الحرمان العاطفي لدى السلفي الجهادي وحورياته المُغريات!

السلفية

الحرمان العاطفي لدى السلفي الجهادي وحورياته المُغريات!


06/11/2017

يشير الباحث جوشوا جولدستين في كتابه "الحرب والنوع الاجتماعي"  War and Gender إلى أن هرمون التستسترون - هرمون الجنس عند الذكور- يدفعهم أحياناً كثيرة إلى العنف بل قد يتفاقم الأمر ويصل بهم إلى شن الحروب ضد الآخرين. ويضيف أيضاً أنه لوحظ أن ارتفاع مستويات هذا الهرمون الجنسي في الدم عند الذكور من الكائنات الحية غالباً ما يحض على هزيمة خصومهم من الذكور، والظفر بإناثهم للحصول على الجنس والعلاقات الحميمة. وانطلاقاً من هذا الطرح يمكننا التساؤل: هل الجوع الجنسي والحرمان العاطفي في المجتمع السلفي الجهادي المنغلق يدفعه إلى الالتحاق بميادين القتال للظفر الجنسي بأكبر عدد من الإناث المتطرفات اللاتي جئن للقتال أو المرتدات عن مذهبه أو حوريات الجنة الموعودة؟
إنّ الانطلاق من هذه الإشكالية مهم جداً؛ لأننا عادة ما نطرحها عند رؤية مقاطع فيديو من مواقع السلفيين الإلكترونية، تلك المواقع التي تبدي بهجة شبابهم المتطرف في أرض المعارك حيث يتم توزيع السبايا اللاتي يتبادلهن السلفيون كالهدايا، ويتقاسموهن فيما بينهم، بل وصل بهم الأمر إلى بيعهن لكسب المال. كما نقرأ أيضاً في بعض الكتب الدينية المتشددة، ونسمع، ونشاهد محاضرات وخطباً طويلة تتغزل بحسن الحوريات الفاتنات اللاتي يستقبلن روح المقاتل السلفي في حدائق الجنة الخضراء، بعد أن يسقط مجندلاً في ساحات القتال، وأن كل هذه الإغراءات التي ترافقها الشهوة والرغبة والوله من النسوة الأثيريات "الحوريات" ماهي إلا مكافأة له؛ لأنه ضحى بروحه ونفسه في سبيل تحقيق أهداف تنظيمه، وإرضاء لأميره ونصرة لإخوانه ولأنصار الفكر السلفي الجهادي في كل مكان.

القادم الجديد إلى التنظيمات الجهادية يفرح فرحاً شديداً بزواج سهل ميسر وسريع لا تشوبه تكاليف ولا مصاريف

يحاول هذا التقرير الكشف عن دور المرأة والغريزة الجنسية في انطلاق العديد من الشباب العربي والمسلم من ديارهم للقتال والفوز بنعيم جنسي دنيوي غير متاح في قراهم ومدنهم المحافظة والمتزمتة دينياً، ونعيم جنسي أخروي في جنة متخيلة صورها لهم شيوخهم وأمراؤهم. ولعل هذا ما دفعنا للكتابة عن فكرة الحورية، وهي المرأة الحوراء العيناء، التي تسكن في ذهن السلفي الجهادي دائماً، وهذه الحورية أو الحوريات، تختلف أشكالهن وتتنوع؛ فمنهن حوريات التطرف في ساحات القتال، وحوريات السبي، والحورية الأجمل. لا بد من تسليط الضوء على حلم الإرهابي وعمله من أجل الوصول لحسناوات الواقع والخيال معاً، بل كيف يقوده حلمه إلى شن حروب هلعٍ، وقتلٍ، وترويعٍ، رغبة في أن تفتح له تلك الأفعال أبواب نعيم اللذات الدائمة.
حوريات ساحات الوغى
هناك من يعتقد أن التنظيمات السلفية المقاتلة هي من الرجال فقط، وذلك لأن المرأة لا يسمح لها بالظهور في مجتمعات التطرف القاسية، فيكون دور السلفيات الجهاديات الزواج من المجاهدين وإنجاب أطفال وتربيتهم على عقائد التنظيم. من هنا تبدأ قصة المرأة السلفية عندما يصل المقاتل السلفي إلى أرض المعركة، حيث يقوم رفاقه بالتنظيم باستقباله، والاحتفاء به، من خلال تقديم الطعام، والمسكن، ومن ثم يقدمون له عروساً مكافئة له على اجتيازه الصعاب من أجل القدوم الى ساحات القتال "المقدس" . وهنا يصبح أو يمسي هذا المهاجر متزوجاً بهذه المرأة من أخوات أو قريبات المقاتلين السلفيين اللاتي لا يرتقي لولائهن لأمير الجماعة وأهدافها أي شك. ومن الممكن أنه هذه الزوجات يعملن كجاسوسات يراقبن سلوك القادم الجديد، بل ويحسبن أنفاسه، ويحصين خلجات نفسه، لمعرفة صدقه وولائه للتنظيم المتشدد وأمرائه. ولكن هذا القادم الجديد إلى التنظيم في أرضه يفرح فرحاً شديداً بزواج سهل ميسر وسريع لا تشوبه تكاليف، ولا مصاريف، ولا حفلات، أو صالات، أو ملابس باهظة، ومجوهرات، كما كانت العادة في دياره التي هجرها من أجل تحقيق أهداف عدة من أهمها إشباع رغبته الجنسية بشكل ميسر ومتوفر دائماً عند الطلب. وهنا في أرض "الجهاد"– بطبيعة الحال- يمكنه الزواج بمقابل زهيد، بل وفي كثير من الأحيان بلا مقابل وبأربع نساء سلفيات يظهرن له الحب، ويوفرن له حياة زوجية شرعية لطالما حلم بها.
إنّ نعيم حوريات ساحات القتال لهو حلم لم يكن ليحلم به لو بقي في قريته، أو في مدينته التي طغت فيها أسعار المهور وأصبح الزواج فيها تجارة، والنساء سلعة ثمينة لا يقدر على شرائها الفقير وحتى الغني أحياناً. وبالتالي فإنّ هذا الشاب الذي تتنازعه غرائز الجنس يشعر أن هذه الأرض الجديدة تقدم له ثماراً يانعة كثيرة، رحيقها يروي عطشه الشهواني، بل تصل به حتى الثمالة. وهنا يشعر أنّ مغامرته القاسية للوصول إلى أرض الجهاد لم تكن بلا مكافأة أو جائزة، بل إنه يقوم بتشجيع كثير من أقرانه في مواطن كثيرة لاستقطابهم، وحثهم على الالتحاق بصفوف تنظيمه، والقدوم إلى هذه الأراضي للقتال والفوز بما فاز به من إشباع لشبقه، وإرضاء لرغباته المكبوتة

حوريات السبي
خطفت حركة "بوكو حرام" المتطرفة في 2014 أكثر من 276 طفلة من مدارس نيجيرية، وذلك لتوفير نساء للمتعة الجنسية لمقاتليها الذين يقبعون غالباً في مخابئ في الصحراء الكبرى، وعندما طلبت منهم منظمات دولية إعادة الفتيات لبيوتهن، كان رد هذه الجماعة التي تحرم أي تعليم غير سلفي، أنّ تلك الفتيات أصبحن سبايا وإماء ملك يمين لمقاتليه. والسبي والسبايا هم أسرى الحرب من رجال، ونساء، وأطفال يتم بيعهم، وشراؤهم، وإهداؤهم كأية سلع تجارية. وأكثر جانب من جوانب الحرب السلفية "المقدسة" تشويقاً و إمتاعاً وهو ما يدفع أي "مجاهد" منهم للقدوم إلى ساحات القتال، بل والموت هنا هي لحظة أن يدعوه أمراؤه لمعرض الاختيار بين الأسيرات الكتابيات، أو الوثنيات، أو المرتدات عن مذهبه المتزمت، وكذلك التمتع بالنظر إليهن، والتلذذ بالاقتراب منهن، وملامستهن بلا حرج، أو خوف في سوق النخاسة، ثم يقوم بإنتقاء من تهواها نفسه.
وثقت منظمة" هيومن رايس ووتش" في ابريل 2015 لاعتداءات جنسية واغتصاب وقعت على الكثير من فتيات صغيرات السن ونساء متزوجات ومسنات يزيديات في محافظة نينوى بشمال العراق علي يد مقاتلي تنظيم "داعش" في النصف الثاني من 2014، وطالبت بتقديم مساعدات نفسية طارئة للهاربات من الأسر هناك. وإذا عدنا إلى ما يدور بخلد "المجاهد" السلفي نجد أن مرور فكرة أنه يمكنه أن يمتلك عدداً لا نهائي من السبايا، أو ملك اليمين يجعله مندفعا للالتحاق بميادين القتال، ومنازلة أعداء  التنظيم من غير أدنى تفكير. 
ويتملك الجهادي شعوراً جميلاً كله نشوة بعد كل غزوة ودخول منطقة مأهولة للعدو، لأنه يعرف أنه بعد انقشاع دخان المعركة ستكون كل الإناث - من أهل تلك القرية أو المدينة- في متناول يديه، بل ستكون أية واحدة منهن أمَة له يستعبدها جنسياً، ويمارس عليها كل عقده الشهوانية، القديمة، المستعصية على الحل. وعندما يقسم أمير الجماعة أو من ينوب عنه النساء الأسيرات بين رجال التنظيم سيكون له حصة لذيذة يعود بها إلى المنزل.

المجتمعات الإسلامية ما زالت تمارس فصلاً كاملاً بين الجنسين، فقد يكون الحل خلق بيئات أكثر انفتاحاً

هذه الحورية البشرية تكون عادة أكثر بياضاً وبهاء من نساء قريته، ومدينته التي هجرها من أجل "الجهاد"، بل لم ير هناك على الأغلب وجه أو يد إحداهن، فضلاً عن أن هذه السبية طوع إشارته، فيفعل بها ما يشاء، ولا تستطيع أن تشكوه لأنّ المرأة لا صوت لها في مثل هذه البيئة المعادية وغير الرحيمة، في حين نجد أن شكواها قد تكون سبباً لايقاع الأذى الشديد بها، وقد يصل الأمر إلى قتلها. وما يثلج صدر المقاتل السلفي أيضا أنه قد يعود بأكثر من أمَة، وسبيّة، تتراوح أعمارهن بين سن الطفولة، والنضج، وحتى الثيبات. هذه صورة الجنة الأرضية الساكنة في مخيلة المحارب السلفي، والمليئة بالجنس الوفير، وإن كانت نساؤها لسن بحسن حوريات الجنان" السماوية " الموعود بهن بعد السقوط في ساحات الوغى، لكنها تجذب الكثيرين من الشباب الممتلىء بالرغبة، حتى لنجد الكثير منهم يضحي بالغالي، والنفيس من أجل الوصول إلى هذه الأرض الملتهبة، التي تمنحه ثمراتٍ تشبع شبقه و تسد رمقه الغرائزي.

 

الحورية الأجمل ووصيفاتها وخادماتها!
تسكن عقل المقاتل السلفي دائماً وأبداً صور ومشاهد لرحلته الأثيرية بعد مقتله دفاعاً عن فكرته الدينية وإعلاءً لشأن تنظيمه، وإرضاءً لأميره. ويمر في ذهنه شريط سينمائي ينقله إلى حدائق غناء، وارفة الخضرة بالجنة التي يصنعها خياله أو مما يسمعه من خطباء تنظيمه، ويرى نفسه سائراً لقصر مشيدٍ، مصنوعة لبناته من الذهب، والفضة، وتستقبله فيه حسان بعيون حوراء واسعة، وكواعب أتراب قد استدارت صدورهن كثمر الرمان، وبياضهن، وبهائهن الذي لو ظهر منه نزر قليل لإضاء ما بين السماء والأرض. ويبقى يتنقل بين حسناواته الاثنتين والسبعين، و هو يعرف مما قرأ وسمع أنّ أول من استقبلنه كنا خادمات لملكة الحسن والبهاء، ومن ثم ينتقل للتعرف على وصيفات تلك الملكة وبعد التمتع بذلك الجمال الفائق يصل لخِدر الحورية الأبهى والأجمل، وهنا يكتشف أنه أعطي مكافأة كريمة جداً لتضحيته بحياته من أجل المعتقد السلفي، وزود بقوة جنسية تعدل قوة سبعين رجلاً، وأنه يمكنه أن يضاجع مئة حورية عذراء في يوم واحد. ويتذكر هنا أنّ مشايخه قد أخبروه بأن العناق، أو اللقاء الجنسي في جنتهم قد يدوم لسنوات طويلة ليتمتع، ويتلذذ جزاء فدائه لعقيدة التنظيم بروحه وبكل ما يملك.
يعد هذا النعيم الجنسي المشتهى، والذي يتمتع به "شهيد" التنظيم- حسب اعتقاده- وبرفقة حسناوات لم يطمثهن إنسان ولا جن قبله، يعد القوة المحفزة لكثير من الشباب العربي، والمسلم الذي أصيب بعدوى التطرف والتكفير ودفعهم لترك بيوتهم، ومصالحهم وأعمالهم للانتقال إلى ميادين الصراع، والحرب، طمعاً في عبور جسر الموت الذي ينقلهم ،حسب خيال ديني مهيمن على النفس والجوارح، إلى جنة الجنس، والحسناوات الكثيرات، وحيث يكون إشباع الشهوات واللذات بلا حدود.
قد يكون للحرمان الجنسي، والفصل الشديد بين الذكور، والإناث في مجتمعات عربية، وإسلامية كثيرة دور حاضر في انطلاق كثير من هذا الشباب إلى ميادين الحرب، والموت. وقد يتذرع هؤلاء الشباب في ظاهر تبريرهم أنهم خرجوا لرفع راية الإسلام، وتخليص المسلمين من القهر، والاحتلال، ولكن من الممكن أنّ هناك أسباباً أخرى في العقل الباطن تتمثل في أنهم يعرفون ويسمعون ويقرأون عن أرض تقدم لهم حلولاً لا حد لها لعقدهم الجنسية المكبوتة، بل إن هناك وفرة من النساء من أعراق مختلفة، ومن أسيرات الحرب يتم تقديمهن لهم كزوجات وإماء وجوارٍ بمباركة الهيئات الشرعية من تنظيماتهم.
يستاءل بعضهم:  لماذا يهجرنا أبناؤنا فجأة ليلتحقوا بجبهات القتال السلفي؟ لعل البيئة تلعب دوراً مهماً في جعل شبابنا ينصاعون أو لا ينصاعون لدعاية تلك المنظمات، ولأن بعض المجتمعات الإسلامية ما زالت تمارس إلى الآن فصلاً كاملاً بين الجنسين، فقد يكون الحل أحياناً في خلق بيئات أكثر انفتاحاً، ورفع كثير من الأسوار الفاصلة بين عالم الرجال والنساء، وإيجاد بيئة تواصل صحية بين الجنسين، في كل مناحي الحياة، وقد تساهم معالجة علمية  إجتماعية جدية لهذا الأمر بجعل أحلام أي من الشباب المتزمت دينياً ممكنة، بل وقابلة للتحقق في ديارهم، وبين أهاليهم، وذويهم بدلاً من أن يقوم أي منهم بهجرة خطيرة في أراض مزروعة بالالغام، والموت، فقط ليشبع جوعه الشهواني، ويروي شبقه الجنسي، بالارتباط بأسيرات حرب مكلومات، ومعذبات، أو بالزواج من نساء شوهتهن الصراعات المسلحة، أو حتى الركض خلف وهم الكائنات الأثيرية الوهمية المسميات بالحوريات واللاتي وعدهم بهن المتطرف الذي استقطبهم ليقوموا بمهمة القتل، والتفجير، والتدمير.

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية