"التيار الإسلامي العريض" واجهة جديدة لإخوان السودان... فكم وجهاً للجماعة؟

"التيار الإسلامي العريض" واجهة جديدة لإخوان السودان... فكم وجهاً للجماعة؟


19/04/2022

في غمرة بحثها عن حلول تمكنها من العودة إلى الحياة السياسية في السودان مجدداً، والالتفاف على إرادة الشعب السوداني الرافض لجماعة الإخوان المسلمين، المصنفة إرهابية في بعض الدول، أعلنت (10) تنظيمات إسلامية من بينها (8) إخوانية تدشين تيار جديد أطلقت عليه: "التيار الإسلامي العريض".

ووفقاً لموقع "سودان تريبيون"، فقد وقعت أمس الإثنين (10) تنظيمات إسلامية على إعلان سياسي يهدف لتوحيدها تحت مُسمّى "التيار الإسلامي العريض"، بالتزامن مع حشد أعداد كبيرة من منسوبي هذه الجماعة في ساحة الحرية إحياء لذكرى معركة بدر الكبرى.

أعلنت (10) تنظيمات إسلامية من بينها (8) إخوانية تدشين تيار جديد أطلقت عليه "التيار الإسلامي العريض"

ومنذ الإطاحة بعمر البشير وحزبه الإخواني "المؤتمر الوطني" في 2019، دأبت جماعة الإخوان المسلمين على البحث عن طريقة لخلع عباءة نظام البشير، تارة عبر تأسيس حزب سياسي جديد، وأخرى عبر "التيار الإسلامي العريض". وتحاول الجماعة التعتيم على أعمال عنف سابقة تورط فيها أعضاؤها بالتعاون مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم سابقاً، وهدفت إلى خلق فوضى في الشارع لإزاحة حكومة عبد الله حمدوك وتيارات مدنية كانت داعمة له.

 ومن بين التنظيمات الموقعة على الإعلان: التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، وجماعة الإخوان المسلمين فرع السودان، ومنبر السلام العادل، والحركة الإسلامية السودانية، وهي إحدى واجهات المؤتمر الوطني المنحل، فضلاً عن تيار النهضة، وضمّ الحلف الجديد حزب دولة القانون والتنمية الذي يرأسه المتشدد محمد علي الجزولي، المعروف بولائه لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الإرهابي، وأفرج عنه مؤخراً، وحركة الإصلاح الآن، وحزب التحرير والعدالة، وفقاً لـ"سودان تريبيون".

وكانت لجنة إزالة التمكين "المجمدة" قد أصدرت في العام 2019 قراراً بحلّ حزب المؤتمر الوطني وواجهاته، وصادرت أملاكه وحجزت على الحسابات المصرفية لقيادات الحزب المنحل، قبل أن يقرر قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، نهاية تشرين الأول (أكتوبر) الماضي إلغاء قرارات فصل ومصادرة أموال قيادات إسلامية وإطلاق سراح رئيس الحزب السابق وعدد من الإسلاميين مؤخراً.

 استغلال الدين

في حين يهدف التحالف الإسلامي الجديد إلى التحضير للانتخابات التشريعية بنهاية المرحلة الانتقالية التي حددها مجلس السيادة السوداني، لجأ أمين حسن عمر القيادي في حزب البشير المنحل إلى استغلال الدين مجدداً، معرباً في مؤتمر صحفي عقب التوقيع أمس "عن تفاؤله بأن ينهض تيار الشباب الإسلامي في مختلف هذه التنظيمات بتأسيس أطر عمل مشترك بينهم لإحياء الفكر الإسلامي في السودان."

في حين يهدف التحالف الجديد للتحضير للانتخابات التشريعية، لجأ قيادي في حزب البشير المنحل إلى استغلال الدين مجدداً

إلى ذلك، احتشدت أعداد كبيرة من عناصر الحركة الإسلامية والجماعات الدينية المتشددة في ساحة الحرية شرق الخرطوم إحياءً لذكرى معركة بدر الكبرى بمشاركة قيادات المؤتمر الوطني البارزة، وردّد المشاركون هتافات مناوئة لليسار، وأخرى مؤيدة للجيش الحاكم في البلاد عقب أحداث 25 تشرين الأول (أكتوبر) 2021.

ويأتي هذا الحراك الإسلامي لعناصر نظام الرئيس المعزول عمر البشير بعد أيام قليلة من إصدار محكمة الإرهاب قراراً بتبرئة عدد من منتسبي المؤتمر الوطني "المنحل" من تهم تتعلق بتدبير محاولة انقلابية على الحكومة الانتقالية، ومحاولة اغتيال رئيس الوزراء المستقيل عبد الله حمدوك.

وعلى مدار الأعوام القليلة الماضية، شهد "المؤتمر العام" جدلاً واسعاً حول ضرورة تغيير اسم جماعة الإخوان المسلمين، والاستعانة باسم آخر يمكن أن يجذب فئات وتيارات عديدة لفظت التنظيم الذي ظل قابعاً على رأس السلطة لـ(3) عقود، إلا أنّ التغيير لم يشمل سوى مُسمّيات الجماعة في السودان، ولم  يحمل معالم حقيقية بشأن تطوير الرؤى السياسية أو المراجعة الفكرية.

 وجوه كثيرة لإخوان السودان

غيّرت جماعة الإخوان المسلمين اسمها عدة مرات ضمن محاولاتها للتغلغل داخل المجتمع السوداني، منذ ظهورها في 1949، فمن حركة التحرير الإسلامي إلى تنظيم الإخوان، ثم جبهة الميثاق ثم الجبهة الإسلامية، وأخيراً المؤتمر الوطني الذي تفرع منه المؤتمر الشعبي في تسعينيات القرن الماضي.

وظهر التنظيم في البداية في شكل شبكات صغيرة ومحدودة، لكن سرعان ما وسّع قاعدته، وتمكن من بناء شبكات له داخل الأجهزة الأمنية من أجل تحقيق طموحاته في الوصول إلى الحكم. وبالفعل استخدم تلك الشبكات في تنفيذ أول محاولة انقلابية في العام 1959، أي بعد (3) أعوام من استقلال البلاد من الحكم الإنجليزي في 1956.

 واستمرت تلك المحاولات الفاشلة حتى العام 1989، عندما نفذ الإخوان بنجاح انقلاب بقيادة عمر البشير الذي حكم البلاد (30) عاماً.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية