الإمارات.. حاضنة العقول والمواهب

الإمارات.. حاضنة العقول والمواهب


27/07/2021

سلطان حميد الجسمي

يشهد العالم اليوم نمواً سريعاً في شتى المجالات والقطاعات، فالدول لا تقاس بتاريخ تأسيسها أو حجمها على خارطة كوكب الأرض، ولا بتعداد سكانها أو حتى بما قدمته للبشرية عبر التاريخ، بل تقاس بالنمو الذي تشهده في كافة المجالات في يومنا هذا، والذي يضمن لها التنافس ضمن المؤشرات والتقارير العالمية، ويحجز لها مقاعد في المحافل الدولية التي هي حديث العالم. هذه الدول التي تساهم في تغيير حركة النمو في هذا الكوكب بالمعرفة والابتكار وتقديم الحلول للمشكلات التي تواجه البشرية، وقد أكدت جائحة كورونا ذلك من خلال الدول التي استطاعت التغلب على الوباء؛ بل وتمكنت من الاستمرارية في العطاء في مختلف المجالات وبالأخص مجال الابتكارات الصحية والطبية والتي أنقذت العالم بعد اكتشافها اللقاحات، ويرجع الفضل في ذلك إلى العقول النيّرة التي تدعم من قبل هذه الدول.

 تلعب دولة الإمارات دوراً كبيراً في تغيير ملامح المعرفة والابتكار حول العالم، وقد أصبحت في غضون خمسين عاماً فقط من الدول القلائل التي لها تأثير كبير في حياة البشرية في عدة مجالات، ويرجع السبب الرئيسي إلى تمكين القيادة الرشيدة للعقول والمواهب والشباب والمرأة في شتى المجالات والقطاعات، والتعجيل في تمكين هذه العقول واستثمارها إيماناً بأن العالم يتغير كل ثانية، وإيماناً بأن هذه العقول تستطيع الابتكار والتطور والنمو في شتى المجالات لمواكبة التغيرات ومواجهة التحديات والصعوبات التي تواجه الدولة.

 ولهذا فإن دولة الإمارات اليوم قادرة على خوض جميع معارك النمو والتطور والتنافس لأجل الوصول إلى المراكز الأولى في المؤشرات التنافسية العالمية والتي هي من أسباب جذب دولة الإمارات للعقول والمواهب.

 ومن ضمن المؤشرات العالمية هو إطلاق المبادرات التي تخدم البشرية على المستوى العالمي، ولعله كان حديث العالم منذ أيام قليلة إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات حاكم دبي، رعاه الله، البرنامج الوطني للمبرمجين بالتعاون مع أكبر الشركات الرقمية والتكنولوجية حول العالم مثل «جوجل» و«ميكروسوفت» و«أمازون» و«سيسكو» وغيرها من عمالقة التكنولوجيا الرقمية في العالم لاستقطاب 100 ألف مبرمج وإنشاء 1000 شركة رقمية كبرى خلال الأعوام الخمسة المقبلة، وأيضاً زيادة الاستثمار الموجه للشركات الناشئة من 1.5 مليار إلى 4 مليارات درهم. 

وضمن الدعم اللا محدود سوف تمنح دولة الإمارات الإقامة الذهبية ل 100 ألف شخص من رواد الأعمال وأصحاب المشاريع والشركات الناشئة والمتخصصة في مجال البرمجة، وهذه نقطة تحول كبيرة في لغة المستقبل الرقمية ليس فقط على المستوى الإقليمي، بل العالمي لما سوف يجلبه من نفع وابتكارات في العالم الرقمي، وأيضاً سوف يعالج مشاكل كبيرة معقدة تساعد في رقي حياة البشرية إلى مستويات استشرافية للمستقبل.

 وفي السياق نفسه، وبالعمل والاجتهاد لمدة ثلاث سنوات وبجهود جبارة من حكومة دولة الإمارات لدعم الكوادر والمواهب العربية حول العالم تم تخريج وتأهيل الخريجين من برنامج «مليون مبرمج عربي»، البرنامج الذي مكّن الشباب العربي من تطوير قدراتهم ومهاراتهم الأساسية لتدريبهم على لغة البرمجة التي تتيح لهم فرص عمل في أسواق المواقع الإلكترونية والتطبيقات وتحليل البيانات وغيرها.

 وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عبر تويتر مهنئاً الخريجين: «نبارك للخريجين من برنامج « مليون مبرمج عربي».. ونقول لهم القادم أكبر.. وندعوهم للمشاركة معنا في إكسبو دبي لإطلاق مشاريع وأفكار جديدة لهم عبر منصة إكسبو -الحدث الأكبر عالمياً في 2021 - ورصدنا لهم جوائز كبيرة.. ونقول لهم أكبر جائزة هي ما تقدمونه لأوطانكم في مجال الاقتصاد الرقمي». والمبادرات التي انطلقت بالأمس يقطف الإنسان العربي ثمارها اليوم، فدولة الإمارات أرض لكل إنسان حالم طامح عازم على تحقيق الأفضل من المعرفة والابتكارات للبشرية.

عن "الخليج" الإماراتية


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية