الفلسطينيون يلجؤون إلى الكهوف لمقاومة الجهود الإسرائيلية لتهجيرهم.. ما الجديد؟

الفلسطينيون يلجؤون إلى الكهوف لمقاومة الجهود الإسرائيلية لتهجيرهم

الفلسطينيون يلجؤون إلى الكهوف لمقاومة الجهود الإسرائيلية لتهجيرهم.. ما الجديد؟


24/10/2022

تصدياً لمحاولات سلطات الاحتلال الإسرائيلي لطردهم من قراهم وهدم منازلهم، اختار مئات الفلسطينيين العودة إلى العيش في كهوف تحت الأرض، وفقاً لما أكده تقرير حديث نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.

وبحسب التقرير، فقد وافقت المحكمة العليا الإسرائيلية في شهر أيار (مايو) الماضي على طرد نحو (1200) فلسطيني من عدد من القرى، لكي يتمكن الجيش الإسرائيلي من استخدام الأرض في ساحة تدريب عسكرية بالذخيرة الحية.

وقد هدمت السلطات الإسرائيلية منذ فترة طويلة المنازل والمباني الأخرى في المنطقة، متذرعة ببعض الحجج مثل عدم وجود تصاريح البناء، التي نادراً ما تمنحها الحكومة الإسرائيلية للفلسطينيين، لكن غالباً ما كان السكان يقومون بإعادة بناء هذه المنازل.

هدمت السلطات الإسرائيلية منذ فترة طويلة المنازل والمباني الأخرى في المنطقة، متذرعة ببعض الحجج مثل عدم وجود تصاريح البناء

وساعدت مجموعات الإغاثة السكان في صناعة الكهوف وتجهيزها، من خلال صب الخرسانة على الأرضيات الترابية، وتغطية الجدران الحجرية، وتقسيم الكهوف إلى غرف، وهذه الإجراءات كانت مكلفة لمعظم العائلات، غير أنّ كثيراً من هذه الكهوف ما زالت تفتقر إلى الكهرباء أو المساحات المزودة بفتحات للطهو.

وتُعدّ الكهوف عنصر قوة للفلسطيني المهجّر قسراً من بيته وأرضه، وهو يسكنها للبقاء في أرضه ومواجهة المخططات الإسرائيلية، رغم افتقارها لأدنى مقومات الحياة من شبكة مياه وكهرباء وصرف صحي.

وإلى جانب عمليات الهدم، شاركت إسرائيل في "إجراءات قسرية" لجعل الحياة صعبة على الفلسطينيين في المنطقة، ومصادرة المركبات، وتقييد وصول منظمات الإغاثة، وإقامة نقاط تفتيش بين القرى التي يمكن أن تجعل من الصعب على الأطفال والمعلمين الوصول إلى المدارس.

من جهتها، قالت السلطة الفلسطينية: إنّ تهجير سكان المنطقة من شأنه أن يرقى إلى مستوى التطهير العرقي، وهي تهمة يوجهها الفلسطينيون ومناصروهم في الضفة الغربية المحتلة وشرق القدس، حيث تصدر قوانين الأرض والبناء لصالح المستوطنين اليهود ومستوطناتهم.

وتبرر وزارة الدفاع الإسرائيلية قرارها بتهجير السكان وهدم المنازل بقولها إنّ الفلسطينيين لم يعيشوا في هذه المنطقة بشكل دائم قبل عام 1980، بل بشكل موسمي فقط، في حين علّق السكان على هذا الأمر بقولهم إنّ لديهم سندات ملكية للأراضي، تعود إلى ما قبل قيام دولة إسرائيل عام 1948.

الكهوف تُعدّ عنصر قوة للفلسطيني المهجّر قسراً من بيته وأرضه، وهو يسكنها للبقاء في أرضه ومواجهة المخططات الإسرائيلية

قبل عامين، قرر قادة المجتمع أنّ الكهوف قد تصبح الخيار الوحيد للقرويين للبقاء في "مسافر يطا"، ورغم أنّهم سيكونون خاضعين أيضاً لقرار الترحيل، سيصبح من الصعب على الجيش الإسرائيلي ترحيلهم.

ووفقاً لاتفاقية أوسلو -التي كان من المقرر أن تمهد الطريق لإقامة الدولة الفلسطينية- فإنّ ثلثي الضفة الغربية كان واقعاً تحت سيطرة إسرائيلية مؤقتة، وكان من المفترض أن تتراجع إسرائيل بالتدريج عن معظم المنطقة ونقل حكمها للفلسطينيين.

ويعيش في "مسافر يطا" (1144) شخصاً نصفهم من الأطفال، وبالنظر إلى أنّها جزء من منطقة المجتمع الكبير للرعاة الفلسطينيين، فقد عاش هؤلاء الرعاة في الكهوف هنا في هذه المنطقة بالنظر إلى عدم موافقة إسرائيل السماح لهم ببناء منازل، ويزرعون الأرض منذ أجيال عدة، ويعتمدون في كسب رزقهم على الاستخدام المجاني للمراعي والمياه.

ومنذ عقدين من الزمن، بات العنف سمة يومية في حياتهم، نظراً إلى أنّ الإسرائيليين يسعون للسيطرة على المنطقة التي تتميز بقلة سكانها، وهي تحت السيطرة المباشرة الإسرائيلية، ويتهددها الضم الكامل من قبل إسرائيل.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية