"الاختيار3" يوثق بالصوت والصورة أنشطة الإخوان التجسسية... ما علاقة السلفيين؟

بأحداثٍ ليست من وحي الخيال، ولكنّها توثيق بالصوت والصورة لجرائم جماعة الإخوان المسلمين، التي ظنت أنّها سوف تُخلّد في حكم مصر إلى الأبد، فتصرفت بحرّية دون أقنعة، أعاد مسلسل "الاختيار 3" من خلال مقاطع وثائقية لقيادات من جماعة الإخوان إلى الواجهة قضية "تناقضات جماعات الإسلام السياسي".

فقد تضمّنت المقاطع إقرار النائب الأول لمرشد الجماعة خيرت الشاطر بـ"تجسّسه" على عناصر "الحركة السلفية" التي كان يرتبط معها بتحالف قبل وأثناء سيطرة التنظيم على البرلمان والرئاسة.

وقال الشاطر مخاطباً غيره: "أنا مش بتاع مخابرات لكن بزرع ناس وسطهم (السلفيين)، وأتابع كل تفاصيلهم، وأيّ شيء فيه قلق أو خطر أحاول أن أعالجه، وعندما أجد معلومة موجودة بكلّم (أبلغ) أمن الدولة (قطاع الأمن الوطني التابع لوزارة الداخلية المصرية)".

وقد وصف محمد بديع، مرشد الإخوان حينها، السلفيين بـ"الشراذم"، وأنّهم تيارات غير موحدة، ولا التزام لهم بكلمتهم كون أنّ سلطة كلمتهم لا تتخطى مجموعة من التابعين، مشيراً إلى أنّه قال لبعضهم: نريد رئيساً توافقياً من خارج التيارات الإسلامية، وأنّ قناة الجزيرة والسلفيين حرّفوا كلامه بأنّه قال: رئيس بدون خلفية إسلامية، وفقاً لجريدة (روز اليوسف) المصرية.

 تضمّنت المقاطع إقرار النائب الأول لمرشد الجماعة بـ"تجسّسه" على عناصر "الحركة السلفية" التي كان يرتبط معها بتحالف

وقال بديع: "إحنا عارفين السلفيين كويس جداً، أكثر من أيّ حدّ تاني، عارفينهم قبل السجون وأثناء السجون وبعد السجون، وعشنا معهم خلال الفترات التي تستطيع من خلالها أن تعرف تفاصيل ما عندهم، هم ليسوا يداً واحدة ولا اتجاهاً واحداً، شراذم، وقيادتهم لا تملك الأمر إلا على المجموعة اللي معاهم، وبالتالي أيّ اتفاق صلب معاهم لا تضمنه بأيّ حال من الأحوال".

وأضاف بديع: "يريدون رئيساً من التيار الإسلامي، فلماذا يدعم الإخوان رئيساً منهم؟ أولى بالإخوان أن يأتوا برئيس من جماعة الإخوان".

واعترف الشاطر في التسجيل الذي تمّ عرضه صوتاً وصورة لأول مرّة، بأنّه دفع بعناصر إلى حازم صلاح أبو اسماعيل لإقناعه بأن يهدأ، كون استبعاده من الترشح للرئاسة استبعاداً قانونياً، فطالما والدته معها الجنسية الأمريكية، فإنّه وفق الإعلان الدستوري لا يحقّ له الترشح للرئاسة.

مسلسل "الاختيار 3" من خلال مقاطع وثائقية لقيادات من جماعة الإخوان أعاد إلى الواجهة قضية تناقضات جماعات الإسلام السياسي

 ولم تُظهر الحلقة توقيت تسجيل تلك المشاهد، لكنّ بعض ما جاء على لسان الشاطر في أحد التسجيلات يشير إلى أنّ زمن الحديث يعود إلى بدايات عام 2012، خلال عهد الإخوان؛ إذ تحدث الشاطر عن أنّه "دفع بعدد كبير من الناس (أمس وأول من أمس) من السلفيين العقلاء عن طريق الأصدقاء المشتركين لإقناع حازم (القيادي السلفي حازم صلاح أبو إسماعيل) نفسه إنّه يهدأ، وطالما والدته تحمل جنسية أخرى فده وضع غير قانوني"، في إشارة على ما يبدو إلى جدل استبعاد أبو إسماعيل من الترشح للانتخابات الرئاسية في أول منافسة على المنصب في عام 2012