"الجهاز السري: الإخوان وصناعة الموت"... كاتبة أمريكية توثق تاريخ التنظيم الدموي

"الجهاز السري: الإخوان وصناعة الموت"... كاتبة أمريكية توثق تاريخ التنظيم الدموي

"الجهاز السري: الإخوان وصناعة الموت"... كاتبة أمريكية توثق تاريخ التنظيم الدموي


25/10/2022

اعتبرت الكاتبة الأمريكية سينثيا فرحات جماعة الإخوان المسلمين أخطر التنظيمات الإرهابية على مستوى العالم، وقالت: "إنّها تمثل حاضنة للفكر المتطرف، وعملت خلال عقود من تاريخها على تصدير "صناعة الموت"، من خلال التسلل إلى المجتمعات العربية والغربية، وتقديم أفكار مضللة عن الدين، ونشر الإرهاب والفكر المتطرف بين الشعوب".

 وفي كتابها الصادر نهاية أيلول (سبتمبر) الماضي، تحت عنوان: "الجهاز السري: الإخوان وصناعة الموت"، تطرح فرحات مجموعة من الوثائق والوقائع التاريخية التي تبرهن على خطورة تنظيم الإخوان الإرهابي، وكذلك عمليات القتل والإرهاب التي نفذها التنظيم منذ تأسيسه في عام (1928)، كما يُقدّم الكتاب عرضاً للعلاقة بين الإخوان وكافة الجماعات الإرهابية التي أسست في التاريخ الحديث، وأبرزها جماعة القاعدة وتنظيم "داعش"، وترى الكاتبة أنّ كافة هذه التنظيمات قد تأسّست على فكر الإخوان، واستخدمت منهجهم للانتشار والتجنيد، وأيضاً تبرير العنف. 

وتقول فرحات: "لا تختبئ أخطر جماعة إرهابية في الكهوف أو الصحراء، لكنّها تعمل داخل الولايات المتحدة، وتقدّم نفسها بأنّها منظمة سياسية إصلاحية غير عنيفة، لكنّها في الحقيقة جهاز إرهابي بواجهة سياسية، أسسها حسن البنا قبل نحو قرن، ويمكن أن نطلق عليها، وفق تاريخها الدموي، مؤسسة "صناعة الموت"".

 إيران والإخوان... علاقات معقدة وخطيرة

تُرجع الكاتبة نشأة تنظيم الإخوان إلى مصدرين رئيسين، بحسب تقرير منشور على موقع دراسات "عين أوروبية على التطرف"، الأوّل: إيران والمذهب الشيعي، وتقول: "كان للحشاشين في العصور الوسطى التأثير الأكبر على تشكيل جماعة الإخوان، وهو أمر كان ممكناً بفضل عملية التقريب، أي الجهد المبذول لتضييق الخلافات الدينية بين الشيعية والسنّة، بهدف إعادة تأسيس الخلافة، وشنّ الجهاد المشترك ضد أعدائهم المشتركين".

غلاف الكتاب

 وتشير الكاتبة إلى أنّ "المُنظّر الإيراني جمال الدين الأفغاني ربما كان أهم شخصية في إحياء الإسلاموية، لأنّه جمع بين الجمعيات السرّية الغربية، والدعوة الإسلامية السرّية، واعتمد مؤسس جماعة الإخوان المسلمين حسن البنا بشكل كبير على هذا الإرث لإنشاء "المعادل في القرن الـ (20) لطائفة الحشاشين".

 وتضيف: في منتصف فترة الستينيات استغل علي خامنئي وقته في سجن إيراني لترجمة إلى الفارسية اثنين من الكتب الرئيسة للإخوان المسلمين التي ألفها سيد قطب، وشهدت الثورة الإيرانية في (1978-1979) تأسيس فرع للإخوان المسلمين رسمياً في إيران.

مؤلفة كتاب "الجهاز السري: الإخوان وصناعة الموت": الإخوان المسلمون والتعاون الإيراني، من أخطر العلاقات وأكثرها تعقيداً في عالم السياسة الدولية والجهادية والإرهاب العابر للحدود

 

 ووفق هذا السجل الطويل، ترى المؤلفة أنّ "الإخوان المسلمين، والتعاون الإيراني، من أخطر العلاقات وأكثرها تعقيداً في عالم السياسة الدولية والجهادية والإرهاب العابر للحدود".

 المصدر الثاني للتأثير على تشكيل الإخوان كان، وفقاً للقراءة التي يقدّمها موقع "عين أوروبية على التطرف" للكتاب، هي "مجموعة منتقاة من الإيديولوجيات والقوى الغربية الحديثة، مثل: القيصر فيلهلم الثاني، ودعايته في الحرب العالمية الأولى، والنازيون (خاصة وحشية كتيبة العاصفة)، والسوفييت (خاصة أفكار لينين)، ونموذج (الشيوعية الدولية لستالين).

 حسن البنا والخداع التاريخي

يتحدث الجزء الثاني من الكتاب عن شخصية حسن البنا مؤسس الإخوان ومعتقداته، وتأثيره الذي ما يزال ممتداً على أعضاء التنظيم حتى الوقت الراهن، وكيف أنّه خلق أوهاماً لتحقيق أكبر قدر من الطاعة الزائفة لقائد التنظيم (المرشد العام)، وتتناول الكاتبة فكرة حسن البنا حول الخلافة والموت، وترى أنّه استخدم صناعة الموت في عدد من خطاباته ورسائله، فقد اعتبر أنّ "الموت فن، وأحياناً فن جميل على الرغم من مرارته، بل قد يكون أجمل الفنون إذا تم إنشاؤه على يد فنان بارع"، وبرر قوله بأنّ الموت من أجل الإسلام فن.

سينثيا فرحات: السلوك الأمريكي تجاه جماعة الإخوان قصير النظر، وسياسات الخداع نجحت في تسلل عناصر الجماعة إلى الحكومة الأمريكية وحصولهم على دعم مستمر، ويتوجب على واشنطن وضع التنظيم على قوائم الإرهاب

 

 ثم تقدّم الكاتبة (3) رؤى رئيسة حول الخدع التاريخية الـ (3) التي مارستها جماعة الإخوان، وفق ما أورده التحليل، تستند الخدعة الأولى إلى الازدواجية، بمعنى "وجود وجه عام حميد إلى حد ما، الجهاز العام، وميليشيات سرّية شيطانية، الجهاز السرّي، وقد انخرطت الجماعة في خطاب مزدوج منذ عام 1951، يعبّر أحدهما بانتهازية عن القيم الديمقراطية الليبرالية، والآخر عن خطاب متطرف ومؤيد للإرهاب.

 أمّا الخدعة الثانية، فتتعلق بنفي الصلة بين الجماعة وبعض التنظيمات، بغرض إظهار صورة أكثر اعتدالاً للإخوان، في إطار الترويج الدعائي للتنظيم، حيث "وجهت الأعضاء إلى قطع العلاقات رسمياً معها وإنشاء فروع تبدو غير ذات صلة، على سبيل المثال الجماعات السلفية المختلفة في مصر تجعل جماعة الإخوان المسلمين تبدو معتدلة".

وتنطوي الخدعة الثالثة على التسلل، حيث "يتسلل الجهاز السري منهجياً إلى الأحزاب السياسية، والجيوش، ووكالات الاستخبارات، ووسائل الإعلام، والنُظم التعليمية، والمنظمات الحكومية وغير الحكومية، وغيرها من الجماعات المؤثّرة، ويخربها من الداخل".

 الجهاد الحضاري

وفي الجزء الرابع تتحدث الكاتبة عن فكرة ومفهوم "الجهاد الحضاري"، وتعرّفه بأنّه "مجموعة كاملة من الأعمال القانونية، والعمليات السرّية والتسلل، والتخريب الثقافي والسياسي، وتجنيد الأشخاص داخل الأوساط الأكاديمية والعسكرية والاستخباراتية، ووكالات إنفاذ القانون، والوكالات الحكومية الأخرى".

جماعة الإخوان تمثل حاضنة للفكر المتطرف، وعملت خلال عقود من تاريخها على تصدير "صناعة الموت"، من خلال التسلل إلى المجتمعات العربية والغربية، وتقديم أفكار مضللة عن الدين، ونشر الإرهاب والفكر المتطرف بين الشعوب

 

 وأخيراً، تركز الكاتبة على محور مهم يتعلق بالسلوك الأمريكي تجاه جماعة الإخوان، والذي تصفه بأنّه "قصير النظر"، وترى الكاتبة أنّ سياسات الخداع قد نجحت في تسلل عناصر الجماعة إلى الحكومة الأمريكية وحصولهم على دعم مستمر، وتطالب واشنطن باتخاذ التدابير اللازمة لوضع التنظيم على قوائم الإرهاب الأمريكية في أقرب وقت.

 ويذكر أنّ سينيثيا فرحات هي باحثة أمريكية من أصل مصري، هاجرت إلى الولايات المتحدة قبل نحو عقد، ويتركز مجال دراستها وعملها في دراسة التنظيمات الإرهابية، والجهاد الإسلامي، وتقدّم المشورة لوكالة إنفاذ القانون الأمريكية، وتدلي بإفادات لدى الكونغرس الأمريكي حول الجماعات الإرهابية.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية