الجزائريون يتداولون أول عملة باللغة الإنجليزية.. ماذا عن رد الفعل الفرنسي؟

 الجزائريون يتداولون أول عملة باللغة الإنجليزية.. ماذا عن رد الفعل الفرنسي؟

الجزائريون يتداولون أول عملة باللغة الإنجليزية.. ماذا عن رد الفعل الفرنسي؟


10/11/2022

تداول الجزائريون الأسبوع الماضي ورقة نقدية من فئة (2000) دينار أصدرها بنك الجزائر (البنك المركزي) بمناسبة الذكرى الـ (68) لاندلاع ثورة التحرير، واحتضان البلاد للقمة العربية الـ (31).

وتتميز الأوراق النقدية الجديدة التي تم تداولها منذ يوم الأربعاء بإدخال اللغة الإنجليزية لغة ثانية فيها إلى جانب العربية، على حساب اللغة الفرنسية لغة المستعمر السابق للبلاد.

تتميز الأوراق النقدية الجديدة بإدخال اللغة الإنجليزية كلغة ثانية إلى جانب العربية، على حساب اللغة الفرنسية

وتُعتبر هذه هي المرة الأولى في تاريخ الجزائر التي يتم فيها إدراج اللغة الإنجليزية في الأوراق النقدية، وذلك في إطار القرارات التي اتخذتها السلطات في الأعوام الأخيرة للتخلص من الهيمنة اللغوية الفرنسية على العديد من القطاعات، انطلاقاً من الإدارة والتعليم وصولاً إلى الثقافة.

هذا التغيير في اللغة الذي لقي ترحيباً محلياً كبيراً، أثار جدلاً واسعاً في فرنسا، فقد انتقد عدد من السياسيين والشخصيات العامة الفرنسية فشل تأثير زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة وزرائه إليزابيث بورن اللذين كانا مؤخراً في زيارة رسمية للجزائر.

هذه هي المرة الأولى في تاريخ الجزائر التي يتم فيها إدراج اللغة الإنجليزية في الأوراق النقدية

وغرّد زعيم اليسار الفرنسي جون لوك ميلينشون على تويتر: "إذا كانت هذه الورقة النقدية الجديدة جزائرية، فإنّ اللغة المشتركة قد انتهت، إنّه الفشل الذريع لماكرون وبورن على جميع الأصعدة".

بدوره، صعّد الصحفي فيليب دافيد من الجدل متسائلاً في برنامجه الإذاعي "سود راديو": "متى سيرد القادة الفرنسيون على الخطوة، ومتى سيتوقفون عن الخضوع لنظرائهم في الجزائر؟".

تعتبر هذه هي المرة الأولى في تاريخ الجزائر التي يتم فيها إدراج اللغة الإنجليزية في الأوراق النقدية

وكتب المرشح السابق للإليزيه جان لوك ميلانشون في تغريدة على تويتر أنّه "حزين"، لأنّ الجزائر لم تختر الفرنسية لأوراقها الورقية الجديدة، مشيراً إلى رئيس الجمهورية ورئيسة الوزراء.

من جهته، قال الصحفي الفرنسي من صحيفة "لوفيغارو" اليمينية الفرنسية جورج مالبورون: "أسابيع قليلة بعد زيارة إليزابيث بورن إلى الجزائر، وأشهر بعد زيارة ماكرون، العملات في الجزائر أصبحت باللغة الإنجليزية".

وتحمل النسخة الجديدة للعملة الجزائرية صورة مسجد الجزائر الأعظم، الذي تم افتتاحه عام 2020، ويُعدّ ثالث أكبر مسجد في العالم من حيث المساحة بعد الحرمين الشريفين بالسعودية، بمساحة قدرها (200) ألف متر مربع، ويتسع لـ (120) ألف مُصلٍّ.

وتمت إضافة مجموعة من الصور السياحية التي تتمتع بها الصحراء الجزائرية، على غرار سلسلة جبال الهقار، وهي مناطق تُعتبر متحفاً طبيعياً مصنفة من قبل "اليونسكو" ضمن التراث العالمي، لما تحمله من ممرات صخرية متميزة ورسومات ونقوش أثرية رسمها الإنسان الحجري قبل نحو (5) آلاف عام.    

انتقد عدد من السياسيين والشخصيات العامة الفرنسية فشل تأثير زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة وزرائه إليزابيث بورن إلى الجزائر

وعلى الجهة الثانية من الورقة النقدية، تمّ وضع صورة لمَعلم "مقام الشهيد"، الذي يُعتبر رمز الجزائر العاصمة، وهو المَعلم الذي تمّ تشييده في عهد الرئيس الجزائري الراحل الشاذلي بن جديد عام 1982.

أمّا الورقة الثانية فئة (2000) دينار المخلدة أيضاً لستينية الاستقلال، فقد تضمنت صورة احتفالات انتهاء الاستعمار الفرنسي والاستقلال لمواطنين يحملون الراية الوطنية وخريطة العالم العربي وخريطة الجزائر ومنارة جامع الجزائر.

ودفع هذا الأمر رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر للتعليق على الورقة الجديدة بقوة، معتبرين أنّ هذه النسخة الجديدة لفئة (2000) دينار جزائري جاءت تحمل الكثير من المعاني الوطنية والرسائل المهمة بعد (60) عاماً من استقلال الجزائر.

وفي الآونة الأخيرة، بدأت الحكومة الجزائرية في تغيير العملات الورقية والنقدية، من خلال استبدال صور الحيوانات بصور رموز الثورة الجزائرية، وطرحت نسخة جديدة من فئة الـ (2000) دينار بمناسبة ستينية الاستقلال شهر تموز (يوليو) الماضي، تحمل صورة جماعية لمجموعة الـ (6) التاريخيين الذي فجروا ثورة أول تشرين الثاني (نوفمبر) 1954 (محمد بوضياف، العربي بن مهيدي، مصطفى بن بولعيد، كريم بلقاسم، ديدوش مراد، رابح بيطاط).


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية