الانشقاقات تعصف بحزب العدالة والتنمية المغربي... ماذا عن معارك بنكيران الجانبية؟

الانشقاقات تعصف بحزب العدالة والتنمية المغربي... ماذا عن معارك بنكيران الجانبية؟


29/05/2022

في ضربة جديدة للتوافق داخل حزب العدالة والتنمية (المصباح)، الذراع السياسيّة للإخوان في المغرب، أعلن القيادي، والوزير السابق، عزيز رباح، عن تجميد عضويته في الحزب، وذلك في أعقاب خروجه من الأمانة العامة لـ"المصباح"، إثر الهزيمة الانتخابية الأخيرة، كما أكدت تقارير أنّ هناك خلافات حادة بين رباح، والأمين العام للحزب عبد الإله بنكيران.

عزيز رباح علّل قراره، في تصريح لصحيفة "هسبريس" المحلية، يوم الإثنين الماضي قائلاً: "جمدت عضويتي في حزب العدالة والتنمية منذ مدة، فأنا منذ مدة لم أعد أنشط داخل الحزب".

خطوة نحو حزب جديد يضم معارضي بنكيران

يُذكر أنّ مجموعة من القيادات الفعّالة في الحزب الإخواني، اختفت وجمّدت بالفعل نشاطها، وعلى رأس هؤلاء يأتي سعد الدين العثماني، الأمين العام السابق، ورئيس الوزراء السابق، بالإضافة إلى الوزيرين السابقين لحسن الداودي، ومحمد يتيم، كما شهدت الفترة الأخيرة غياباً للأسماء البارزة في الحزب، واكتفى العثماني بممارسة عمله كطبيب نفسي، وتقديم الإرشادات الخاصّة بالصحة النفسية على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأكدت تقارير محلية متعددة، أنّ عزيز رباح يقود حالياً، عملية تكوين منظمة جديدة موجهة للشباب والتنمية، كخطوة أولى لتكوين حزب سياسي جديد، يخوض من خلاله الانتخابات التشريعية المقبلة. وقال موقع "شوف تي في" المحلي، إنّ عزيز رباح "أبلغ قادة التوحيد والإصلاح، الذراع الدعوية للحزب، أنّه سيقود جمعية للشباب والتنمية، برفقة بعض أعضاء حزب العدالة والتنمية المطرودين المتواجدين خارج البلاد، إضافة إلى ضحايا عبد الإله بنكيران، الذين أسقطوا خلال إعادة هيكلة الحزب بعد المؤتمر الوطني الأخير".

سعد الدين العثماني

وكان القيادي، الذي ربما يتأهب لتقديم استقالته من الحزب الإخواني، قد تقدم باستقالته من مجلس بلدية مدينة القنيطرة، الذي كان يرأسه، لافتاً إلى أنّه فعل ذلك؛ لأنّه لم يعد له نشاط في العمل الحزبي. مضيفاً: "حان الوقت لأضع تجربتي في خدمة الوطن، في مواقع أخرى".

بنكيران يواصل معاركه الجانبية

في محاولة منه للتغطية على الترهل السياسي الذي أصاب حزب الإخوان في المغرب، والعودة من جديد إلى المشهد السياسي، واصل عبد الإله بنكيران، الأمين العام لـ"المصباح"، معاركه الجانبية، حيث شنّ هجوماً حاداً على إدريس لشكر، الأمين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي، واتهمه بتدبير مؤامرة خروج الأول من رئاسة الوزراء، في العام 2016.

 

في محاولة منه للتغطية على الترهّل السياسي الذي أصاب حزب الإخوان في المغرب، والعودة من جديد إلى المشهد السياسي، واصل بنكيران، معاركه الجانبية

 

بنكيران قال أمام جمع من المؤيدين، في كلمة له بالمؤتمر الجهوي لحزب العدالة والتنمية، بمدينة طنجة، "العجيب أنّه يحب أن يظهر أنّه هو من قاطعني، أتسامح مع من فيه الضعف البشري، أمّا الغدار فلن أقبله". زاعماً أنّ مجموعة من القيادات الاشتراكية في حزب لشكر قد قاطعته؛ بسبب قراراته وسياسته.

المحلل السياسي المغربي، أمين صوصي علوي، خصّ "حفريات" بتصريحات، علّق فيها على التلاسن بين بنكيران والأمين العام للحزب الاشتراكي، مؤكداً أنّ الخلافات بين الفريقين لا تنتهي؛ لأنّهما في نظره، وجهان لنفس العملة الشعبوية، التي تقتات من الصدام المجتمعي، وكلاهما يستغل بعض المظالم والأزمات؛ لتجييش الشارع لغايات سياسوية نفعية صرفة، لا علاقة لها بالشعارات التي يرفعونها في خطابهم تجاه الشارع وقواعدهم الحزبية.

ويرى علوي أنّ حدة اللهجة التي يستخدمها بنكيران مؤخراً، وكثرة المعارك التي يخوضها، تكشف حالة الإفلاس الأيديولوجي التي يعاني منها الإخوان في المغرب؛ حيث يتقاذفون الاتهامات والشتائم، دون مبدأ أو قضية عادلة؛ فالهدف الآن هو العودة إلى المشهد السياسي، وتذكير الجماهير بوجودهم، بعد السقوط المدوّي والمزلزل في الانتخابات الماضية، وبدلاً من أن يحاول بنكيران ترميم بنية الحزب المتصدّع، خرج يكيل الشتائم، ويوزع التهم على خصوم قدامى؛ لتصفية الحسابات، ورفع الصوت في المجال السياسي، دون رؤية أو برنامج أو هدف، وهذا حال الضعفاء والمهزومين.

أمين علوي: حدة اللهجة التي يستخدمها بنكيران مؤخراً، وكثرة المعارك التي يخوضها، تكشف حالة الإفلاس الأيديولوجي التي يعاني منها الإخوان في المغرب، حيث يتقاذفون الاتهامات والشتائم دون مبدأ أو قضية عادلة

تأتي تلك التصريحات، بعد أيام من حصول تلاسن حاد، بين بنكيران وراشيد الطالبي العلمي، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، حيث استخدم بنكيران ألفاظاً لا تليق برئيس حكومة سابق، ووصف خصمه بأنّه "ميكروب سياسي"، وقال في كلمة له خلال المؤتمر الجهوي لـ"العدالة والتنمية" بالدار البيضاء، إنه ليس لديه مشكلة في قيام الطالبي العلمي بوصفه بـ"الذئب"، وأضاف: "إذا سميتيني ذئباً شارفاً، أنت من الحميّر، مع كامل الاحترام للحمار، ويسمحوا لينا الحمير إذا عايرناهم".

كما واصل بنكيران الهجوم على رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، واتهمه بالمزايدة فيما يتعلق بزيادة أجور الموظفين، واصفاً الحزب الذي يقود الائتلاف الحكومي الحاكم، بـ"التجمع الذي يحتوي على رجال الأعمال، وليس السياسيين".

أمين علوي: الخلافات بين نكيران والأمين العام للحزب الاشتراكي لا تنتهي لأنهما وجهان لنفس العملة الشعبوية

حملة بنكيران على السياسيين في المغرب، امتدت إلى النقابات؛ حيث وجّه الأمين العام للمصباح انتقادات لاذعة إلى المركزيات النقابية، في أعقاب توقيعها على الاتفاق الاجتماعي مع الحكومة والاتحاد العام لمقاولات المغرب، زاعماً أنّ الاتفاق الذي كان هو قد اقترحه منذ أعوام، كان أفضل من الذي وقعته النقابات مع حكومة أخنوش. حيث قال: "ما قدمته عندما كنت رئيس حكومة، أحسن مما وقعوا عليه". كما وصف النقابات بـ"الهشة والخائفة"، وأنّها لا تفعل شيئاً سوى استهداف حزبه، كما أنّها، بحسب مزاعمه، فرّطت في قضايا النضال العمالي، لصالح الرأسماليين.

هذا وقد أثارت تصريحات أخيرة للأمين العام لـ"المصباح"، غضب قطاع كبير من العمال والموظفين في البلاد، بعد أن قال إنّه لو ظلّ رئيساً للحكومة، لما قبل الزيادة في الأجور، مضيفاً أنّه يعتز برفع الدعم عن المحروقات، ذلك أنّ رئيس الحكومة السابق، يحصل على معاش يبلغ 7 ملايين سنتيم، بينما يستكثر على الطبقة المتوسطة، تحسين أجورها الهزيلة.

إنّ نبرة الغضب، ومرارة الهزيمة، تبدو واضحة في خطاب بنكيران، وهو يبحث في كلّ مرة عن خصوم جدد، من أجل خوض معارك وهمية، يظن أنّها قد تساعده على العودة من جديد، خاصّة وأنّه يظهر أكثر حرصاً في كل مرة على الإشادة بالقصر، وتقديم الولاء للملك، قبل أن يهاجم الآخرين بضراوة.

مواضيع ذات صلة:

بنكيران يراجع أخطاء الإسلاميين: نقد ذاتي أم مناورة سياسية؟

بنكيران الباحث عن دور جديد يصطدم باليسار المغربي

بنكيران يوحّد إخوان المغرب بالشعوذة: لهذا خسرنا الانتخابات



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية