذكرت وزارة الدفاع في بيان اليوم، نشرته وكالة الأنباء الرسمية، أنّ "الجيش العراقي بكل قادته ومنتسبيه هم في خدمة الشعب العراقي، ويقفون على مسافة واحدة مع الشعب".

وأضافت أنّ "واجب القوات الأمنية هو حماية المتظاهرين، وحماية الممتلكات العامة والخاصة، ومنع حدوث أيّ خرق أمني، وتضييق الخناق على المندسين الذين يحاولون زعزعة الأمن من خلال استغلال الظروف"، بحسب وكالة الأنباء العراقية.

في السياق، أفاد بيان لمكتب رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي نقلته وكالة واع بمنع استخدام الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الدخان ضد المتظاهرين.

وأكد البيان أنّه على الأجهزة الأمنية تأمين ساحات التظاهر بعدم حمل السلاح، وحماية المقرات الحكومية والبنى التحتية.

 من جهتها، قالت خلية الإعلام الأمني العراقي: إنّ الأجهزة الأمنية والعسكرية أثبتت ولاءها للعراق في جميع الظروف، مشيرة إلى أنّ الأجهزة الأمنية والعسكرية لا تتدخل في الشأن السياسي.

وزارة الدفاع: الجيش العراقي بكل قادته ومنتسبيه هم في خدمة الشعب العراقي، ويقفون على مسافة واحدة مع الشعب

وشددت على أنّ واجب القوات الأمنية منع حدوث خروقات أمنية، وتضييق الخناق على المندسين.

من جانبه، نفى جهاز مكافحة الإرهاب أن تكون عناصره منتشرة على طريق المطار أو المنطقة الخضراء، مؤكداً أنّه لن يكون طرفاً في السياسة أو الحكم.

وشدد على أنّ علاقة الجهاز قوية مع القائد العام للقوات المسلحة، وتعمل بتوجيهاته.

إلى ذلك، أمر رئيس أركان الجيش العراقي بإيقاف جميع الإجازات والتحاق المجازين بالخدمة، ومنع تحرك أيّ أرتال عسكرية في المحافظات والعاصمة دون موافقة قائد الجيش.

هذا، وحذّر وزير التيار الصدري صالح محمد العراقي من مندسين في صفوف المتظاهرين، ودعا إلى الإبلاغ عنهم، ورفض أعمال العنف وإراقة الدماء، داعياً القوى الأمنية العراقية إلى الحيطة والحذر.

 

صالح محمد العراقي يحذّر من مندسين في صفوف المتظاهرين، ويدعو إلى الإبلاغ عنهم، ورفض أعمال العنف وإراقة الدماء

وقد توافدت أعداد كبيرة من المتظاهرين نحو المنطقة الخضراء في العاصمة العراقية بغداد، بعد دعوات زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.

يُذكر أنّ مئات المتظاهرين دخلوا البرلمان وقاعته الرئيسية السبت رافعين الأعلام العراقية وصور مقتدى الصدر، احتجاجاً على مرشح الإطار التنسيقي لرئاسة الحكومة العراقية محمد شياع السوداني.

وهذه هي المرة الثانية خلال أيام يدخل فيها مناصرو الصدر البرلمان، بعد أن اقتحموا المبنى الأربعاء والتقطوا الصور، ممّا استدعى تدخل القوات الأمنية لتفريقهم.

وكان الإطار التنسيقي قد أعلن قبل أيام بصورة رسمية ترشيح السوداني لتولي رئاسة الوزراء في البلاد، وذلك بعد انسحاب مرشح الفتح قاسم الأعرجي من السباق.

يُشار إلى أنّ مساعي تشكيل حكومة جديدة في العراق تعثرت منذ الانتخابات البرلمانية، التي أجريت في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وقد حظي التيار الصدري بالأغلبية، لكنّ نوابه أعلنوا لاحقاً استقالاتهم.

مواضيع ذات صلة:

وسط مناشدات ودعوات للتهدئة.. أنصار الصدر يواصلون اعتصامهم المفتوح في البرلمان العراقي

تسريبات المالكي.. إلى أين تقود المشهد السياسي المرتبك في العراق؟

انسحاب التيار الصدري في العراق: مناورة أم علامة على انسداد سياسي؟



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية