العيد الوطني الـ51 لدولة الإمارات: فرحةٌ تُعمِّقها الإنجازاتُ وقطفُ الفُرص

العيد الوطني الـ51 لدولة الإمارات: فرحةٌ تُعمِّقها الإنجازاتُ وقطفُ الفُرص

العيد الوطني الـ51 لدولة الإمارات: فرحةٌ تُعمِّقها الإنجازاتُ وقطفُ الفُرص


01/12/2022

ابتسام الكتبي

قد لا يكون من المبالغة القول إنَّ المسافة الزمنية بين احتفالات دولة الإمارات العربية المتحدة بعيدها الخمسين والعيد الحادي والخمسين تبدو طويلة نسبياً؛ بسبب زخمِ وكثافة المبادرات والشراكات والمشاريع التي صنعتها الإمارات، أو كانت طرفاً فيها، خلال العام 2022.

إن لحظة الفرح بالعيد الوطني الإماراتي مرتبطة بالإنجاز والتطوير وتحدي الذات، باستمرار لا ينقطع. ومع رئيسها الجديد، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أعطت دولة الإمارات نكهة مختلفة للاحتفال بعيد الوطن الحادي والخمسين. ولذلك لم يكن من قبيل المصادفة أن تُطلق الدولة قبل أيام، وخلال أعمال الاجتماعات السنوية لحكومة الإمارات، استراتيجية «نحن الإمارات 2031»؛ بوصفِها خارطةَ طريقٍ وطنية للعقد المقبل، وخطوةً أساسيةً في رؤية مسيرة الاتحاد المئوية التي يقودها رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد. 

وتتسع لحظات البهجة الإماراتية بالعيد الوطني وتكبُر حين ترتبط بمدى نجاح الإمارات في تحقيق المستهدفات، وقَطفِ الفُرص، ولذا جاء الإعلان مؤخراً عن استراتيجية «نحن الإمارات 2031» ليمنح تلك البهجة عُمقاً، يُعيد تشكيل العلاقة ما بين الزمن وما يمنحه من عطايا لمن يُحسن إداراته، فيغدو الفرح مُستَحَقّاً.

ومن المصادفات الجميلة أنْ يتزامن اليوم الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة مع نهاية كل عام؛ فتبدو البهجة والاحتفال مكافأة لشعب الإمارات وأهلها والمقيمين فيها على عامٍ من الإنجازات والعطاء بلا حدود.

وفي اعتقادي، إن توطيد العلاقة بين البهجة والإنجاز وتحقيق الطموحات على صِلةٍ خفيّة وغير مباشرة بمسألة كيف أن نجاة دولة الإمارات العربية المتحدة من شَرَك الأدلجة والتشدد والسياسات الشعبوية قد مثّل رافعة لمسيرة تنموية متسارعة. والبهجة هنا ليست شعارات أو كلاماً إنشائياً لا يسنده الواقع؛ فالإمارات اليوم ثاني أكبر اقتصاد عربي، وثالث أكبر اقتصاد شرق أوسطي. هذا الاقتصاد تدعمه بيئة مؤسسية آمنة، وبيئة متنوعة لتعزيز الاعتدال والوسطية والتسامح والتعايش والحوار بين الأديان، وتمكين مبادئ "الأخوة الإنسانية"، ونبذ التطرف ومحاربة الإرهاب.

وفي كلِّ سنةٍ، يأتي العيد الوطني لدولة الإمارات ليربط الفرحة بالنجاح، ويجعل الاحتفال مناسبةً لشحذ الهمم بتقديم المزيد لرفعة الوطن وتقدُّمه، عبر توسيع الفرص والخيارات، وحُسن توظيف الإمكانات، وبناء الذات، وتوسيع الشراكات، والاستثمار في العلم والمعرفة والابتكار، التي من شأنها تعزيز استقلالنا الوطني، وتكون قَنطرة لنا لتحقيق المجد ونيل الأمنيات.

بعبارة أخرى، إنّ من يُراقب مسيرة الإمارات يكتشف أن ما يجمع بين بناء الذات وبناء التحالفات أمرٌ واحد ووَعيٌ واحدٌ هو أنه من أجل النجاح لا بدّ لك من توسيع نوافذ الفرص، وتَحمُّل دفع الأكلاف، والإيمان بأن ثمة فرصاً تستحق المخاطرة من أجل نيل ثمارها، وأن الحذر غير المبرَّر إزاءها سيُفوُّتها. ولذا لا غرابة، بأن "الإمارات العربية المتحدة، التي تضم 0.13% من سكان العالم، تمثّل بالفعل نحو 1.5% من التجارة العالمية".

إن هذا النمط من الوعي، كما يتبدَّى لي، هو محرّك جوهريٌّ في تفكير القيادة الإماراتية المعطاءة؛ فهنيئاً لنا جميعاً بهذا الوطن الجميل، وبهذه القيادة الرشيدة، وكل عام والجميع بخير... وعاش اتحاد إماراتنا.

عن "مركز الإمارات للسياسات"



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية