السلطات الإيرانية ترهب الشباب والأطفال.. هذا ما تفعله

خطف وقتل واعتقالات ومداهمات... السلطات الإيرانية ترهب الشباب والأطفال

السلطات الإيرانية ترهب الشباب والأطفال.. هذا ما تفعله


16/11/2022

تؤكد تقارير حقوقية متطابقة أنّ إيران أطلقت العنان لغضبها على شبابها بـ "وسائل وعلى نطاق لم يسبق له مثيل، مقارنة بالاحتجاجات التي هزت البلاد على مدى العقدين الماضيين"، حتى أنّ الأمر طال الأطفال والمدارس، فقد لقي عشرات القاصرين حتفهم واعتُقل المئات، وفق ما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز" التي أجرت مقابلات مع آباء بعض الضحايا وأقاربهم، بالإضافة إلى محامين وحقوقيين.

وكشفت الصحيفة عن تعرّض مئات المحتجين القاصرين للضرب والاعتقال، وقد واجه آخرون مصيراً أسوأ بعد أن استهدفهم رصاص الأمن، مشيرةً إلى أنّ حياة مجموعة من الأطفال مهددة مع استمرار المداهمات الأمنية المؤسسات التعليمية لقمع الاحتجاجات، وفقاً لما نشره موقع "الحرة".

حياة مجموعة من الأطفال مهددة مع استمرار المداهمات الأمنية المؤسسات التعليمية لقمع الاحتجاجات

وأوردت "نيويورك تايمز" أنّ السلطات الإيرانية "تواجه تمرد القاصرين بالتكتيكات نفسها التي تواجه بها البالغين، من خلال إطلاق النار والضرب والاعتقال"، بالإضافة إلى استجوابهم وتهديدهم وذويهم، بحسب جماعات حقوقية وأولياء أمور الضحايا.

ولم يردّ الأمين العام للمجلس الأعلى لحقوق الإنسان في إيران كاظم غريب أبادي على أسئلة الصحيفة بخصوص تعامل الحكومة مع المتظاهرين الشباب.

ونقلت الصحيفة نماذج لحالات استهدف فيها رجال الأمن أطفالاً قاصرين؛ كما هو الحال بالنسبة إلى فتاة تبلغ من العمر (14) عاماً، احتجزت إلى جانب مدمني المخدرات بعد مشاركتها في احتجاج في مدينة قم، وبعد الإفراج عنها بكفالة، قيل لها إنّها ستواجه الآن ملفاً جنائياً أمام المحكمة.

من جانبه، تعرّض طفل يبلغ (16) عاماً لكسر في الأنف، بعد خروجه في مسيرة في مدينة تبريز شمال غرب البلاد.

منظمة العفو الدولية وثقت وفاة (33) قاصراً قتلوا خلال الاحتجاجات، لكنّها ترجح أنّ الأعداد الحقيقية أعلى

نائبة مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية ديانا الطحاوي تقول: "إنّ ما يجعل هذه الاحتجاجات مختلفة هو بروز الأطفال وإصرارهم بجرأة على تحدي سلطات بلدهم والمطالبة بمستقبل أفضل"، مشيرةً إلى أنّ السلطات الإيرانية "تستخدم أدوات القمع المتاحة لقمعهم".

وقالت منظمة العفو الدولية إنّها وثقت وفاة (33) قاصراً قتلوا خلال الاحتجاجات، لكنّها ترجح أنّ الأعداد الحقيقية أعلى، وتشير الجماعات الحقوقية وجمعية المعلمين المستقلين إلى أنّ هذا العدد أقرب إلى (50)، ويقدّر محامون ونشطاء حقوقيون أنّ ما بين (500 إلى 1000) قاصر موضوع رهن الاحتجاز.

محامون ونشطاء حقوقيون يؤكدون أنّ ما بين (500 إلى 1000) قاصر موضوع رهن الاحتجاز

وفي مراكز احتجاز الأحداث، يجبر الأطفال على الخضوع لعلاج سلوكي تحت إشراف رجل دين وطبيب نفساني، وفق مصادر حقوقية، تكشف أيضاً عن تقديم أدوية نفسية لمن يقاومون العلاج.

وفي رسالة صوتية تمّت مشاركتها مع صحيفة "نيويورك تايمز" من قبل محامي حقوق الإنسان الإيراني البارز حسين رئيسي، قال ضابط أمن: إنّ الحكومة أصدرت أمراً سرّياً بالتعامل مع جميع القضايا المتعلقة بالأطفال "من قبل خبراء الأمن والاستخبارات"، وأضاف: "وضع الأطفال خطير للغاية، والحالات تظهر ببطء".

ووثقت صحيفة "نيويورك تايمز" (23) مداهمة استهدفت مدارس ثانوية في مناطق مختلفة بإيران، استجوب خلالها رجال شرطة في ثياب مدنية التلاميذ وضربوهم، وفتشوا هواتف مجموعة منهم.

العضو المؤسس للجنة الإيرانية لحماية حقوق الأطفال بهرام رحيمي يؤكد أنّ سلطات بلاده "لم تحترم ولم تستوعب أبداً تمتع الأطفال بأيّ حقوق"، مشيراً إلى أنّ العائلات الإيرانية، حتى الأكثر تحفظاً، غاضبة من الطريقة التي يتمّ التعامل بها مع احتجاجات الأطفال.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية