الانتخابات الرئاسية الفرنسية: هل تحدث المفاجأة الكبرى في الجولة الثانية؟

الانتخابات الرئاسية الفرنسية: هل تحدث المفاجأة الكبرى في الجولة الثانية؟


11/04/2022

دون مفاجآت، ومثلما أشرت إلى ذلك في عديد المقالات، وأكّدته نوايا التصويت، مرّ المترشّحان، إيمانويل ماكرون، وماريان لوبان إلى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، التي سوف تنظّم في 24 نيسان (أبريل) الجاري.

الهامش بين المترشحين يعتبر كبيراً في مثل هذه الجولة المتقدّمة، لصالح ماكرون؛ حيث استقرّ على (28.5 بالمئة) مقابل (23.6 بالمئة) لماريان لوبان؛ ليجد المترشحان نفسيهما للمرة الثانية في نهائي الوصول إلى قصر الإيليزيه.

اقرأ أيضاً: الفرنسيون يدلون بأصواتهم في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية

وبالرجوع إلى انتخابات العام 2017، فقد تصدر مترشح حركة "السير إلى الأمام"، ماكرون، نتائج الجولة الأولى؛ بحصوله على 23.75% من أصوات الناخبين الفرنسيين، في حين احتلّت منافسته، مترشحة الجبهة الوطنية المركز الثاني؛ بحصولها على 21.53%.

وقد حسم ماكرون حينها الجولة الثانية؛ بحصوله على نسبة 66.06% من الأصوات، وخسرت لوبان التي حصلت على ما نسبته 33.94 من الأصوات.

ماريان لوبان تحظى بدعم هائل من معسكر اليمين المتطرف

أماّ نسبة المشاركة في الانتخابات لهذا العام، فقد بلغت 66 بالمئة، وهي نسبة أضعف بكثير من نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية في العام 2017، والتي بلغت 78% في جولتها الأولى.

حظوظ ماكرون واحتمالات المفاجأة

وبحسب ما تقدّم من أرقام؛ فإنّ الرئيس المنتهية ولايته، يبدو الطريق أمامه مفتوحاً لولاية ثانية لرئاسة فرنسا، متجاوزاً بذلك سلفيه، فرانسوا هولاند، ونيكولا ساركوزي، اللذين فشلا في إقناع الناخبين الفرنسيين بإعادة انتخابهما لولاية ثانية.

شدّد ماكرون على أنّ انتخابات الجولة الثانية سوف تكون "حاسمة" لفرنسا وأوروبا، في إشارة إلى دوره الحالي والمقبل في الحرب الروسية الأوكرانية؛ باعتباره المفاوض الرسمي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين

هذه النقطة بالذات قد تشكّل حاجزاً نفسياً عند ماكرون؛ إذ يخشى من المزاج الانتخابي الفرنسي، وربّما يتجه من لم ينتخبه في الدور الأول، إلى انتخاب منافسته ماريان لوبان، بعد أن انتعشت حظوظها في الفوز بالرئاسة، وظهر ذلك عليها وهي تخاطب كل الفرنسيين في أعقاب إعلام نتائج الدور الأول.

لوبان قالت في كلمة لها، تعليقاً على ترشحها للجولة الثانية، أنّها سوف تكون رئيسة كل الفرنسيين، وفيهم شق كبير من ذوي الأصول غير الفرنسيّة، الذين سبق وتوعّدتهم لوبان في خطاباتها، ولو نجحت مترشحة اليمين المتطرف في إقناع هؤلاء بالتصويت لها؛ فسوف تحقق مفاجأة كبرى، وتنجح بالتالي في تكذيب كل دراسات سبر الآراء، التي تقدّم فيها ماكرون.

اقرأ أيضاً: الانتخابات الفرنسية.. لعنة بوتين ستحدّد ملامح السياسة القادمة في فرنسا‎

جدير بالذكر أنّ ماريان لوبان، تحظى بدعم هائل من معسكر اليمين المتطرف، حيث حثّ إيريك زمور، مترشح حزب "الاسترداد"، ناخبيه على انتخاب لوبان.

أمّا في الجهة المقابلة، فقد  دعا مترشحو حزب "الجمهوريون" اليميني، وحزب الخضر، والحزب الشيوعي، والحزب الاشتراكي إلى التصويت لصالح إيمانويل ماكرون.

 جان لوك ميلنشون: لا تعطوا صوتاً واحداً لماريان لوبان

أمّا التصريح الأكثر وضوحاً وجرأة، فقد جاء على لسان مترشح فرنسا الأبية، جان لوك ميلنشون، الذي قال "لا تعطوا صوتاً واحداً لماريان لوبان"، في دعم واضح للرئيس ماكرون.

ماكرون يدافع عن برنامجه

تباينت كلمتي المترشحين للجولة الثانية من الرئاسة، حيث أراد ماكرون أن يظهر في ثوب المترشح الفرنسي، بعباءة  أوروبية، وقد ركّز في كلمته على هذه الناحية؛ حيث أكّد أنّه سوف يقوم بتطبيق برنامجه "للانفتاح والاستقلال الأوروبي"، الذي دافع عنه بشكل دائم.

كما شدّد ماكرون على أنّ انتخابات الجولة الثانية سوف تكون "حاسمة" لفرنسا وأوروبا، في إشارة إلى دوره الحالي والمقبل في الحرب الروسية الأوكرانية؛ باعتباره المفاوض الرسمي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

اقرأ أيضاً: ما مدى تأثير المسلمين في الانتخابات الفرنسية؟

وعلى الجانب الآخر، ركّزت لوبان على خطابها الشعبوي، قائلة إنّها وحدها من يمكنها حماية الضعفاء، وتوحيد أمة سئمت نخبتها، مشدّدة على أنّ جولة الإعادة "سوف تكون اختيار حضارة".

الجولة الثانية من الانتخابات الفرنسية، وفقاً لاستطلاعات الرأي، ستأتي نتائجه دون مفاجآت أيضاً؛ بحصول ماكرون على 51 في المئة، مقابل 49 في المئة للوبان، وهي نسبة غير مريحة بالمرة لماكرون، وقد تحدث المفاجأة الكبرى المزلزلة، لا لفرنسا فحسب، وإنّما لكل أوروبا، وذلك بفوز، ماريان لوبان، بحلم حكم فرنسا على طريقتها، وهو الحلم الذي طاردته في ثلاث جولات رئاسيّة.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية