السلطات البريطانية ترفع مستوى الحماية لمؤسسة إيران إنترناشيونال... ماذا هناك؟

في أعقاب التهديدات المستمرة من قبل النظام الإيراني ضد قناة "إيران إنترناشيونال" التي تبث من لندن، رفعت السلطات الأمنية البريطانية مستوى الحماية، وتمركزت وحدات من شرطة العاصمة أمام مكتب القناة.

وقامت شرطة إسكوتلاند يارد بوضع عربات "جاهزة للرد المسلح" خارج مبنى القناة، بالإضافة إلى السواتر الإسمنتية، وفق ما نقلت وكالة "فرانس برس".

وأعلنت قناة "إيران إنترناشيونال" التلفزيونية أمس تعزيز الإجراءات الأمنية حول مكاتبها في لندن بعد تهديدات من النظام في طهران.

رفعت السلطات الأمنية البريطانية مستوى الحماية، وتمركزت وحدات من شرطة العاصمة أمام مكتب القناة، ونشرت المصفحات والحواجز الإسمنتية

وأقيم أمام مقر القناة حواجز إسمنتية كتلك الموجودة في محيط مبانٍ حكومية رئيسية، ومواقع سياحية في العاصمة البريطانية، لمنع الهجمات بسيارات.

وقال متحدث باسم القناة الناطقة بالفارسية: إنّ الحواجز "تستطيع إيقاف شاحنة تزن (7,5) أطنان، وتسير بسرعة (50) ميلاً، (80) كيلومتراً، في الساعة".

وبالإضافة إلى ذلك، ستتم مراقبة دخول المركبات إلى الموقع ومحيطه، إضافة إلى إجراءات تفتيش، وفق المتحدث.

وأوضح المتحدث في حديث لوكالة "فرانس برس" أنّ التهديدات هي تصعيد لأعوام من الترهيب، بعد بثها الاحتجاجات الحالية في إيران.  

في السياق، أعلنت "إيران إنترناشيونال" كقناة إخبارية مستقلة ناطقة باللغة الفارسية ومقرها بريطانيا، في بيان لها، أنّ موظفيها تم إخطارهم بتهديدات ضدهم من قبل شرطة العاصمة.

وجاء في جزء من هذا البيان: "يتعرض صحافيونا للمضايقة على مدار (24) ساعة في اليوم على مواقع التواصل الاجتماعي، لكنّ هذه التهديدات ضد حياة الصحافيين البريطانيين- الإيرانيين العاملين في المملكة المتحدة تمثل تصعيداً كبيراً وخطيراً لحملة النظام الإيراني لترويع الصحافيين الإيرانيين العاملين في الخارج".

وعقب هذا البيان، أدانت المنظمات الدولية الداعمة للصحافيين العمليات التي تم الكشف عنها لأجهزة مخابرات النظام الإيراني ضد "إيران إنترناشيونال" على الأراضي البريطانية، وطالبت لجنة حماية الصحافيين السلطات البريطانية بضمان سلامة موظفي "إيران إنترناشيونال".

إيران إنترناشيونال: يتعرض صحافيونا للمضايقة على مدار (24) ساعة في اليوم، وهذه التهديدات تمثل تصعيداً كبيراً وخطيراً للنظام الإيراني لترويع الصحافيين

وقال الأمين العام للاتحاد الوطني للصحافيين في بريطانيا وأيرلندا، ردّاً على هذه التهديدات ضد صحافيي "إيران إنترناشيونال": "ليس من المستغرب، مع انتشار الاحتجاجات المناهضة للنظام في إيران، أن يكثف النظام رعبه وترهيبه لوقف التغطية الصحافية لما يحدث في إيران".

ومنذ وقت ليس ببعيد، وصفت وزارة المخابرات الإيرانية قناة "إيران إنترناشيونال" بأنّها "منظمة إرهابية"، بهدف قمع ومراقبة تدفق الاتصالات الحرة داخل إيران، واضطهاد وسائل الإعلام المستقلة الحرة.

وهدد وزير المخابرات إسماعيل خطيب بريطانيا بأنّها "ستدفع ثمن أفعالها لجعل إيران بلداً غير آمن"، وذلك في أعقاب ردود الفعل العالمية المستمرة على الكشف عن عمليات أجهزة المخابرات الإيرانية ضد "إيران إنترناشيونال" على الأراضي البريطانية.

وقال خطيب: "من الآن فصاعداً، سيعتبر أيّ نوع من الارتباط بهذه المؤسسة الإرهابية دخولاً إلى المجال الإرهابي وتهديداً للأمن القومي".

إلى ذلك، كشفت وكالة الاستخبارات الداخلية البريطانية "إم آي5" (10) مخططات إيرانية على الأقل، لقتل أشخاص مقيمين في المملكة المتحدة يُعتبرون من "أعداء النظام" خلال العام الجاري.

ونتيجة هذه التهديدات استدعت الحكومة البريطانية على الفور أرفع دبلوماسي إيراني للاحتجاج.