الإيرانيون يهتفون: تموت ولا ترى القيادة.. من يقصدون؟

الإيرانيون يهتفون بموت نجل خامنئي

الإيرانيون يهتفون: تموت ولا ترى القيادة.. من يقصدون؟


26/09/2022

بعد (9) أيام من الاحتجاجات في إيران على مقتل الشابة الكردية مهسا أميني، التي قضت تحت التعذيب، بدأ المتظاهرون يهتفون بموت نجل المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية مجتبى خامنئي، في إشارة إلى رفضهم مخطط التوريث الذي برز خلال الفترة الماضية، بعد ما أشيع حول تردّي وضع المرجعية الإيرانية الأعلى.

وقد هتف المحتجون في طهران وفي بعض المدن الإيرانية الأخرى هذا الأسبوع: "مجتبى تموت، ولا ترى القيادة".

ووفق ما نقلت "وول ستريت جورنال"، فإنّ مجتبى مقرّب من جهاز الأمن، رغم أنّه لا يتولى أيّ منصب حكومي رسمي.

وقال مسؤولون أمريكيون وإيرانيون: إنّ مجتبى خامنئي (53) عاماً مسؤول عن الإمبراطورية التجارية لوالده، وله تأثير في تعيين شخصيات رئيسية في جهاز الأمن الإيراني الذي خضع للتدقيق متجدداً في أعقاب اشتباكات عنيفة بين الشرطة والمتظاهرين بسبب مقتل أميني.

مجتبى مقرّب من جهاز الأمن، وله تأثير في تعيين شخصيات رئيسية في جهاز الأمن، ومسؤول عن الإمبراطورية التجارية لوالده

وتقول صحيفة "وول ستريت جورنال": بين الطبقة الحاكمة الإيرانية، بنى مجتبى خامنئي سمعة باعتباره منفذاً وحارساً لوالده آية الله علي خامنئي، وقد أصبح الآن منافساً جدّياً لخلافة والده.

في أواخر آب (أغسطس) الماضي، رقّت المؤسسة الدينية الإيرانية خامنئي إلى رتبة آية الله، وهو لقب ديني مرموق سيحتاج إليه ليصبح المرشد الأعلى لإيران، وجاء التعيين مع تدهور صحة والده في الأسابيع الأخيرة، واضطراره إلى إلغاء اجتماعات ودخوله في عزلة مؤقتة، بحسب المصادر.

وتقول الصحيفة الأمريكية: إنّ هذه الخلافة ليست مضمونة بأيّ حال من الأحوال، إذ يقف في طريقه الرئيس إبراهيم رئيسي، وهو رجل دين مقرّب من المرشد الأعلى، ويتمتع بمؤهلات سياسية وشخصية عامة معروفة.

ولا يمكن تحديد الدور الذي لعبه خامنئي الابن في الردّ على الاحتجاجات المشتعلة منذ (9) أيام، وقد لقي ما لا يقلّ عن (41) شخصاً حتفهم حتى الآن خلال الاضطرابات، وفقاً لوسائل الإعلام الحكومية، وتستخدم السلطات تكتيكات فتاكة بشكل متزايد، بما في ذلك إطلاق الذخيرة الحية على الحشود.

المؤسسة الدينية الإيرانية رقّت خامنئي إلى رتبة آية الله، وهو لقب ديني مرموق يحتاج إليه ليصبح المرشد الأعلى لإيران

ويقول محللون إيرانيون: إنّ الظهور العام المتزايد لخامنئي الابن هو علامة على تشدد الخط المعادي للغرب في البلاد، في وقت تتعثر فيه المفاوضات النووية مع الغرب، ووسط تدهور اقتصادي في الداخل، وتزايد الاستياء من الحكم الإسلامي.

ويقول محللون وأشخاص مقربون من الحكومة الإيرانية: إنّ صعود خامنئي يمثل تحولاً بعيداً عن القيادة الدينية التقليدية التي كانت حاسمة في تأسيس الجمهورية الإسلامية، مشيرين إلى أنّه يمثل بدلاً من ذلك الجماعات شبه العسكرية ورجال الدين الأكثر تطرفاً الذين ظهروا في الأعوام الأخيرة كأقوى الجهات الفاعلة في البلاد.

وقال مسؤولون أمريكيون وإيرانيون: إنّ مناطق نفوذ مجتبى خامنئي في حكومة والده تشمل العمليات العسكرية والاستخبارية الدولية، والباسيج، وهي جماعة شبه عسكرية مترسخة بعمق في جميع أنحاء البلاد.

ومجتبى خامنئي هو ثاني أكبر أبناء المرشد الأعلى لإيران، وُلد في منزل أجداد العائلة في مشهد، المدينة المقدّسة في شمال شرق البلاد، و"المجتبى" تعني "المُختار".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية