"الغارديان" تكشف سبب وفاة مئات العمال في مشاريع مونديال قطر

"الغارديان" تكشف سبب وفاة مئات العمال في مشاريع مونديال قطر


02/10/2019

يموت مئات العمال الوافدين في قطر جراء الإجهاد الحراري، الناتج عن العمل في درجات حرارة مرتفعة.

وقالت صحيفة "الغارديان" البريطانية، في تحقيق حول أوضاع العمالة بقطر: إنّه "خلال هذا الصيف كدح مئات الآلاف من العمال في درجات حرارة تصل إلى 45 درجة مئوية، لفترة تصل إلى 10 ساعات يومياً، في محاولة للانتهاء من أعمال بناء الملاعب قبل كأس العالم 2022."

مئات العمال يموتون في قطر جراء الإجهاد الحراري الناتج عن العمل في درجات حرارة مرتفعة

وأظهر تحليل أجرته الصحيفة البريطانية لبيانات الطقس الرسمية على مدار 9 أعوام؛ أنّه رغم وجود حظر للعمل خلال ساعات الذروة، إلا أنّ العمال غير آمنين.

وأضافت: "ففي الساعات خارج هذا الحظر، أيّ شخص يعمل بالمناطق المفتوحة ما يزال معرضاً لمستويات مميتة محتملة من الإجهاد الحراري، بين حزيران (يونيو) وأيلول (سبتمبر)، الأمر الذي يقول أطباء القلب عنه إنّه يؤدي إلى أعداد مرتفعة من حالات الوفاة سنوياً".

وأظهر بحث حديث؛ أنّ العمل في درجات حرارة عالية يتسبّب في ضغط كبير على جهاز القلب والأوعية الدموية للإنسان، مع تسبّب الإجهاد الحراري الشديد في أزمات قلبية مميتة، وغيرها من الوفيات المتعلقة بالقلب والأوعية الدموية.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ "المئات من العمال، أغلبهم من الشباب بين 25 و35 عاماً، يموتون أثناء العمل في قطر، والغالبية العظمى من تلك الوفيات ترجعها السلطات القطرية إلى أمراض القلب والأوعية الدموية أو "وفاة طبيعية".

لكنّ بحثاً حديثاً منشوراً بمجلة "كارديولوجي جورنال" أعدّته مجموعة بارزة من علماء المناخ وأطباء القلب، خلُص إلى أنّ الوفيات كانت على الأرجح ناجمة عن ضربات شمس، مما يستكشف العلاقة بين وفاة 1300 عامل نيبالي بين عامي 2009 و2017، وارتفاع درجات الحرارة.

ووجد البحث؛ أنّه خلال الأشهر الأكثر برودة حوالي 22% من حالات الوفاة من عام لآخر، تعزوها السلطات القطرية إلى الأزمات القلبية وغيرها من الأمراض بالقلب، وفي أشهر الصيف ارتفعت هذه النسبة إلى 58.

وأوضح أستاذ أمراض القلب ورئيس الأبحاث بمستشفى جامعة أوسلو دان أتار، الذي شارك في البحث: "من خلال بحثنا كان واضحاً أنّ العمال يتم توظيفهم في بلدانهم جزئياً، على أساس صحتهم، ويصلون إلى الخليج قادرين على العمل".

وأشار إلى أنّه "رغم أنّ الشباب لديهم معدلات منخفضة جداً من الأزمات القلبية، يموت المئات منهم كل عام في قطر، بسبب مشاكل القلب والأوعية الدموية، موضحاً أنّ تلك الوفيات سببها ضربات شمس مميتة، إذ لا تتمكن أجسادهم من تحمل الإجهاد الحراري الذي يتعرضون له."

وأوضح؛ أنّ ما يصل لـ 200 شاب، من بين 571 ماتوا نتيجة أمراض القلب والشرايين، بين عامَي 2009 و2017، كان يمكن إنقاذهم لو تمّ تطبيق تدابير الحماية المتعلقة بالحرارة في إطار برامج الصحة والسلامة المهنية.

وقالت الصحيفة البريطانية: إنّ أعمال البناء في قطر قبل كأس العالم 2022 شهدت زيادة في عدد العمال الوافدين في البلاد إلى 1.9 مليون نسمة، كثير منهم شباب من نيبال والهند وبنغلاديش وباكستان، جاؤوا لبناء الملاعب والطرق والفنادق التي ستخدم البطولة.

السلطات القطرية ترجع سبب وفاة العمال إلى أمراض القلب والأوعية الدموية أو وفاة طبيعية

 نيك ماكجيهان، مدير منظمة "فير سكوير بروجيكتس"، التي أجرت تحقيقاً عن الإجهاد الحراري وحقوق العمال الوافدين، قال إنّه "مع تبقي عامين على كأس العالم، يجب التحقيق في الأعداد المرتفعة لوفيات الشباب الناتجة عن السكتات القلبية في قطر".

ولفت إلى أنّه "على مدى أعوام كان نشطاء حقوق الإنسان يعملون على رفع الوعي بآثار الإجهاد الحراري على معدّل وفيات العمال، لكنّها ما تزال مستمرة".

وأكدت الصحيفة أنّ حالات الوفاة الناجمة عن الإجهاد الحراري كان يمكن تجنبها لو كان العمال قادرين على الحصول على مساعدة طبية فورية، لكنّ بعض العمال الذين التقتهم "الغارديان" قالوا إنّ صاحب العمل يرفض منحهم كروت الرعاية الصحية، أو السماح لهم بدخول مراكز الرعاية الصحية فور شعورهم بالتعب.

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية