العلاقات الإماراتية التركية: "حقبة جديدة"

العلاقات الإماراتية التركية: "حقبة جديدة"


14/02/2022

عائشة المري

تستقبل دولة الإمارات العربية المتحدة بترحاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم، في زيارة تاريخية تحظى بزخم إعلامي واهتمام إقليمي ودولي، تعكس أهمية الدولتين كلاعبيْن مهمين في المنطقة، تنعكس علاقاتهما تقارباً أو تباعداً على كافة الملفات الإقليمية والدولية كقوى سياسية واقتصادية فاعلة، وبالتالي ستسم نتائج هذه الزيارة التاريخية في إرساء السلام والاستقرار الإقليميين، وستنعكس موجاتها الارتدادية على كافة المنطقة. وسيجري الرئيس أردوغان خلال الزيارة مباحثات سياسية في كل من أبوظبي ودبي، ثم سيفتتح «اليوم الوطني التركي» في معرض «إكسبو دبي»، وينتظر أن يعلن عن توقيع اتفاقيات جديدة. تأتي زيارة الرئيس التركي اليوم تتويجاً لخطوات متسارعة لتجسير الفجوة بين الدولتين والمضي قدماً في خطوات التقارب، وتوسيع شبكة التحالفات والصداقات في المنطقة بهدف تعظيم فرص التعاون بين البلدين في شتى المجالات.

لقد بدأت أولى خطوات التقارب بمبادرة إماراتية تمثلت بزيارة وفد إماراتي برئاسة  سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني،  لأنقرة في 18 أغسطس 2021، التقى خلالها الرئيس التركي وعدداً من الوزراء وكبار المسؤولين ورجال الأعمال، وتناولت الزيارة التعاون الاقتصادي والتجاري والفرص الاستثمارية في عدة مجالات منها النقل والموانئ، والطاقة، والصحة، ومن ثم كانت الخطوة الثانية اتصال هاتفي في 30 أغسطس 2021 بين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والرئيس التركي بحثا خلاله العلاقات الثنائية بين البلدين والملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك بين تركيا والإمارات العربية المتحدة. وتلت هذه الخطوة زيارة وفد تجاري تركي في 17 أكتوبر 2021 لبحث تنمية التبادل التجاري بين الإمارات وتركيا. وفي إطار السعي للتخفيف من حدة التداعيات الإنسانية والأضرار الناجمة عن الفيضانات في شمال تركيا وحرائق الغابات في جنوب غرب تركيا، قدمت الإمارات في مطلع نوفمبر مبلغ 10 ملايين دولار أميركي للمساهمة في دعم مراحل إعادة لتأهيل المناطق المتضررة، تضامناً مع الشعب التركي في هذه الظروف الاستثنائية.

كل تلك الخطوات كانت تمهيداً لخطوة كبرى تبنتها الإمارات بزيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد إلى تركيا في 24 نوفمبر 2021 بدعوة من الرئيس أردوغان، في خطوة اعتبرت قفزة في خطوات تقارب العلاقات الإماراتية- التركية، تكللت بتوقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الهادفة لتوثيق التعاون بين البلدين، بالتركيز على الاستثمارات الاستراتيجية، وعلى رأسها القطاعات اللوجستية كالطاقة والصحة والغذاء، وبالإعلان عن إنشاء الإمارات صندوق استثمار بعشرة مليارات دولار لدعم الاقتصاد التركي.

إن تعزيز العلاقات الإماراتية- التركية يُعد من الخطوات التي بدأتها الدبلوماسية الإماراتية لبناء الجسور، سعياً لتعزيز الاستقرار والتعاون وبناء علاقات متوازنة مع الدول الشقيقة والصديقة كافة، وانطلقت معها مرحلة جديدة من الشراكة وعلاقات التعاون. وفي تغريدة للرئيس التركي قبيل الزيارة قال: «أعتقد أن تركيا والإمارات يمكن أن تسهما معاً في السلام والاستقرار والازدهار الإقليمي».

اليوم يشكل تعزيز العلاقات الإماراتية التركية بداية حقبة جديدة من التفاهمات في الشرق الأوسط، والسعي المشترك نحو مقاربات مشتركة للملفات السياسية الخلافية وفرصة لبحث آليات التقارب والتعاون، وبالتأكيد طي صفحة توتر العلاقات، وتعزيز السلام الإقليمي، وسيسهم تعزيز الشراكة الاقتصادية في الدفع بعجلة الاقتصاد والاستثمار انطلاقاً نحو مرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية.

عن "الاتحاد" الإماراتية


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية