"الطاقة الذرية" تمهل إيران أسبوعين للرد على هذه الاستفسارات

"الطاقة الذرية" تمهل إيران أسبوعين للرد على هذه الاستفسارات


06/03/2022

في تطور جديد لسير البرنامج النووي الإيراني، أعطت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مهلة أسبوعين لإيران للردّ على استفساراتها بشأن (3) مواقع نووية.

 وعادة ما تكون المواقع النووية الإيرانية سرّية، بحسب بعض التقارير الغربية التي تشير إلى نشاط عسكري إيراني في عشرات المواقع.

أعطت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مهلة أسبوعين لإيران للردّ على استفساراتها بشأن (3) مواقع نووية

وفي بيان مشترك نشرته أمس على موقعها الرسمي، أعلنت الوكالة أنّ نائب رئيس جمهورية إيران الإسلامية ورئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل ماريانو غروسي اتفقوا على بيان مشترك لتوضيح القضايا المذكورة في 17 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.

واتفق الجانبان كذلك، استمراراً لتعاونهما كما ورد في البيان المشترك الصادر في 26 آب (أغسطس) 2020، على تسريع وتعزيز التعاون بينهما وحوارهما الهادف إلى حلّ المشكلات.

 (4)  نقاط أساسية

اتفق الطرفان على (4) نقاط أساسية، وفقاً لبيان أمس، من بينها تقديم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية "في موعد أقصاه 20 آذار (مارس) الجاري" تفسيرات مكتوبة مدعومة بالوثائق لعدد من الأسئلة أثارتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية ولم تعالجها إيران بشأن القضايا المتعلقة بـ(3) مواقع تعتقد الوكالة الدولية أنّها "نووية".

وتشمل النقاط الـ4 كذلك أن تراجع الوكالة الدولية للطاقة الذرية المعلومات التي سوف ترد في تفسيرات إيران المكتوبة والوثائق الداعمة لها في غضون أسبوعين، على أن تقدّم أسئلة جديدة بخصوص المعلومات التي سوف تردها من إيران. ثالثاً: بعد تقديم الوكالة الدولية للطاقة الذرية ما لديها من أسئلة حول المعلومات التي سوف ترد في تفسيرات إيران المكتوبة والمدعومة بالوثائق، تجتمع الوكالة، في غضون أسبوع واحد، بالمنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في طهران للإجابة عن تلك الأسئلة، على أن تعقد اجتماعات منفصلة لكلّ موقع.

لاحقاً، وبعد اجتماع طهران، سوف يقدّم مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريراً لمجلس المحافظين في الوكالة الدولية عن استنتاجه بحلول حزيران (يونيو) المقبل.

 إيران تواصل مزاعم سلمية برنامجها النووي
 
من جانبه، رحب النائب الأول لرئيس الجمهورية محمد مخبر بتوسيع التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إطار الاستخدام السلمي للطاقة النووية، زاعماً أنّ إيران "لم تكن تسعى وراء امتلاك الأسلحة النووية والوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تجد أي مؤشر على عدم سلمية البرنامج النووي الإيراني".
 
ونقلت وكالة "إيرنا" الإيرانية عن مخبر تأكيده، خلال لقائه المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي أمس، على ضرورة اتخاذ الوكالة الدولية مواقف "حيادية" تجاه نشاط مختلف دول العالم في المجال النووي بما فيها البرنامج النووي الإيراني، مضيفاً أنّ المجتمع الدولي يتوقع من الوكالة أن تتحلى برؤية حقيقية وتخصصية حيال برامج دول العالم في المجال النووي.
 
وزعم مخبر أنّ "التاريخ يثبت أنّ الشعب الإيراني طالما عمل على ترويج العلم وتقديم المساعدة للبشرية"، مضيفاً أنّ "إيران في إطار هذا الهدف تعمل على امتلاك التكنولوجيا النووية السلمية لاستخدامها في مجال الطاقة والصناعة والصحة وتلبية حاجات الشعب الأساسية، مؤكداً على ضرورة تحقيق الاكتفاء الذاتي في هذا المجال".

وقد تمّ إطلاق برنامج إيران النووي في فترة الخمسينيات بمساعدة من الولايات المتحدة الأمريكية كجزء من برنامج "الذرة من أجل السلام"، حيث شاركت الولايات المتحدة والحكومات الأوروبية الغربية في البرنامج النووي الإيراني إلى أن قامت الثورة الإيرانية عام 1979 وأطاحت بشاه إيران.

إيران والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية اتفقا على بيان مشترك لتوضيح القضايا المذكورة في 17 تشرين الثاني 

بعد الثورة الإسلامية عام 1979، أعادت إيران إجراء بحوث صغيرة النطاق في الطاقات النووية، وسُمح بإعادة تشغيل البرنامج خلال الحرب الإيرانية العراقية، وقد خضع البرنامج لتوسع كبير بعد وفاة روح الله الخميني في عام 1989. وقد شمل البرنامج النووي الإيراني عدة مواقع بحث، (2) من مناجم اليورانيوم ومفاعل أبحاث، ومرافق معالجة اليورانيوم التي تشمل محطات تخصيب اليورانيوم الـ3 المعروفة.

 يُعتبر مفاعل بوشهر أول محطة للطاقة النووية في إيران، واكتمل بمساعدة كبيرة قدمتها وكالة "روس آتوم" الروسية الحكومية، وافتتح رسمياً في 12 ايلول (سبتمبر) 2011.

وتتزايد الشكوك الغربية بشأن طبيعة برنامج طهران النووي، خاصة بعد تقارير إعلامية عن نشاط عسكري محتمل في (4) مواقع نووية إيرانية غير معلنة.

وتخوض إيران مفاوضات مع بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا بشكل مباشر، ومع الولايات المتحدة بشكل غير مباشر لاستئناف العمل بالاتفاق النووي المبرم عام 2015، والهادف لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي. وبدأت هذه المفاوضات في نيسان (أبريل) 2021 لإنقاذ الاتفاق المبرم بين إيران والقوى الكبرى، ثم استؤنفت في نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) بعد تعليقها عدّة أشهر.     

وكانت الولايات المتحدة قد انسحبت في عهد دونالد ترامب أحادياً من الاتفاق في 2018 بعد (3) أعوام من إبرامه، معيدة فرض عقوبات قاسية على إيران التي ردّت بعد عام تقريباً بالتراجع تدريجياً عن غالبية التزاماتها بموجب الاتفاق.

وتُعدّ الجولة الـ8 من المفاوضات، التي بدأت في 27  كانون الأول (ديسمبر) في فيينا، واحدة من أطول جولات المفاوضات، حيث يستكمل المشاركون مسودة نص الاتفاقية ويبتّون في بعض القضايا الخلافية.

وقد بلغت المفاوضات الآن مرحلة يتعلق نجاحها أو فشلها فقط باتخاذ قرارات سياسية من جميع الأطراف. وتهدف المفاوضات إلى تطبيق "عودة متبادلة" من جانب واشنطن وطهران إلى الاتفاق الذي يقدّم تخفيفاً للعقوبات عن إيران، مقابل قيود على برنامجها النووي.

وتسعى طهران للحصول على ضمانات حقيقية من واشنطن للتأكد من عدم انسحابها من الاتفاق مرة أخرى وأن تحترم تعهداتها. ومن بين هذه الضمانات رفع جميع العقوبات مرة واحدة عن إيران في إطار الاتفاق النووي، وعدم فرض عقوبات أمريكية جديدة طالما أنّ إيران تلتزم بشروط الاتفاقية.

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية