الصيام... شعيرة أكمل بها الإنسان تجاربه الحضارية والروحية

الصيام... شعيرة أكمل بها الإنسان تجاربه الحضارية والروحية

الصيام... شعيرة أكمل بها الإنسان تجاربه الحضارية والروحية


26/03/2023

إنه رمضان شهر الصوم والبر والإحسان، الذي يحل هذا العام، والخليقة تعيش لحظات مثيرة وخطرة، فما انفكت تودع الجائحة الشائهة التي حلت بها، إلا وانطلقت حرب ضروس، لا تزال قائمة، بل من أسف تتصاعد مراحلها، ويخشى معها أن يدلف العالم إلى مواجهة كونية لا تبقي ولا تذر.

يأتي الصوم، ليعلم البشر كيفية التحكم في النفس، في شهواتها واندفاعاتها، عسى وهي تمتنع طوعاً لا قسراً عن كل ما هو مباح ومتاح، أن تقمع ذاتها عن الممنوع والضار، وكل من شأنه التسبب في هلاك الزرع والضرع.

في فلسفة الصوم، ما يستنقذ الأرواح والأجساد معاً من طوفان بحر العالم الزائل، ولهذا السبب، كان الصوم ديدن شعوب وحضارات قديمة، حتى وإن اتسم صوم الشهر الفضيل بملامحه ومعالمه الخاصة جداً.

في السطور التالية، نحاول الغوص بعيداً جداً، بهدف واحد، وهو البحث عن المشترك الإنساني في الصوم، وكيف سعت إليه خلائق عديدة منذ بدايات التاريخ المعروف، إيماناً واحتسابا منها، بأهميته، ودوره الرائد في ترقية النفوس، وتخليصها من أدران الأخطاء والخطايا دفعة واحدة.

أوصى الحكيم لقمان ذات مرة ابنه بالقول، "يا بني إذا امتلأت المعدة، نامت الفكرة، وخرست الحكمة، وقعدت الأعضاء عن العبادة".

وفي عهد البطالمة، كان أطباء الإسكندرية، تلك المدينة الكوسمولوجية، رمز العولمة المبكرة، بما اجتمع فيها من شعوب وأجناس، ينصحون مرضاهم بالصوم تعجيلاً بالشفاء.

أما الطبيب الفرنسي الشهير الكسيس كاريل، الحائز جائزة نوبل في الطب، فقد كتب ذات مرة في شأن الصوم يقول، إن "كثرة وجبات الطعام ووفرتها، تعطل وظيفة أدت دوراً عظيماً في بقاء كثير من الأجناس عبر التاريخ، وهي وظيفة التكيف على قلة الطعام، ولذلك كان الناس يصومون على مر العصور".

هل عرف الفراعنة شعيرة الصوم؟

كثيرة هي القراءات التي قدمت أفكاراً تقدمية عن المصريين القدماء، وهو التعبير العلمي الأدق من مصطلح الفراعنة، وعن علاقتهم بالروحانيات، وتطلعهم للعالم الآخر.

وصل المصريون القدماء في زمن أخناتون، إلى حدود الاعتراف بالإله الواحد وإن رآه في قرص الشمس، تلك التي تشرق لتنير العالم وتبدد الظلام.

وقد عرف هؤلاء ولا شك شعائر الصوم، بل إن هناك من علماء اللسانيات من يقطع بأن كلمة صوم في أصلها، هي كلمة هيروغليفية، تنطق "صاوم"، بمعنى "امتنع عن"، وهي قريبة الشبه جداً من المعنى في اللغة العربية، فيقال "صامت البكرة"، أي توقفت عن العمل.

اعتاد المصريون القدماء الصوم في الأعياد المكرسة لنهر النيل، الإله حابي، في عقيدتهم، فقد كان بمثابة مانح الخيرات، ولهذا وجب عليهم إكرامه والتقرب منه بتطهير النفس من الذنوب والأخطاء.

والمؤكد أن صوم المصريين القدماء، قد عرف نوعين مختلفين، واحد يخص العوام والبسطاء، وآخر يختص به كبار الكهنة في المعابد الفرعونية المختلفة.

يهمنا بنوع خاص صوم المكرسين لخدمة الآلهة المصرية القديمة في المعابد، ومن المثير أن نجده يبدأ من عند شروق الشمس، وينتهي مع غروبها، وهو أمر يتسق وإيمانهم بأن الحياة تبدأ تدب في الأجساد، مرة أخرى مع أول شعاع من الشمس، بعد أن تكون قد فارقت الأبدان في الليل، وقت النوم.

كانت هناك أصوام أسبوعية وأخرى سنوية، وفي إجمالها لم تكن تتجاوز الـ70 يوماً كل عام.

ويذكر المؤرخ اليوناني الشهير هيرودوت الذي عاش في القرن الخامس قبل الميلاد، أن "المصريين هم أفضل الناس صحة، ذلك لأنهم يقومون بتنقية أجسادهم من الطعام بالصوم ثلاثة أيام من كل شهر"، وقد كان في اعتقاده أن المعدة بيت الداء كما قال الأقدمون.

الإغريق ومفهوم فلسفي للصوم

يتحدث المؤرخون عن الإغريق أو قدامى اليونان، بأنهم تعلموا علومهم وآدابهم، بل والكثير من شرائعهم الحياتية عن المصريين القدماء، الأمر الذي يجعلنا نتساءل: هل أخذ اليونانيون فريضة الصوم من المصريين؟

نحن نعلم أن عديداً من فلاسفة اليونان الكبار زاروا مصر، ومنهم سولون المشرع والشاعر ورجل القانون، وقد زار مصر في حدود عام 600 قبل الميلاد، ونقل عن كبار كهنة المصريين أسرار حضارة أطلانطيس الغارقة قبل تسعة آلاف سنة، وهو سابق لأفلاطون بقرابة ثلاثة قرون وعنه نقل الكثير من القصص.

هنا يبدو أن الإغريق قد أخذوا عن المصريين الصوم، ولكن لا بوصفه شعيرة ترضي الآلهة، بل من منطلق فلسفي.

كان مفهوم الصوم عند الإغريق القدماء مميزاً، لأنه وجد في بيئة حاضنة يميزها الفكر الفلسفي، بشكل أساسي، ولذلك في الأدبيات الإغريقية كان كبار الفلاسفة اليونانيين صوامين، وفي المقدمة منهم سقراط الذي عرف بإكثاره من الصوم، بهدف الوصول إلى حالة متقدمة من الصفاء الذهني والنفسي، ما يسمح له بالترقي في مسارات الروح والصعود في مساقات السماوات العلا، وبعيداً من صراعات الجسد التي تشده إلى أسفل.

أما الحكيم والطبيب اليوناني الأشهر أبقراط، الذي ولد في القرن الخامس قبل الميلاد. واعتبر من أشهر الشخصيات الطبية في التاريخ، ويردد الخريجون من الأطباء المعاصرين قسمه الشهير، فقد آمن بفلسفة الوقاية كبديل عن العلاج، وفي مقدمة أدوات الوقاية، التقليل من الطعام قدر المستطاع، وصوم أكبر قدر ممكن من الأيام، وكثيراً ما نصح مرضاه بألا يلجأوا إلى الدواء المادي، إلا في آخر مرحلة من مراحل التشافي.

كما تخبرنا سيرة حياة اليونانيين القدامى، أنهم كانوا يصومون عشية الأحداث المهمة في حياتهم، فعلى سبيل المثال، كان كهنة المعابد، يحتفلون بـ"عيد الفطر لديهم"، بعد تخرجهم في المدارس العليا، تلك التي يتلقون فيها الأسرار الكبرى والصغرى، في عشاء ديني، أطلقوا عليه ذات الاسم الذي سيستخدم في المسيحية لاحقاً، "العشاء الرباني"، إحياء وتكريماً لذكرى الإله "رملتر".

عطفاً على ذلك، فإن عامة اليونانيين، كانوا ينادون بالصوم غداة الحروب، وما أكثرها، لا سيما في أزمنة حروبهم مع أسبرطة التي ناصبتهم العداء.

كان الصوم قبل الحروب بالنسبة لهم، ضرباً من ضروب التدريب اليومي على الصبر والجلد، والتحمل عند المخاطر، إضافة إلى التمهيد لتلقي النبوءات.

كيف صام اليهود عبر التاريخ؟

يعد اليهود من أوائل الشعوب الموحدة التي ارتبط الصوم بمسيرتهم الإيمانية والطقوسية، وقد لازم غالبية إن لم يكن كل شرائعهم ونواميسهم.

في اليهودية هناك أصوام تفرضها الواجبات الدينية، وأخرى ذات صلة بالحوادث التاريخية.

أما الواجبات الدينية فمنها على سبيل المثال، قيام كبير الكهنة بدخول قدس الأقداس، وهو أمر يحدث مرة واحدة كل عام ليقدم ذبيحة عن نفسه وعن بقية الشعب.

كان لا بد من أن يكون رئيس الكهنة صائماً صوماً انقطاعياً دفعة واحدة، عطفاً على امتناعه عن علاقته مع زوجه، ليكون طاهراً بالجسد نقياً بالروح بكليته.

هناك أصوام ترتبط بطائفة من يكتبون الكتب المقدسة، أولئك الذين يعرفون باسم "النساخون"، وهؤلاء كان لا بد لأي منهم إن أراد أن يكتب اسم الجلالة أن يكون صائماً، حليق الرأس وكافة أماكن الجسد، مرتدياً ثوباً أبيض ناصعاً للمرة الأولى، وأن يستخدم ريشة لم تستخدم من قبل.

وتنقسم الأصوات في اليهودية إلى أصوام فردية، وأخرى جماعية.

أما الفردية فغرضها "إيفاء الذنوب"، أي تقديم كفارة عن الأخطاء المرتكبة من قبل الشخص، وحتى يحصل على الغفران ويتطهر من أدرانها.

فيما الأصوام العامة، مرتبطة بمناسبات دينية، مثل يوم كيبور أو يوم الغفران، وهو ذكرى تلقي موسى النبي لوحي العهد أو الشريعة الموسوية من فوق الجبل، وهو اليوم الذي يعتقد فيه بنو إسرائيل أن الرب غفر لهم ذنوبهم فيه، وتصل عدد ساعات صوم اليهود في تلك المناسبة نحو 25 ساعة متصلة.

عدا عن تلك الأصوام المرتبطة بالشريعة اليهودية، يصوم البعض في أيام بعينها، وغالباً ما تكون ذكرى لمآسٍ حلت بالشعب العبراني، من عينة يوم خراب الهيكل على يد الرومان، وقد كان ذلك في حدود عام 70 بعد الميلاد، حين تم تدمير هيكل سليمان ويسمى صوم يوم "غشت".

يرى الحاخام اليهودي فيليب حداد أن التقاليد اليهودية تعتبر أن صوم يوم في السنة يكفر الذنوب، وأن هناك أنواعاً أخرى من هذه الشعيرة، ولكن المخلد منها هو اليوم الأكبر السابق الإشارة إليه.

صوم البوذية والهندوسية والسيخ

حتى هنا تبدو الأصوام ملازمة للعالم الشرقي، والديانات التوحيدية، فهل يعني ذلك أن أصحاب المذاهب الوضعية من الشعوب الآسيوية كالبوذيين والهندوس والسيخ، ليس لهم في شرائعهم توجه ما لجهة الصوم؟

المؤكد أن هذه المذاهب الوضعية كما يسميها المؤمنون الموحدون، لا تخلو أبداً من منطلقات روحية، تميز بين النفس والجسد، وتأخذ من الانقطاع عن الملذات الجسدية، وفي المقدمة منها الأكل والشرب، طريقاً لمزيد من التنوير.

خذ إليك على سبيل المثال البوذية، التي لا توجد فيها كما في الأديان التوحيدية قواعد ثابتة منمقة أو شرائع تنظم عملية الصوم، إلا أنها تعطي الصوم مكانة متقدمة خلال بعض أيام السنة، لا سيما اليوم المعروف باسم عيد "فيساخ"، وهو ذكر المتنور "بوذا"، ويوافق يوم وفاته.

يمتنع البوذيون في هذا النهار عن ممارسة كثير من الأفعال، في مقدمتها ممارسة الجنس وأكل اللحوم أو شرب الكحول.

يعتبر البوذيون أن الصوم أداة لتصعيد مكانة "الكارما"، التي توازي في المفاهيم الإبراهيمية النفس، ويعتبرون أن كل فعل تقدم عليه الكارما، ستكون له نتيجة مشابهة.

تكاد الأصوام في البوذية تدفعنا للإيمان بفكرة تناسخ الأرواح، فكلما تطهرت الروح من أدران الجسد ارتفعت الكارما إلى مدارات ومسارات أعلى بمراحل، وما دام لديها فرصة للعيش على الأرض، يمكنها ممارسة شكل من أشكال الجهاد الروحي لتحسين وضعية الكارما بعد الموت الجسدي.

في الصين أيضاً ولدى أتباع مذهب الطاوية، إيمان بأن الصوم طريق للوصول إلى الخلود، وقد لا تنظر الطاوية، أكثر الفرق الصينية ذيوعاً وشيوعاً بعد الكونفوشيوسية، إلى الصوم بوصفه وصايا إيمانية عقائدية، بقدر ما هو تجليات روحية فلسفية، ترقى وتهذب النفس البشرية.

تسمي الطاوية الصوم مذهب الـ"بيغو"، الذي يكاد يعتبر ضرباً من ضروب العلاج الطبيعي التقليدي الذي يمارس في أنحاء البلاد.

أما الهندوس فلهم علاقة مغايرة بالصوم، تختلف باختلاف الطوائف والآلهة، وإن توحدت في الرؤية والفكر.

ترى الهندوسية أن الصوم طريق صاعد من الأرض إلى العالم الآخر، وفي هذا الدرب تتخلص الروح الإنسانية من الشوائب والأدران التي تتعلق بها وسط زحام الحياة والمسيرة اليومية القلقة والمضطربة.

تركز الهندوسية على اتباع التقشف والزهد في الحياة، مما يعني القدرة على ضبط النفس، والشهوات، والتحكم في الغرائز والأهواء.

في جنوب الهند على سبيل المثال يصوم البعض الثلاثاء من كل أسبوع، وفي مناطق الشمال يقدس البعض الآخر صوم الخميس، أما أتباع الإلهة شيفا، المتعددة الأذرع، فيصومون يوم الإثنين، ومن يتبعون الإلهة "فيشنو" فنصيبهم يوم الخميس، تتراوح أصوامهم من الامتناع الخفيف عن الأكل إلى القسوة التي يمكن أن تودي بأصحابها إلى الموت.

ماذا عن السيخ ومحورية الصوم في حياتهم؟

المثير أن السيخ لا يؤمنون بفكرة الصوم البتة، وفي كتابهم المقدس المعروف باسم "غوروس"، أن الصوم لا يجلب أي فائدة روحية للشخص، ويعتبره السيخ تعذيباً للجسم من غير أي فائدة أو مردود، لكنهم لا يمنعونه إن كان لأسباب طبية وصحية، وإن اعتبروا أن المغالاة في الأكل والشرب، ينافي ويجافي التوجهات الروحية لديانتهم التي تتمركز حول الإله فشنو، إله الخلاص.

المسيحية واختلاف الطوائف حول الصوم

يحتاج الحديث عن الصوم في المسيحية إلى قراءة قائمة بذاتها، لكثرة ما يمكن أن يحكى ويروى في هذا الإطار.

يحتل الصوم مكانة متقدمة، في تاريخ السيد المسيح، الذي تقص الأناجيل الأربعة، قصة صومه لمدة 40 يوماً و40 ليلة من دون أن يأكل أو يشرب، وذلك قبل أن يبدأ دعوته العلنية.

لكن على رغم ذلك لا يوجد نص أو تشريع محدد قائم بذاته، يحدد طريقاً بعينه أو أياماً بذاتها.

لاحقاً ومع انتشار المسيحية، بدأت الأصوام تأخذ أشكالاً مختلفة في مناسبات قائمة سيما قبل الأعياد وربما استعداداً لها، وقد تطورت عبر الأزمان والأمكنة، وخلال ألفي عام وصلت إلى اليوم عبر ثلاث صور.

الكنائس التقليدية، وهي الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، التي تعد عماد المسيحية حول العالم، وتؤمن بالأصوام، لا سيما زمن الصوم الأربعيني المقدس، الذي يسبق عيد الفصح، وفيه تمتنع عن أنواع الرفاهية في المأكولات والمشروبات، وإن كانت لا تتشدد بصورة كبيرة.

هناك صوم آخر مهم، ذلك الذي يسبق أعياد الميلاد، تهيئة للاحتفال بالكريسماس، وإن كان أقل حدة في صورته من صوم الفصح.

بعض الطوائف المسيحية الشرقية، تمارس أصواماً مشددة، تشابه في مواقيتها نفس الأصوام في الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، وبخاصة في مصر.

يصوم هؤلاء قبل الكريسماس 42 يوماً، وقبل الفصح 55 يوماً، وبعد الفصح بنحو 50 يوماً يصومون صوماً آخر يسمى "صوم الآباء الرسل"، وقد يصل بدوره إلى 40 يوماً، ناهيك بصوم الأربعاء والجمعة من كل أسبوع.

 أما البروتستانت أتباع مارتن لوثر، الذين يعدون نحو 400 طائفة وجماعة وأكثر، فيعتقدون في شريعة الصوم كفعل تحرري وليس كفعل ملزم، بمعنى أنه يمكن لهم أن يصوموا، لكنهم ليسوا ملزمين بأيام وأسابيع وأشهر، إنما يقدم البعض منهم أصواماً لأغراض بعينها، ومن دون لوائح منظمة أو عقوبات روحية على من يترك تلك الفريضة.

وفي كل الأحوال يرتبط الصوم في المسيحية بالصلاة والقيام، وتقديم الصدقات والعطف على الفقراء والمساكين، كركن أساسي مكمل ومتمم لفعل الصوم الجسدي، ولا يقل عن الامتناع عن الأكل والشرب.

وفي الخلاصة، يطول الحديث عن الشعوب والأمم التي عرفت طريقها إلى الصوم، وهناك كلام كثير عن الصوم في شبه الجزيرة العربية قبل ظهور الإسلام، وربما يتطلب الأمر حديثاً آخر عن الصوم لدى البابليين والآشوريين وحضارات ما بين النهرين، وهي بقعة بشرية ثرية جداً بالتراث الإنساني والممارسات الروحية، ناهيك بالفكرة عينها لدى قبائل في وسط القارة الأفريقية، ولدى شعوب أميركا اللاتينية، ولم يصل إلينا منها إلا القليل.

وفي كل الأحوال، أدركت البشرية أن الصوم أساس راسخ في تقوية إرادة الإنسان، وقطع كثير من الحكماء والفهماء والفلاسفة بأن الصوم هو الوسيلة الفعالة الأكثر أماناً وضماناً في تحقيق سلطان الروح على الجسد، فيعيش الإنسان مالكاً زمام نفسه لا أسير ميوله المادية.

يدفعنا البحث عبر التاريخ في مسيرة الإنسانية مع الصوم إلى التوافق مع الكلمات الباقية للطبيب الفيلسوف أبقراط: "إنما نأكل لنعيش، لا نعيش لنأكل"، وإلى استنتاج أهمية الصوم بالنسبة إلى الشعوب والحضارات والأديان، حتى وإن اعتبر البعض الصوم ثقافة للتداوي من الأسقام وتطهير البدن أو اعتبر البعض الآخر أن الصوم وسيلة للارتقاء بالجسد إلى حضرة الآلهة.

 ولعل أفضل ما قيل في سيرة الصوم من ذكر الأولين أن "الصوم للنفس ثبات... طوبى لمن صام عن الزلات".

عن "اندبندنت عربية"



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية