التيار الوطني وحزب الله... نهاية التحالف أم مسرحية لكسب الرأي العام؟

التيار الوطني وحزب الله... نهاية التحالف أم مسرحية لكسب الرأي العام؟


26/12/2021

لوّح التيار الوطني الحر، أكبر حزب مسيحي في لبنان، بإنهاء تحالفه السياسي مع جماعة حزب الله الشيعية المدعومة من إيران؛ ممّا يهدد اتحاداً هشاً يشكّل السياسات اللبنانية منذ نحو (16) عاماً.

وقد أعلن رئيس الحزب جبران باسيل الأسبوع الماضي أنّه ستكون هناك "عواقب سياسية" على إجراءات اتخذها ضد حزبه أكبر حزبين شيعيين في لبنان، وهما حزب الله وحركة أمل، وفق ما نقلت وكالة "رويترز".

وقالت شخصيات رفيعة المستوى مقربة من التيار كذلك" "إنّ اتفاق مار مخايل لعام 2006 بين التيار الوطني الحر وحزب الله بلغ نهايته".

التيار الوطني الحر يلوّح  بإنهاء تحالفه السياسي مع جماعة حزب الله الشيعية المدعومة من إيران

وكتب خليل شربل المنتمي للتيار الوطني الحر على تويتر: "مخايل مات".

وكان دور حزب الله حاسماً في وصول الرئيس ميشيل عون، مؤسس التيار الوطني الحر، إلى الرئاسة في 2016، وقد وفّر التيار بالمقابل غطاءً سياسياً مسيحياً مهمّاً للوجود العسكري لحزب الله، في ظلّ نظام المحاصصة الطائفية اللبناني.

ولم يُعلّق حزب الله علناً على هذه الأنباء عن احتمال إنهاء التيار الوطني لتحالفه معه.

ونقلت "رويترز" عن الموالي لحزب الله الشيخ صادق النابلسي يوم الأربعاء الماضي قوله: "حزب الله آثر الصمت، واستوعب وهضم كلّ الانتقادات، ولم يوجّه أي انتقاد علني للتيار الوطني الحر"، لكنّ باسيل يخاطر بفقد الدعم.

خشان: الجميع يعتقد بأنّ "الطلقة" التي سدّدها باسيل إلى حزب الله هي "خُلّبية"، مثلها مثل تلك الطلقات الصوتية التي تستعمل في التلفزيون والسينما والمسرح

وأضاف: "لم يعد للتيار (الوطني الحر) أي حليف في الانتخابات القادمة، لا يوجد حليف حقيقي للتيار الوطني الحر إلا حزب الله، فلماذا تتخلون عن آخر حليف لكم"؟

وقد واجه حزب باسيل ضغوطاً سياسية متزايدة للنأي بنفسه عن "حزب الله" منذ الانهيار المالي في البلاد عام 2019.

وبحسب السياسي والكاتب الصحفي اللبناني فارس خشان، فإنّه لا أحد في لبنان يصدّق أنّ "تحرّش" حزب رئيس الجمهورية ميشيل عون بـ"حزب الله" يمكن أن يمهّد لإغلاق حساب تبادل الخدمات بين الطرفين، مؤكداً أنّ الجميع يعتقد بأنّ "الطلقة" التي سدّدها رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل إلى الحزب هي "خُلّبية"، مثلها مثل تلك الطلقات الصوتية التي يتم استعمالها في التلفزيون والسينما والمسرح.  

وتابع خشان في مقالة عبر شبكة الحرة: "ينطلق هذا الاعتقاد من أنّ تيّار رئيس الجمهورية يحتاج في هذه المرحلة إلى خصم "متفهِّم" يعينه على استقطاب رأي عام خسره، وعواصم قرار ابتعد بعضها عنه، وعاقبه بعضها الآخر".  

وأضاف: "مخاصمة "حزب الله" تؤدّي الغرض؛ لأنّ الوقوف في وجهه ليس مربحاً شعبياً، وله انعكاسات انتخابية إيجابية في البيئة التي لا تعني "التيار الوطني الحر"، فحسب بل لأنّه أيضاً يمهّد للخطة الدبلوماسية الهادفة إلى تعويم هذا "التيار"، قبيل حلول الاستحقاق الرئاسي اللبناني، في عدد من الدول تتقدّمها الولايات المتحدة الأمريكية التي سبق أن أنزلت عقوبات بـ "الفاسد" جبران باسيل".   

ولكنّ هذه الخصومة يجب أن تكون "منضبطة"، بحيث لا تتجاوز "الخط الأحمر" الذي يرسمه الحزب، وهذا ما هو حاصل فعلاً، إذ إنّ العناوين التي يعتمدها "العونيون" في "التحرّش" بـ"حزب الله" هي "بلدية" بامتياز وغير سيادية مطلقاً، أي أنّها محصورة بالنزاع على السلطة ومكتسباتها "الأنانية"، ولا تتطرّق، من قريب أو من بعيد، لجوهر مشكلة اللبنانيين مع "حزب الله"، لجهة سلاحه غير الشرعي، والأدوار المؤذية للبنان التي يؤدّيها حيث يطلب منه ذلك "الحرس الثوري الإيراني".".  

وأنهى مقالته بالقول: "على الرغم من أنّ "الخدع البصرية والسمعية" تنفع في السياسة، كما في عالم الأفلام والمسرحيات، إلّا أنّها مع "التيار الوطني الحر" لا تجدي نفعاً، بل تنعكس عليه سلباً".

 

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية