"الذئاب الرمادية" والإخوان.. أوروبا تقلم أظافر أردوغان

"الذئاب الرمادية" والإخوان.. أوروبا تقلم أظافر أردوغان


22/11/2020

حسام حسن

في 3 دول أوروبية، يواجه تنظيمان إرهابيان، هما "الذئاب الرمادية" و"الإخوان"، أوقاتا عصيبة، ضمن تحركات أوروبية لتقليم أظافر أردوغان.

 كانت أحدث هذه التحركات في ألمانيا، حيث طالب البرلمان الألماني، الحكومة قبل 3 أيام، بدراسة فرض حظر على تنظيم "الذئاب الرمادية" التركي المتطرف.

وصوت البرلمان الألماني بأغلبية على القرار الذي اقترحه الاتحاد المسيحي الحاكم "يمين وسط"، والحزب الاشتراكي الديمقراطي "يسار وسط"، وحزب الخضر "يسار"، والحزب الديمقراطي الحر "يمين وسط".

ويدعو القرار الحكومة الألمانية إلى "مراقبة أنشطة الذئاب الرمادية في ألمانيا عن كثب، والتصدي لها بحزم في إطار الوسائل الدستورية".يأتي ذلك بعد أسبوع من تنفيذ الشرطة النمساوية مداهمات في 4 ولايات اتحادية، بينها فيينا، استهدفت أشخاصا وجمعيات مرتبطة بالإخوان الإرهابية وحركة حماس الفلسطينية.

وخلال المداهمات أجرت الشرطة تفتيشا في أكثر من 60 شقة ومنزلا ومقرا تجاريا وناديا، وألقت القبض على 30 شخصا مثلوا أمام السلطات النمساوية لـ"الاستجواب الفوري"، وفق بيان رسمي.

ونقل إعلام نمساوي محلي عن مصادر أمنية قولها، إن "التحقيقات تجري مع المشتبه بهم حول الانتماء لمنظمات إرهابية، وتمويل الإرهاب، والقيام بأنشطة معادية للنمسا، وتشكيل تنظيم إجرامي وغسل الأموال".

وقبل أسابيع، أعلنت الحكومة النمساوية رسميا، حل تنظيم "الذئاب الرمادية"، بعد يومين من فرض الحكومة الفرنسية حظرا عليه.

وجاء قرار الحكومة بعد تشويه نصب تكريمي لضحايا الإبادة الأرمنية قرب ليون بكتابات شملت عبارة "الذئاب الرمادية".

شبكة إرهابية

وعلى مدار سنوات، كشفت تقارير صحفية واستخباراتية وخبراء في أوروبا ملف علاقة نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بالتنظيمات المتطرفة مثل (ميللي جوروش) "الرؤية الوطنية" التركية، والإخوان الإرهابية، و"الذئاب الرمادية".

وفي أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أكدت الحكومة الألمانية وجود علاقات وثيقة بين الرئيس التركي وحزب العدالة والتنمية الحاكم، مع التنظيمات الإسلامية المتطرفة.

ووفق مذكرة حكومية أرسلت للبرلمان الألماني ردا على طلب إحاطة، فإن هيئة حماية الدستور "الاستخبارات الداخلية" رصدت مرارا وتكرارا اتصالات مفتوحة بشكل متزايد بين نظام أردوغان وحركة "ميللي جوروش" المرتبطة بالإخوان، في ألمانيا.

وذكرت المذكرة أن الاتصالات بين الطرفين تكثفت خاصة بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا عام 2016، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

وبالإضافة إلى ذلك، هناك روابط بين أعضاء حركة "ميللي جوروش"، وجماعة الإخوان، والاتحاد الإسلامي التركي "ديتيب"، ويتلقون أوامر مباشرة من مديرية الشؤون الدينية التركية "ديانت" الخاضعة لإشراف مباشر من الرئاسة التركية، وفق المذكرة الحكومية الألمانية.

وترصد السلطات الأمنية في النمسا وألمانيا، على سبيل المثال، تنسيقا يصل لحد التحالف بين التنظيمات التركية مثل أتيب وديتيب وميللي جورش، والذئاب الرمادية، والإخوان الإرهابية في القارة الأوروبية، وفق تقارير صحفية.

وفي هذا الإطار، قال الأستاذ في كلية الدراسات الشرقية بجامعة فيينا "حكومية" والمتخصص في شؤون جماعات الإسلام السياسي والتنظيمات الإرهابية، روديجر لولكر في تصريحات سابقة لـ "العين الإخبارية" إن هناك شبكة تربط النظام التركي والإخوان المسلمين والتنظيمات الإرهابية، وتهدف لتحقيق مصالح انقرة. 

وأوضح لولكر الذي نشر خلال الـ20 عاما الماضية، العديد من الدراسات حول الإخوان والقاعدة و"داعش" والمسلمين في النمسا، أن "هناك شبكة علاقات واضحة تمتد من أنقرة، حيث الحكومة التركية، لسوريا، ملاذ العديد من التنظيمات الإرهابية، وفيينا وغيرها من المدن الأوروبية، حيث تتواجد دوائر نفوذ الإخوان وديتيب واتيب والذئاب الرمادية".

وتابع: "بكلمات واضحة، هذه الشبكة تضم تركيا والإخوان والتنظيمات الإرهابية القريبة من الجماعة أيدلوجيا، وتهدف لخدمة مصالح أنقرة".

وأضاف "هناك أيضا تحالف بين الإخوان والجماعات الإسلامية التركية مثل "أتيب" في النمسا و"ديتيب" في ألمانيا، وهدفه الهيمنة على المجتمعات الإسلامية في أوروبا، وممارسة نفوذ عليها".

هل تقلم أوروبا أظافر أردوغان؟

خلال الأشهر الماضية، تزايد الوعي الأوروبي بمدى خطورة خضوع التنظيمات التركية والإخوان لسيطرة أردوغان، وقدرة الأخيرة على زعزعة استقرار القارة العجوز عبر استخدام هذه الأذرع الإرهابية، ما دفع دول بعينها لاتخاذ خطوات قوية لمواجهة هذا الخطر، وفق صحيفة بيلد الألمانية "خاصة".

وأضافت أن هذه التنظيمات هي أذرع ممتدة لأردوغان تعمل على زعزعة استقرار الدول الأوروبية ونشر التطرف وتنفذ أجندة أنقرة، لافتة إلى أن مواجهة هذه التنظيمات تعكس بوضوح تحركات أوروبية لتقليم أظافر النظام التركي.

ويتوقع مراقبون أوروبيون مزيدا من الإجراءات القوية ضد الإخوان و"الذئاب الرمادية" في ألمانيا وفرنسا والنمسا خلال الفترة المقبلة، فيما ينتظر أن تدفع هذه التحركات دول أخرى مثل سويسرا إلى بدء حملة قوية ضد هذه التنظيمات.

ووصل الأمر إلى حد وصف ألكسندر غولاند زعيم المجموعة البرلمانية لحزب البديل من أجل ألمانيا "شعبوي"، التنظيمات التركية بأنها "قوات أردوغان المتطرفة"، مناديا بضرورة مواجهتها بكل قوة.

وتنظيم "الذئاب الرمادية" هو تنظيم قومي متطرف نشأ في كنف حزب الحركة القومية التركي، وتحول لذراع طولى لأردوغان لنشر العنف والفوضى والتطرف في أوروبا.

عن "العين" الإخبارية


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية