الجزائر: تصريحات أحد رموز جبهة الإنقاذ الإسلامية حول الجيش تثير الجدل.. وهكذا رد الناشطون

الناشطون للإنقاذيين: "الشعب الجزائري لن يُلدغ من الجُحر مرتين"

الجزائر: تصريحات أحد رموز جبهة الإنقاذ الإسلامية حول الجيش تثير الجدل.. وهكذا رد الناشطون


16/05/2023

شدّد ناشطون في الجزائر على أنّ مواطنيهم لن يُلدغوا من الجُحر مرتين، ساعات بعد تصريحات ساخنة أطلقها أحد رموز جبهة الإنقاذ الإسلامية المحظورة في الجزائر، واستهجانه تأكيد مجلة "الجيش" لسان حال القوات المسلحة أنّ محاولات الترويج لمظاهر التطرف "ستبوء حتماً بالفشل"، مبرزةً أنّ "الخديعة لن تنطلي مرة أخرى على شعبنا، بحُكم أنّه أصبح أكثر وعياً وإدراكاً لنوايا المغامرين".

وبعد نحو أسبوعين على تصريحات مثيرة للرجل الثاني في جبهة الإنقاذ الإسلامية المحظورة، علي بن حاج، صرّح كمال قمازي القيادي في الجبهة ذاتها: "نتعجب ممّا ذُكر في افتتاحية الجيش، خاصةً فيما يتعلق بالتاريخ، وعندما تتكلم عن التطرف وعن الإرهاب".

وفي إطلالته على قناة "المغاربية" المعارضة من لندن، لم يتحرج قمازي في توجيه اتهامات خطيرة للجيش بالضلوع في "انقلاب" غداة إلغاء تشريعيات 26 كانون الأول (ديسمبر) 1991، وربط مخلّفات الفتنة الدموية التي تسبّبت في مقتل ربع مليون جزائري بما سمّاه "إيقاف المسار الانتخابي" (...).

وأتت تصريحات قمازي عقب تحذير قيادة الجيش الجزائري من محاولة "دوائر معادية استهداف أمن واستقرار الوطن عبر نشاطات علنية مشبوهة ومغرضة لأصوليين يريدون عبثاً استنساخ الأساليب الخبيثة ذاتها التي كانت سبباً في المأساة الوطنية خلال تسعينات القرن الماضي، منها نشر خطاب متطرف"، مؤكدة في هذا الشأن أنّ الدولة "لن تتسامح أبداً أمام هذه المحاولات البائسة، وستقف لها بالمرصاد".    

لقطة من مسيرة شاركت فيها أبرز قيادات الإنقاذ في نهاية الثمانينيات

وأكدت افتتاحية العدد الأخير لمجلة "الجيش" أنّ "الاستمرار على نهج التغيير وإنجاح المسيرة التنموية الشاملة يقتضي قطع الطريق أمام المشوشين ومجابهة التطرف بشتى أنواعه من خلال تجلّد ومشاركة جميع الفاعلين وعلى مستويات مختلفة، بدءاً بالأسرة والمدرسة".

وشدّدت المجلة أيضاً على أنّ "شعبنا الأبيّ طوى صفحة الماضي الأليم إلى الأبد، ولا يمكنه بأي حال من الأحوال أن يعود مرة أخرى إلى أعوام الدم والنار"، مضيفةً أنّ "الجزائر واجهت ظاهرة الإرهاب بحزم، وحذّرت العالم برّمته من نتائجها المدمرة والوخيمة وتمكّنت، باعتراف الجميع، من دحر الإرهاب وقبر مشروعه الظلامي بفضل الاستغلال العقلاني لمقوماتها وإمكانياتها وتجارب شعبها المُكتسبة خلال الثورة التحريرية المظفرة".

التطرّف العنيف ظاهرة خطيرة بـ (4) تداعيات

أشارت مجلة "الجيش" إلى أنّ "التطرّف العنيف ظاهرة خطيرة تغذي الإرهاب في أحيان كثيرة، وتقوّض السلام والأمن والتنمية المستدامة وحقوق الانسان"، لافتةً إلى أنّه "لا يمكن أن يكون أيّ بلد بمنأى عن آثارها الوخيمة".

وبهذا الخصوص، أوضحت أنّ الجزائر "خاضت وحدها على مرّ عشرية من الزمن حرباً ضروساً على الإرهاب، وواجهت استراتيجية خبيثة استهدفت تفكيك الدولة، إلى أن تمكنت من القضاء عليه بفضل تضحيات جسام قدّمها الجيش الوطني الشعبي والأسلاك الأمنية الأخرى مسنوداً بالشعب، فأضحت بلادنا رائدة في هذا المجال ومثالاً يُحتذى به على المستويين القاري والدولي".

وخلُصت المجلة إلى تنبيه المجتمع الدولي للتهديدات المتزايدة، وخطورة ظاهرة التطرّف العنيف على السلم والأمن العالميين، لا سيّما في منطقة الساحل وجنوب الصحراء، وتدعو إلى تكثيف التعاون عبر الآليات المتوفرة، واعتماد مقاربة شاملة قائمة على ثنائية الأمن والتنمية.

وأتى ما تقدّم ليعزّز طرح الفريق أول سعيد شنقريحة قائد أركان الجيش الجزائري، الذي أكّد مؤخراً أنّ "الدولة الجزائرية لن تسمح بعودة المغامرين"، وشدّد: "لن نسمح بأيّ حال من الأحوال بعودة المتطرفين الذين كادوا يتسببون في انهيار أركان الدولة الوطنية، والذين جاء خروجهم إلى العلن بإيعاز من دوائر التخريب المعادية"، في إحالة على فلول الحزب الإسلامي المحظور الذين نظّموا تجمعاً غير مرخّص قبل نحو شهر، شهد رفع شعارات اشتهرت زمن صعود جبهة الإنقاذ أواخر ثمانينيات وأوائل تسعينيات القرن الماضي.

لعبة مكشوفة

في منشوراتهم عبر منصات التواصل الاجتماعي، أجمع مغرّدون على أنّ تصريحات كمال قمازي، وقبلها الرقم الثاني في جبهة الإنقاذ علي بن حاج، هي "لعبة مكشوفة" لـ "وجوه تجاوزها الزمن".

في هذا الصدد، قال الناشط ناصر زين الدين: "لا تنسوا تهديدات الإنقاذيين قديماً للشعب الجزائري بإقامة الخلافة الإسلامية في الجزائر عوض العراق واليمن والسعودية، وتكفيرهم الناس وإغلاقهم دور السينما وقمعهم الحريات ونزعهم شعارات الدولة من البلديات وعدم اعترافهم بدستور البلاد وإقامتهم معسكرات تدريبية على الجهاد ومطالبتهم بحمل السلاح قبل الانتخابات التشريعية المُلغاة".

وفي تغريدة على منصة "فيسبوك"، كتب الناشط علي بابا أحمد: "قتلتم الناس لأجل السلطة، ثمّ تتعجبون وتستنكرون!"، وأضاف محمد بلعروسي: "ماذا عن الأمراء وأكياس الدراهم"، في إشارة إلى المجموعات الإرهابية الإسلامية التي مارست النهب والترويع والقتل قبل (3) عشريات، وجزم كل من وليد حمادي وعائشة سعيدي وجيلالي رايك أنّ "جبهة الإنقاذ لا تمثّل الشعب الجزائري".

 كمال قمازي وعلي بن حاج

من جانبه، لاحظ الناشط كمال عوّاج أنّ "قناة المغاربية المعارضة باتت قناة خطيرة على بلدنا الحبيب"، وأردف إبراهيم محمد الميلود: "نحن نتعجب من الفوضى والفتن التي تريدها هذه القناة والذين يتدخلون فيها وأتباعها"، في حين دعا عبد الوهاب سلماتي الإنقاذيين إلى الابتعاد، قائلاً: "انصرفوا، ولا تفكّرونا في الهمّ، نحن ننساه لكنّكم تصرّون على تذكيرنا به، ابتعدوا عنّا، ابتعدوا، ويحيا الجيش الجزائري إلى الأبد، والله يرحم الشهداء".

وقال الناشط حليم بن يسعد: "يتكلمون فقط عن الاعتماد، ولا يتحدثون عن التطرف الذي بدأ منهم"، وأوضح ناصر قرنيش: "كلّ همّ الإخوان هو الانتخابات"، وتابعت دعاء جوينة: "ما بُنِي على باطل فهو باطل، لقد تمّ اعتماد أحزاب على أساس ديني، رغم أنّ الدستور يمنع ذلك، وهذه بداية الانحراف، حيث لا يُمكن الكلام عن الديمقراطية والاختيار الحرّ مع تنظيمات تهدّد الشعب ولا تقبل بديلاً عنها، وكل قادة الإنقاذ صرّحوا أنّ السلطة لهم أو الجهاد ولا حلّ غير ذلك".

لا لإشعال نار الفتنة مجدداً

حذّر عبد العظيم شنافي من جنوح الإنقاذيين إلى "إشعال نار الفتنة مجدداً"، وذكر أنّ "كمال قمازي كان واحداً ممّن دعوا إلى الجهاد ضدّ الشعب الجزائري، وساهم بشكل كبير في إذكاء نار الفتنة التي راح ضحيتها قرابة (250) ألف شهيد".

بدوره، قال أمين جودير: "أيّها الإنقاذيون، لا تتكلموا باسم الشعب، لن نسمح لكم بذلك"، وأيّده الهادي يحياوي: "ارتكبتم أخطاء فادحة، ولم تقدّروا خطورة تلك المرحلة الصعبة في تاريخ البلد، استعجلتم الكرسي فتكسّر بكم وتكّسرت البلد بسببكم وكذلك حراس المعبد، انسونا واجعلونا ننسى تلك الأعوام الصعبة القاسية".

مواضيع ذات صلة:

مؤتمر حركة البناء الجزائرية ... لم يتغيّر أي شيء!

كيف دعمت إيران جبهة الإنقاذ الجزائرية؟

الجزائر: إجماع على رفض عودة فلول الإنقاذ.. ما الجديد؟



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية