العثور على آلاف الوثائق في اليونان تكشف صورة الحكم العثماني قديماً ... تفاصيل

العثور على آلاف الوثائق في اليونان تكشف صورة الحكم العثماني قديماً ... تفاصيل

العثور على آلاف الوثائق في اليونان تكشف صورة الحكم العثماني قديماً ... تفاصيل


30/10/2022

لأول مرة يعكف باحثون على دراسة مخطوطات البيروقراطية التركية الحاكمة في اليونان من أواخر القرن الـ (14) حتى أوائل القرن الـ (20) عندما عادت المنطقة إلى السيادة اليونانية، بعد العثور على صكوك ملكية ومراسيم سلطانية وسجلات محاكمات خاصة بالإمبراطورية العثمانية في دير بانتوكراتور الواقع عند سفح جبل آثوس في اليونان.

وتعود الوثائق القيمة إلى عصر ما قبل سقوط القسطنطينية في يد العثمانيين، ويعكف الباحثون اليونانيون حالياً على دراستها لفهم طبيعة الحياة الاقتصادية والاجتماعية لشمال اليونان تحت الحكم العثماني.

المخطوطات النادرة جداً التي تُعدّ بالآلاف احتفظ بها رهبان دير بانتوكراتور في شمال البلاد، وتكشف عن بعض المعلومات المثيرة للدهشة، وتُعدّ من أقدم الوثائق العثمانية قبل سقوط القسطنطينية والمحفوظة في أديرة جبل آثوس التي تم اكتشافها على الإطلاق، بحسب باحثين.

وتحكي المخطوطات، مبدئياً، قصة تتعارض مع الفهم التقليدي السائد لحكم العثمانيين في اليونان، وهو الفهم الذي دائماً ما يشير إلى نهب ومصادرة الحكام الجدد آنذاك لممتلكات الدير، الواقع فوق قمة جبل آثوس، وتؤكد الوثائق أنّ العثمانيين حافظوا على استقلال الدير ورهبانه وحمياتهم من التدخل الخارجي.

هذا، وقال الباحث جانيس نيهوف باناجيوتيديس، الباحث في القانون والمتعاون العلمي في جامعة برلين الحرة، بحسب تصريحات نقلتها وسائل إعلام تركية وعالمية: إنّه من المستحيل فهم المجتمع في ظل الحكم العثماني دون فحص هذه الوثائق، لافتاً إلى أنّ "هناك حوالي (1300) وثيقة بيزنطية أصلية، وأنّه لا توجد مثل هذه الكمية في أيّ مكان آخر.

ومعظم الوثائق من طبيعة قانونية، بينها مثلاً قرارات المحاكم ومراسيم السلاطين بشأن الدير، ويمكن للمرء أن يكتشف أنّ الحكام العثمانيين الجدد في المنطقة لم يتدخلوا في عقيدة رهبان جبل آثوس كما يمكن أن نتوقع، ويجمع الباحثون على أنّ مراجعة جميع الوثائق سوف تستغرق عدة أعوام.

خلال القرنين الأولين من الحكم العثماني لم تبذل السلطنة أي جهد لفرض الحكم الإسلامي على جبل آثوس أو المناطق المجاورة في شمال اليونان

 

وبحسب جانيس نيهوف باناجيوتيديس المتخصص في الفن البيزنطي، "احتفظ السلاطين العثمانيون بجبل آثوس باعتباره آخر بقايا بيزنطة، شبه مستقل ولم يمسّوه".

ويضيف أناستاسيوس نيكوبولوس الباحث في القانون والمتعاون العلمي في جامعة برلين الحرة أنّ "ديمقراطية الرهبان الصغيرة كانت قادرة على كسب احترام جميع القوى الغازية للمنطقة، وهذا لأنّ جبل آثوس كان يُعتبر مهد السلام والثقافة".

ومن بين الاكتشافات غير المتوقعة التي تم الحديث عنها أنّه خلال القرنين الأولين من الحكم العثماني لم تبذل السلطنة أيّ جهد لفرض الحكم الإسلامي على جبل آثوس أو المناطق المجاورة في شمال اليونان.

يُذكر أنّ تاريخ الوثائق في الدير يعود إلى عامي 1371 و1374، وتاريخ الوثائق المحفوظة في أرشيفات إسطنبول يعود إلى عامي 1480 و1490.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية